استعاد الجيش السوري بلدتي مهين وحوارين في ريف حمص الجنوبي الشرقي من تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، فيما قامت المقاتلات الروسية بـ141 طلعة وأغارت على 472 هدفاً في سوريا مطلع الأسبوع، مع بدء حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغول" التي وصلت الى مياه المتوسط مهماتها الاولى في قصف مواقع للتنظيم الجهادي في سوريا والعراق.
قال "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له إن الجيش السوري ومقاتلين حلفاء له سيطروا بمساعدة الغارات الجوية الروسية على مهين وحوارين.
وأفادت وسائل إعلام سورية رسمية أيضاً أن الجيش وقوة محلية سيطرا على مهين وحوارين وقتلا عدداً كبيراً من مقاتلي التنظيم المتشدد. وتقع البلدتان شرق طريق سريع بين الشمال والجنوب يمتد عبر كبرى المدن السورية وهو ممر حيوي للسيطرة على الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة في غرب البلاد. كما تقعان على مقربة من طرق تربط مدينة تدمر الأثرية التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" في وسط الصحراء السورية بالمدن الغربية. وأوضح المرصد أن طائرات سورية وروسية شنّت عشرات الغارات على المناطق المحيطة بمهين وحوارين.
وبدأت روسيا، وهي حليف أساسي للرئيس السوري بشار الأسد، شن غارات جوية في سوريا قبل قرابة شهرين دعماً للجيش السوري والقوات البرية المتحالفة معه.
الطلعات الروسية ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الروسية نفذت 141 طلعة جوية وأصابت 472 هدفا لإرهابيين في سوريا مطلع الأسبوع. وجاء في بيان لها أن "هذه الاهداف في مناطق تدمر ودير الزور والرقة تخضع للارهابيين وتشكل أحد موارد تمويلهم". وتحدثت عن رصد "رتلين من الآليات التي تنقل النفط الى مصاف خاضعة لتنظيم الدولة الاسلامية في محافظة الرقة"، مضيفة ان طائرات "سوخوي 34" دمرت "80 آلية" وقصفت مصفاة تقع على مسافة 50 كيلومتراً جنوب الرقة. كما أكد تدمير خزان للنفط على مسافة 50 كيلومتراً شمال دير الزور. وأعلنت انه "في الأيام الخمسة الاخيرة، دمرت أكثر من الف شاحنة صهريج تنقل النفط الخام الى مصاف".
وأشارت الى تكبد "المجموعات الارهابية" خسائر فادحة وخصوصاً في سراقب ومحافظة ادلب وفي قلعة المضيق بمحافظة حماه. على صعيد آخر، نددت الوزارة بـ"الاتهامات بلا اثباتات التي تحيل على مصادر لا تحدد هويتها" والتي يوجهها الجيش الأميركي الى الطيران الروسي بقصف المعارضة السورية المعتدلة.
اقفال أجواء كردستان ونتيجة النشاط العسكري الجوي في سياق الحملة العسكرية التي تشنها روسيا في سوريا المجاورة، صرح ناطق باسم مطار اربيل الدولي بأن العراق أقفل مجاله الجوي الشمالي أمام الرحلات التجارية مدة يومين على الأقل. ومن المتوقع أن يؤثر الاقفال على الرحلات الداخلية إلى اربيل والسليمانية وكذلك على الرحلات الدولية من تركيا والأردن والخليج والنمسا. وأصدرت هيئة الطيران المدني العراقية بياناً جاء فيه أن تعليق الرحلات اتُخذ لحماية المسافرين وبسبب اختراق صواريخ كروز وقاذفات تُطلق من بحر قزوين الجزء الشمالي من العراق.
وبدأت روسيا إطلاق صواريخ "كروز" وقاذفات بعيدة المدى من سفن حربية في بحر قزوين الشهر الماضي تمر فوق إيران والعراق قاطعة مسافة تبلغ نحو 1500 كيلومتر لبلوغ أهدافها. وقال الناطق باسم مطار اربيل إن تغييرا في مسار الصواريخ جعلها تقترب من المطار "على نحو مزعج" من غير أن يورد مزيداً من التفاصيل.
وصرح ناطق باسم قوات الائتلاف الدولي التي تدير عمليات قرب مطار اربيل بأنه لا يعرف سبب الاقفال. وتقصف قوات الائتلاف أهدافاً لـ"داعش" منذ أكثر من سنة بمعزل عن الحملة الروسية. ولفت مدير مطار اربيل إلى أن تعليق الرحلات قد يستمر أكثر من الساعات الـ 48 الأولى التي أعلن عنها. وقالت شركة طيران الامارات إنها ألغت رحلاتها إلى اربيل حتى الخميس. وتستخدم موسكو أيضاً قاذفات من قواعد بحرية روسية لشن غارات جوية تقول إن الرئيس السوري بشار الأسد طلبها.
وتقول وزارة الدفاع الروسية إن الصاروخ "كاليبر" الذي يُطلق عليه حلف شمال الأطلسي "سيزلر" يطير على ارتفاع 50 متراً ويتميز بدقته وبهامش خطأ يصل إلى ثلاثة أمتار.
"شارل ديغول" في غضون ذلك، اقلعت مقاتلات فرنسية من حاملة الطائرات "شارل ديغول" في شرق المتوسط للقيام بمهمة فوق مناطق خاضعة لسيطرة "داعش" في العراق وسوريا. ولم يتسن الحصول على معلومات فورية عن طبيعة المهمة ما اذا كانت للاستطلاع أم لشن غارات، والتي تأتي بعد عشرة أيام من اعتداءات باريس التي تبناها التنظيم المتطرف وأوقعت 130 قتيلاً.
وقالت مصادر عسكرية ان طائرات "رافال" مزودة قنابل انطلقت صباحاً من حاملة الطائرات. والمقاتلات الـ26 المتمركزة عليها تضاعف قدرات الجيش الفرنسي على ضرب أهداف في المنطقة بمعدل ثلاث مرات تضاف اليها 12 طائرة متمركزة في دولة الامارات العربية المتحدة والاردن. وكشف مصدر عسكري فرنسي أن المقاتلات على حاملة الطائرات ستبقى خارج مرمى المضادات الأرضية السورية بمرورها بتركيا من الشمال أو الاردن من الجنوب.
أما من الجانب الجوي، فان التنسيق لتجنب أي حادث مع الروس الموجودين عسكرياً في شمال غرب سوريا يمر عبر القيادة العامة للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يتخذ قطر مقراً له. ومن الجانب البحري، باشرت قيادتا الأركان الروسية والفرنسية في نهاية الاسبوع الماضي تبادل معلومات لأن حاملة الطائرات الفرنسية تتدخل في منطقة ينتشر فيها الاسطول الروسي بقوة قبالة سوريا. ويذكر ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر قواته وبحريته بالتنسيق مع الفرنسيين بصفتهم "حلفاء".
كيري في أبو ظبي يطلب من السعودية والإمارات تشجيع المعارضة السورية على القبول بوقف النار
أجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس محادثات في أبو ظبي مع مسؤولين اماراتيين وسعوديين سعياً الى دعم لخطط اجراء محادثات في شأن سوريا بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة قريباً.
وأوضح كيري ان زيارته لابو ظبي هدفها تشجيع دولة الامارات والمملكة العربية السعودية اللتين تعدان من أبرز الدول الداعمة للمعارضة السورية، على اقناع فصائل هذه المعارضة بالموافقة على وقف النار مع قوات نظام الرئيس بشار الاسد. وقال: "لهذا السبب انا هنا"، معرباً عن أمله في امكان التوصل الى اتفاق لوقف النار "في غضون أسابيع". وأضاف: "نعمل بشكل حثيث للتعجيل في الجهود (التي بذلت) في فيينا، واعطاء دفع لهذا المسار الديبلوماسي... يمكنكم ان تكونوا واثقين من أن هذه الجبهة الديبلوماسية تعمل بشكل حثيث ولديها خطة حقيقية مطروحة على الطاولة من أجل تنفيذها". والتقى كيري في ابو ظبي ولي عهد الامارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونظيره الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.
وأفادت وكالة أنباء الامارات "وام" ان الوزير الأميركي أطلع محمد بن زايد على "نتائج المحادثات التي أجريت حديثاً في فيينا في شأن الأزمة السورية والاتصالات التي أجرتها واشنطن مع حلفائها في شأن الأفكار والحلول التي تهدف الى وضع حد لهذه الأزمة الإنسانية والسياسية والأمنية".
وعقد كيري مساء لقاء "طويلاً" مع نظيره السعودي عادل الجبير الذي من المقرر ان تستضيف بلاده هذا الشهر اجتماعاً للمعارضة السورية بشقيها السياسي والمجموعات المسلحة التي تصنف "معتدلة"، لتوحيد المواقف قبل محادثات محتملة مع النظام.
وسئل هل تتعرض واشنطن لضغط من حلفائها الاوروبيين للتعاون مع موسكو في الحرب ضد "داعش"، فأجاب ان "بعضهم يسأل عما اذا كان ذلك ممكناً". وأضاف: "في الظروف الملائمة، الجواب "نعم"، الامر ممكن، ولكن علينا ان نطلق المسار السياسي. نحن على مسافة أسابيع، ربما أسبوع أو اثنين".
لكنه حذر من انه اذا اعتقدت "كيانات معينة" انه من خلال التعاون مع روسيا، تكون الولايات المتحدة تساعد الرئيس السوري بشار الاسد على التشبث بالسلطة، فهذا يعوق الجهود لجلوس المعارضة الى طاولة المحادثات، لأنه "حينذاك سيحظى الأطراف السيئون بالمزيد من التأييد مما قد يؤدي لاحقاً الى تنامي النصرة وداعش". وبعد أبو ظبي، ينتقل كيري الى القدس فالى رام الله للقاء مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين، سعياً الى وضع حد للتوتر في الأراضي الفلسطينية. |