أربيل (شمال العراق) – باسم فرنسيس ؛ بغداد، أنقرة - «الحياة» أكد العراق أن سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اعتبروا دخول قوات تركية إلى أراضيه «خرقاً للسيادة»، ودعا جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية.
وفيما أعلنت لجنة نيابية أن وفداً سياسياً وأمنياً تركياً رفيع المستوى سيزور العراق لتطويق الأزمة بين البلدين، أعرب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي يزور أنقرة للتوسط بين الطرفين، عن سعادته لرفع علم الإقليم، إلى جانب العلم العراقي وذلك للمرة الأولى، خلال لقائه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو.
واتخذت الأزمة بين بغداد وأنقرة منحًى متصاعداً، تمثل بإعلان الجانب العراقي إلغاء الملحقية التجارية في أنقرة، وسط حملة لمقاطعة البضائع التركية، في حين دعت تركيا مواطنيها المقيمين في العراق «باستثناء إقليم كردستان» إلى المغادرة فوراً.
وأصر الرئيس رجب طيب أردوغان مساء أمس على رفضه سحب القوات التركية من العراق.
وكانت الخارجية العراقية أعلنت في بيان أصدرته أمس، أنها بدأت «اتصالات مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وعدد من الدول الصديقة لاتخاذ موقف من الانتهاك التركي للسيادة وحشد الدعم لاستصدار قرار من المجلس يدين هذا الانتهاك». وطلبت الوزارة من الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية للبحث في الأمر».
وجاء في بيان للناطق باسم الوزارة أحمد جمال أن «سفراء الدول الخمس في مجلس الأمن اعتبروا خلال اجتماعهم مع وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، دخول القوات التركية (العراق) خرقاً للسيادة، وأكدوا رفض هذا الخرق والانتهاك، وتعهّدوا مساندة العراق». تزامن ذلك مع اجتماع ضم الجعفري والمبعوث الأميركي للتحالف الدولي بيرت ماك غورك، بحثا خلاله في لجوء العراق إلى مجلس الأمن. وأفاد بيان لوزارة الداخلية بأن ماك غورك التقى الوزير محمد الغبان و «انتقد الانتهاك التركي غير المبرر».
وكانت أنقرة أكدت أن نشرها قوة عسكرية في سهل نينوى، جاء «في إطار مهمة تدريب للقوات العراقية» لمحاربة تنظيم «داعش»، وبعلم الحكومة العراقية، وهو ما نفته بشدة.
إلى ذلك، أكد داود أوغلو خلال لقائه بارزاني «إرسال رئيس الاستخبارات هاكان فيدان ومستشار وزارة الخارجية فريدون سينرلي أوغلو إلى بغداد للبحث في الأزمة». وأوضح أن هدف الوجود العسكري في محافظة نينوى ضمان استقرار المنطقة، وعدم رغبتنا في أن نصبح جيران داعش». وزاد: «سنكون إلى جانبكم دائماً وسنقدّم لكم كل أنواع الدعم، لمواجهة الإرهاب، لأن قدرنا واحد في المنطقة، والحدود بيننا يجب أن تكون حدود وحدة لا فرقة».
وعقد بارزاني اجتماعاً مع الرئيس رجب طيب أردوغان، وأفادت وسائل إعلام تركية بأن الأول «زار سراً مقر الاستخبارات وأجرى مشاورات مع فيدان». وأعلن، خلال مؤتمر صحافي، أن زيارته «لا تهدف إلى إبرام اتفاق جديد (مع تركيا)، بل نسعى إلى التنسيق والتعاون»، مشيراً إلى «سوء تفاهم بين بغداد وأنقرة، والأزمة ضُخِّمت». وأضاف: «صحيح أن هناك زيادة في حجم القوة التركية في نينوى، لكنها تمت بعلم بغداد... لا أحد يقبل بانتهاك سيادة دولة، لكننا نحتاج إلى دعم ومساعدة في الحرب على داعش، وهذا من الأولويات. نحن أصدقاء للجميع، إيران وتركيا، ولن نقبل بأن نكون ساحة لتصفية الحسابات». |