بينما يعيش التونسيون على وقع منع التجول وحال الطوارئ، حمل وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي تأكيداً لدعم لندن لبلاده في مكافحة الإرهاب وعلى مستوى الإصلاحات الاقتصادية.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة التونسية أن هاموند شدد على "الإرادة القوية للحكومة البريطانية لمرافقة تونس في كسب الرهانات الأمنية ومساندة جهودها في إنجاح البرامج الاقتصادية والإصلاحات الجوهرية الكفيلة بإعادة النمو للاقتصاد وإيجاد فرص عمل".
وصرح هاموند في مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي الطيب البكوش بأن بلاده تدرك حجم التهديدات التي تتعرض لها تونس من ليبيا، وستواصل دعمها للبلاد في إكمال مسارها الديموقراطي وضمان استقرارها وستزيد المساعدة الأمنية لها. وقال إن تونس "تتجه أكثر فأكثر لتكون ديموقراطية جديدة تثبت للعالم أنه يُمكن الناس أن يعيشوا بتناغم معاً". وأضاف أن الحل السياسي هو الأمثل للأزمة الليبية، مشدداً على أن بلاده ستعمل على قيام حكومة في ذلك البلد قادرة على القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية".
إلى ذلك، أعلن كاتب الدولة المكلف الأمن رفيق الشلي أن "كل" الهجمات الدامية التي حصلت في تونس هذه السنة تم التخطيط لها في ليبيا، و"قيادات المجموعات الارهابية التونسية موجودة في ليبيا". وقال إن منفذي هجوميْ متحف باردو وفندق سوسة وآخرين "ذهبوا الى ليبيا وتكونوا في ليبيا، ونحن نعرف أماكن التدريب. لديهم تكوين عقائدي وتدريب عسكري". وأوضح أن الجهاديين التونسيين يخرجون إلى ليبيا ثم يعودون الى تونس "خلسة من طريق المهربين"، و"يوم تأتيهم التعليمات، والسلاح يقومون بالعملية".
ولاحظ إن "ليبيا صارت خطراً، لذلك لا بد من أخذ الاحتياطات، ويلزمنا اتخاذ قرارات جريئة منها إقفال المعابر الرسمية، ثم تعزيز الحدود التونسية - الليبية من الناحية الصحراوية وكذلك البحرية"، و"ممكن جداً ان نعيد التأشيرة الليبية، خصوصاً أن هناك العديد من جوازات السفر في ليبيا، الجوازات في يد "داعش" (تنظيم "الدولة الإسلامية") والمجموعات الارهابية".
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية التونسية أنها فرضت الإقامة الجبرية على 92 من المقاتلين العائدين من سوريا والعراق وليبيا، وأوقفت 40 آخرين ضمن عمليات دهم الخميس. وجاء في بيان لوزارة الداخلية أنه "تطبيقاً لقانون الطوارىء بتنظيم حال الطوارئ، فإن وزير الداخلية اتخذ 92 قراراً بالإقامة الجبرية تتعلق بعناصر عائدة من بؤر التوتر مصنفين خطيرين لدى الوحدات الأمنية وستتلوها قرارات مماثلة".
واعتباراً من التاسعة مساء، لا أحد سوى رجال الشرطة يتجولون في وسط تونس الذي يكون عادة مكتظاً في مثل هذا الوقت، وأبدى تجار وأصحاب حانات قلقهم من إطالة أمد منع التجول المفروض منذ الهجوم الانتحاري الثلثاء. |