نيويورك - علي بردى موسكو - الوكالات عشية اجتماع الدول الداعمة لسوريا في نيويورك، اعلنت موسكو انه لا تزال ثمة خلافات كبيرة بين روسيا والولايات المتحدة في شأن سبل حل الأزمة السورية وسط توقعات غربية أن يكون مصير الرئيس السوري بشار الاسد في صلب المحادثات الدولية.
وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعتزم المشاركة في اجتماع دولي يعقد في نيويورك غداً ويتناول الأزمة السورية. وأفاد ديبلوماسي غربي في نيويورك أن الخلافات لا تزال مستمرة بين أعضاء المجموعة حول مصير الأسد الذي "لا يزال في صلب المفاوضات السياسية بين الأطراف السوريين وكذلك بين الأطراف الدوليين"، على رغم التوافق بين أعضاء مجلس الأمن على اصدار قرار جديد للمجلس لدعم ما يسمى "عملية فيينا" للإنتقال السياسي في سوريا.
وقبل ذلك، يتوقع أن يصدر مجلس الأمن اليوم قراراً تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لحظر الأشكال المختلفة لتمويل "الدولة الإسلامية" (داعش) عوض التعامل معها باعتبارها ملحقة بالعقوبات الدولية المفروضة منذ سنوات على تنظيم "القاعدة".
وقال الديبلوماسي الغربي الذي طلب عدم ذكر اسمه أن مجلس الأمن يستعد بعد ظهر اليوم بتوقيت نيويورك (مساء بتوقيت بيروت) للإجتماع للمرة الأولى في تاريخه على مستوى وزراء المال والخزانة بغية التصويت على قرار من 30 صفحة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لحظر كل أشكال التمويل لـ"داعش"، مثلما هو الأمر بالنسبة الى "القاعدة" على المستوى الدولي، موضحاً أن لجنة العقوبات الخاصة بـ"القاعدة" ستتولى اعداد تقارير دورية عن أي انتهاكات للقرار الجديد الذي يتوقع أن يكون رقمه 2253.
وأضاف أن مجموعة الدعم الدولية لسوريا ستجتمع صباح غد الجمعة (بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة) في فندق "نيويورك بالاس" بوسط ضاحية مانهاتن، على مستوى وزراء الخارجية للدول الأعضاء، متوقعاً أن تليها جلسة لمجلس الأمن في محاولة لإصدار قرار جديد يثبت "عملية فيينا" لخريطة الحل السياسي المرجو في سوريا. غير أن الديبلوماسي لاحظ أن "الغموض لا يزال يكتنف التقدم المحتمل الذي يمكن إحرازه" نحو ايجاد حلّ للأزمة السورية. وذكر أن مجموعة فيينا المؤلفة من 19 دولة تقر "بوجود خلافات على أمور كبيرة، علماً أن هناك توافقاً على العديد من المواضيع"، وأن "سبب الزخم والإجتماع الثالث هذا والحديث عن وقف نار مع بداية السنة المقبلة هو أن هذه العملية بدأت تعمل". واستدرك بأن "النقطة الأصعب تتعلق بمصير الرئيس بشار الأسد"، داعياً الى ما سماه "تفكير خلاق ومرونة من كل الأطراف". واعتبر أن الدول الغربية "أظهرت درجة جيدة من المرونة بالإبتعاد عن وجوب رحيل الأسد قبل بدء العملية الإنتقالية واعتماد موقف مفاده أنه يجب ألا يكون في نهايتها". وأكد أن "الهوة لا تزال قائمة بين ايران وروسيا من جهة والآخرين من جهة أخرى حيال هذه المسألة". وأشار الى أن "المفاوضات السياسية ستكون في هذا الموضوع بين الأطراف السياسيين الداخليين في سوريا والأطراف الدوليين المعنيين بالأزمة السورية".
وتضم المجموعة كلا من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا وإيطاليا وتركيا وإيران والسعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والعراق وعُمان وقطر والأردن ولبنان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
وعبرت رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور عن ثقتها بصدور قرار عن مجلس الأمن غداً الجمعة في شأن العملية السياسية في سوريا، قائلة إن "عملية فيينا أحرزت تقدماً ملموساً وضيقت الفجوات" بين الدول الغربية وحلفائها من جهة وروسيا وايران من جهة أخرى. و"نريد لمجلس الأمن أن يدعم هذا التقدم وهذا الزخم". وخلصت الى أن قراراً من المجلس في هذا الشأن "يظهر وحدته حيال ليس فقط العملية السياسية بل أيضاً حيال الحاق الهزيمة بداعش".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون إن "سوريا جرح مفتوح للشرق الأوسط والعالم بأسره". وأضاف: "نحن نضغط من أجل وقف النار على مستوى البلد ولبدء المفاوضات في كانون الثاني في شأن الانتقال السياسي، ويجب ألا نتوانى عن ذلك". وسلّم بأن مصير الرئيس الأسد "يقرره الشعب السوري"، في تراجع عن تصريحاته المتكررة بأن "الأسد فقد شرعيته" لحكم سوريا. |