الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: كانون الأول ٧, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
العراق
العراق يدحض الرواية التركية عن دخول الموصل "لعب على المكشوف" للتصدي لـ"الكردستاني"
بغداد - فاضل النشمي
إلى بيانَي رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية في العراق في شأن رفض الدخول التركي الى البلاد، أصدرت وزارة الدفاع بياناً عن توغل قوة تركية مؤلفة من عناصر مشاة وبعض الآليات المدرعة مساء الخميس الماضي مدينة الموصل.

وجاء في البيان أن وزير الدفاع خالد العبيدي أجرى اتصالاً "مطولاً" مع نظيره التركي عصمت يلماظ في شأن حادث دخول الأراضي العراقية. وقال له إن دخول القوات التركية "يعتبر خرقاً للسيادة العراقية وانتهاكاً لقواعد القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار"، مطالباً الحكومة التركية "بسحب قواتها فوراً ودون شروط"، الأمر الذي يعني أن الرواية التركية القائلة إن دخول الجنود تم باتفاق مع الحكومة العراقية، لغرض تدريب قوات "الحشد الشعبي" في نينوى، غير صحيحة.

وأوضح البيان ان يلماظ برّر دخول القوة التركية بالقول إنه "جاء لتأمين المدربين الأتراك داخل معسكر (زلكان)" المستخدم لتدريب قوات "الحشد الشعبي". لكن العبيدي رد بأن "حجم القوة الداخلة الى العراق يفوق ما تتطلبه عملية حماية المعسكر"، الأمر الذي يكشف أن للقوة التركية غايات تتجاوز تلك المعلنة وتلتقي عند أحد مفاصلها التخوّف التركي من "حزب العمال الكردستاني"، كما يرى مراقبون أكراد وعرب.

ويتمتع "حزب العمال الكردستاني" الذي اشترك في معركة تحرير سنجار الأخيرة بنفوذ كبير، وله سطوة متنامية داخل المدينة، الامر الذي دفع مسؤولاً محلياً في سنجار الى إعلان "تبرمه" والتهديد باتخاذ اجراءات إدارية وقضائية صارمة لإخراج المقاتلين الأكراد من المدينة.

وتعتقد مصادر مختلفة إن الحزب يسعى الى كسر حاجز الحدود الكردية بين العراق وتركيا وسوريا تمهيداً لإقامة الدولة الكردية، على غرار ما فعل تنظيم "الدولة الإسلامية". وسلوكه هذا يثير حفيظة تركيا والولايات المتحدة اللتين تضعانه ضمن لائحة المنظمات الإرهابية، الى تحفظ حكومة إقليم كردستان العراق بزعامة مسعود بارزاني الذي ينظر الى عناصر هذا الحزب على انها جماعة تهدد نفوذه في المنطقة. وكان قرار البارزاني عدم رفع أي علم غير ذلك الخاص بالإقليم بعد عملية تحرير سنجار مطلع شهر تشرين الثاني، يستهدف أساساً راية "حزب العمال الكردستاني". ويرجّح أن يكون دخول القوات التركية تم بتنسيق مشترك بين سلطات كردستان العراق والحكومة التركية.

وأشار بيان وزارة الدفاع العراقية بصورة عابرة الى ان وزير الدفاع التركي "وعد بمعالجة الموقف بصورة إيجابية"، الامر الذي يُفهم منه إمكان بقاء القوة التركية في انتظار ترتيبات لاحقة بالتنسيق مع الولايات المتحدة التي قالت صراحة إن القوات التركية لم تدخل الأراضي العراقية في إطار الائتلاف الدولي. لكنها لم تطالب أنقرة بسحب قواتها من الموصل.

ومع ذلك، تشدد شخصيات مرتبطة بجماعات "الحشد الشعبي" في الموصل، ولا سيما منها تلك القريبة من محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي، على أن بغداد على علم بوجود المدربين الأتراك منذ شهر آذار، وأن الإعلان عن وجودهم هو ما أثار حفيظة الحكومة العراقية ودفعها الى التنديد بالموضوع وإنكاره.

وسواء صحت رواية النجيفي، أو أي من الروايتين، التركية أو العراقية، فإن تركيا نجحت في حرف الأنظار، ولو موقتاً، عن أزمتها الروسية الخانقة. وفي نظر آخرين، يمثل الدخول التركي مرحلة جديدة من مراحل "اللعب على المكشوف" من اللاعبين الإقليمين والدوليين في العراق.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
الرئيس العراقي: الانتخابات النزيهة كفيلة بإنهاء النزيف
الرئيس العراقي: الانتخابات المقبلة مفصلية
«اجتثاث البعث» يطل برأسه قبل الانتخابات العراقية
الكاظمي يحذّر وزراءه من استغلال مناصبهم لأغراض انتخابية
الموازنة العراقية تدخل دائرة الجدل بعد شهر من إقرارها
مقالات ذات صلة
عن العراق المعذّب الذي زاره البابا - حازم صاغية
قادة العراق يتطلّعون إلى {عقد سياسي جديد}
المغامرة الشجاعة لمصطفى الكاظمي - حازم صاغية
هل أميركا صديقة الكاظمي؟ - روبرت فورد
العراق: تسوية على نار الوباء - سام منسى
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة