طالب المدير السابق للاستخبارات الجزائرية الفريق محمد مدين المعروف بـ «توفيق»، بـ «رفع الظلم» عن المدير السابق لفرع مكافحة الإرهاب الجنرال حسان، واسمه الحقيقي عبد القادر آيت واعرابي، بعد صدور حكم بسجنه لـ5 سنوات، وفق ما جاء في رسالة تُعدّ أول ظهور إعلامي لمدين الذي أُحيل على التقاعد بعد 25 سنة من توليه منصبه.
وجاء في الرسالة التي كُتبت باللغة الفرنسية والتي بعث بها مدين إلى وسائل الإعلام: «بغض النظر عن التساؤلات المشروعة التي تثيرها هذه القضية فإن الأمر المستعجل اليوم هو رفع الظلم عن ضابط خدم بلده بكل تفانٍ ومسح العار الذي طاوله، كما طاول كل الرجال الذين ضحوا دفاعاً عن الجزائر».
وكان قد صدر قبل 10 أيام حكم بالسجن 5 سنوات مع النفاذ على الجنرال حسان، بجنحتي «إتلاف وثائق ومخالفة التعليمات العسكرية» في جلسة محاكمة مغلقة.
وشغل الفريق محمد مدين منصب مدير دائرة الاستعلام والأمن منذ عام 1990 حتى إحالته على التقاعد في أيلول (سبتمبر) الماضي. وطيلة هذه الفترة لم يسبق له أن ظهر في الإعلام، وأشار إلى هذه السابقة في رسالته قائلاً: «أتمنى أن لا يثير إقحام نفسي في وسائل الإعلام، حتى وإن كان سابقة، تعليقات تخرج عن الهدف المنشود».
وفي شأن القضية التي اتُهم فيها الجنرال حسان بـ «مخالفة التعليمات» أوضح رئيسه السابق الجنرال توفيق: «أؤكد أنه عالج الملف باحترام كل الإجراءات وأبلغ رئيسه في الوقت المناسب ما أنجح الجزء الأول من العملية، فهنأته».
واعتبرت الصحف أن الأمر يتعلق بخلل استخباراتي في معالجة قضية الهجوم الذي تعرض له مصنع الغاز في تقنتورين جنوب شرقي الجزائر في كانون الثاني (يناير) 2013 وأسفر عن مقتل 40 أجنبياً.
وكان وزير الدفاع السابق اللواء خالد نزار وصف الحكم بـ «الجريمة والافتراء في حق الجنرال أيت وعرابي وعائلته».
وأضاف الرجل القوي في الجزائر بين عامَيْ 1992 و1994 أن «قساوة الحكم الصادر من المحكمة العسكرية في وهران أدهشتني، حيث محى فجأة كل التاريخ المهني لرجل كرس حياته في خدمة الوطن».
كما أن رئيس حزب طلائع الحريات ورئيس الحكومة السابق علي بن فليس وصف قضية الجنرال حسان بأنها «وجه من وجوه عملية التطهير السياسي بتهمة اللاموالاة».
وأحيل الجنرال حسان على التقاعد في عام 2013 ووضِع مباشرة تحت الرقابة القضائية قبل توقيفه في آب (أغسطس) الماضي.
وأعطت إحالته على التقاعد وبعده الجنرال توفيق مؤشراً إلى استعادة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة السيطرة على أجهزة الاستخبارات التي كانت تُعتبَر «دولة موازية».
واتُهم الجنرال توفيق بأنه عارض ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، واعتبر جهاز الاستخبارات سلطة مضادة لسلطة الرئاسة.
إلى ذلك، غادر الرئيس الجزائري فرنسا أمس، بعد أن أجرى فحوصاً «طبية دورية» في مدينة غرونوبل التي كان وصل اإليها الخميس الماضي.
وكان بوتفليقة غادر قبيل ظهر أمس، قسم القلب في المجمع الاستشفائي التعاوني في غرونوبل (جنوب شرق) حيث يعمل طبيبه المتخصص في القلب جاك مونسيغو. |