العواصم - الوكالات جنيف - موسى عاصي أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي استقبل نظيره السوري وليد المعلم في موسكو أمس، ان روسيا شددت اجراءاتها في حق تركيا رداً على اسقاطها قاذفة "السوخوي - 24" قرب الحدود السورية، باعادة فرض نظام التأشيرة على الأتراك، واتهمتها بـ"تجاوز الحدود"، بينما تسعى أنقرة الى احياء الاتصالات بين البلدين لاحتواء التوتر. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انه طلب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "وجهاً لوجه" على هامش قمة المناخ التي تفتتح اعمالها في باريس غداً، لكنه جدّد رفضه الاعتذار لروسيا عن الحادث وحذر من ان موسكو "تلعب بالنار" بقصفها المعارضة السورية المعتدلة.
فابيوس من جهة أخرى، وضعت تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الصباحية امس، أسس السياسة الخارجية الفرنسية في مرحلة ما بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني في باريس وما بعد زيارة الرئيس فرنسوا هولاند لموسكو. واسترعى الانتباه التغيير في اللهجة مع النظام السوري والحديث عن "امكان مشاركة الجيش السوري النظامي في القتال ضد داعش (تنظيم "الدولة الاسلامية")". ولم يعدل الموقف الجديد البيان الايضاحي الذي صدر عن وزارة الخارجية الفرنسية مساء وفيه يقول فابيوس: "إن التعاون مع القوات الحكومية السورية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن يحصل فقط في إطار انتقال سياسي جدي في سوريا".
وأوضحت أوساط قريبة من وزارة الخارجية الفرنسية ان هدف ايضاح فابيوس هو الحفاظ على الخط العام الذي تسير عليه السياسة الخارجية الفرنسية العامة منذ أربع سنوات، وأن تغيير الخطاب بالشكل الذي ظهر فيه صباحاً في المقابلة مع تلفزيون "أر تي أل" شكل صدمة للرأي العام وللصحافة وتعارضاً تاماً مع كل القرارات الفرنسية والاوروبية عموماً منذ بدء الأزمة، خصوصاً أن من هذه القرارات وضع اسماء على لائحة عقوبات لشخصيات سورية عسكرية "تورطت في القمع العنيف للسكان المدنيين أو لدعمها النظام".
وفي ما يتعلق بخريطة الاهداف غير الارهابية التي قال فابيوس ان موسكو طلبت من باريس وضعها على أن تلتزم روسيا عدم قصفها، قالت الأوساط الفرنسية إن الطلب الروسي جاء بعد الحاح فرنسي على حصر العمليات العسكرية بـ"داعش" و"جبهة النصرة" وبعض المجموعات التي تدور في فلكيهما. لكن هذه الاوساط رأت في مهمة باريس وضع هذه اللائحة أمراً في غاية الصعوبة "نظراً الى علاقة بعض التنظيمات، التي تتهمها موسكو بالارهاب، بمرجعيات خليجية تربطها بباريس علاقات قوية".
وقال فابيوس: "هناك الآن نقطة واحدة يتفق عليها الجميع هي هدف تدمير داعش وأعتقد أننا نحرز تقدماً على هذا الصعيد". وأضاف أن الأولويات بالنسبة الى الجانبين في الأسابيع المقبلة ستكون تحرير الرقة معقل "الدولة الإسلامية" في سوريا وكذلك استهداف البنى التحتية النفطية التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد.
وجدد فابيوس موقفه من مصير الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً: "إذا أردنا التحرك من أجل سوريا حرة وموحدة فلا يمكنه (الأسد) وهو المسؤول عن مقتل 300 ألف شخص وتشريد الملايين أن يقود ذلك، لا يمكن أن يمثل الأسد مستقبل هذا الشعب".
وعن امكان ارسال فرنسا قوات خاصة الى سوريا كما فعلت الولايات المتحدة، قال: "هناك قاعدة في ما يتعلق بالتزام قوات خاصة وهي أننا لا نعلن عن ذلك في العموم، وتالياً فإن من الممكن أن نقوم بذلك من دون إعلانه واذا فعلنا فسيكون عدداً محدوداً".
موسكو تفرض تأشيرات على الأتراك وأنقرة تحاول إحياء الاتصالات
شددت روسيا أمس اجراءاتها بحق تركيا رداً على اسقاطها مقاتلة روسية قرب الحدود السورية، باعادة فرض نظام التأشيرة على الاتراك واتهمتها بـ"تجاوز الحدود"، بينما تسعى انقرة الى احياء الاتصالات بين البلدين لاحتواء التوتر. وكشف طرح فرنسا للمرة الاولى امكان مشاركة قوات الرئيس السوري بشار الاسد في مكافحة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، منعطفاً جديداً في سياسة باريس حيال الازمة السورية بعد نحو أربع سنوات من قطع العلاقات مع دمشق.
صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي بعد محادثات اجراها مع نظيره السوري وليد المعلم: "تم اتخاذ قرار بوقف نظام الاعفاء من التأشيرة مع تركيا. هذا القرار سيصبح نافذاً في الاول من كانون الثاني 2016".
واضاف:"الامر ليس انتقاماً... التهديد فعلي"، وذلك بعيد اتهامه انقرة بانها "تجاوزت حدود ما هو مقبول" باسقاطها الثلثاء قاذفة روسية من طراز "سوخوي-24" قرب الحدود السورية. ومنذ الحادث، تتهم روسيا تركيا بانها على صلة بجهاديي "داعش" وتطالبها بالاعتذار. وأكد لافروف ان "عدداً كبيراً من المقاتلين انتشر انطلاقاً من تركيا في اتجاهات مختلفة". وأفاد ان روسيا "تدعم بقوة" اقتراح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اقفال الحدود بين تركيا وسوريا، آملاً في "تنفيذ هذه المبادرة". وقال: "نحن مقتنعون بانه مع اقفال هذه الحدود، سنكون قادرين على تنفيذ قسم كبير من المهمة القاضية بالقضاء على الارهاب داخل الاراضي السورية".
الموقف التركي في المقابل، أعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن أمله في ان يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "وجهاً لوجه" خلال قمة المناخ التي تفتتح الاحد في باريس، وذلك للبحث في الحادث الجوي الذي أدى الى تدهور العلاقات بين البلدين. وقال : "لا اريد ان تضر هذه المشكلة بعلاقاتنا". وشدّد على ان الجيش التركي "كان يجهل جنسية" الطائرة الحربية ولم "يتعمد اسقاط طائرة روسية" بل عمد فقط الى "تطبيق قواعد الاشتباك" المعمول بها.
ووقت تستمر المطالبة الروسية بتقديم اعتذار، جدّد اردوغان رفضه هذا الامر، معتبراً ان انتقادات موسكو "مرفوضة". كذلك، اتهم روسيا حليفة النظام السوري بـ"اللعب بالنار" باستمرارها في دعم نظام الرئيس بشار الاسد. ورد لافروف بان "روسيا... ستواصل تقديم كل الدعم الضروري لسوريا في معركتها لتدمير الارهاب".
وكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو في مقال نشرته صحيفة "التايمس" البريطانية أن بلاده "ستعمل" مع روسيا "لاحتواء التوتر".
المعلم ورحب وزير الخارجية السوري بتصريحات فابيوس عن امكان مشاركة الجيش السوري في مكافحة "داعش". وقال المعلم خلال المؤتمر الصحافي مع لافروف في موسكو: "ان كان فابيوس جدياً في التعامل مع الجيش السوري والتعامل مع قوات على الارض تحارب داعش فنحن نرحب بذلك"، مشيراً الى ان ذلك "يتطلب تغييراً جذرياً في التعامل مع الازمة السورية". وأضاف ان "جيشنا جاهز للتنسيق مع أي قوات تقوم بالتشاور معه في سبيل مكافحة الارهاب".
وذكر أنه "منذ بداية الازمة في سوريا كنا نقول إن أوروبا اخطأت في التعامل مع هذه الازمة، وإن الارهاب سيرتد على داعميه، ومع الاسف كانت بريطانيا وفرنسا الدولتين اللتين تقودان الجهد الاوروبي ضد الحكومة الشرعية في سوريا... الآن ان تأتي متأخرا خير من ألا تأتي... أقول بكل بساطة ادرسوا تجربة سلاح الجو الروسي وتفاعله مع الجيش العربي السوري على الارض والنتائج التي تحققت وتعلموا منها".
وشكر المعلم لبوتين "الجهود التي يبذلها في مجال مكافحة الارهاب"، مشيراً الى ان "هذه الجهود الصادقة التي أتت ثمارها بما يزيد مئة ضعف عما يفعله الائتلاف (الدولي) بقيادة الولايات المتحدة".
عائلة الطفل السوري ايلان حصلت على اللجوء في كندا بثت شبكة "سي بي سي" الكندية للتلفزيون ان عائلة الطفل السوري ايلان الكردي الذي أثارت صورته ميتاً على شاطىء تركي تعاطفاً عالمياً، حصلت على حق اللجوء في كندا.
وقالت تيما الكردي عمة ايلان التي تعيش قرب فانكوفر ان دوائر الهجرة الكندية ابلغتها "الموافقة" على منح عم ايلان وزوجته واولادهما الخمسة حق اللجوء. وأضافت ان "هذا الامر سيتم"، موضحة ان دوائر الهجرة "ستتولى نقلهم".
وتقيم كندا اعتباراً من الاسبوع المقبل جسراً جوياً لنقل عشرة آلاف لاجئ سوري بحلول نهاية كانون الاول، و15 ألفاً آخرين في كانون الثاني وشباط2016. وصورة ايلان الذي قضى على شاطىء تركي فيما كانت اسرته تحاول الوصول الى أوروبا، كان لها وقع خاص في كندا. وكانت اسرته عدلت عن طلب اللجوء في كندا بعد رفض ملف عم ايلان وزوجته واولادهما الخمسة. |