استنفرت قوات الجيش والشرطة في مصر، تمهيداً لبدء الاقتراع غداً في المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات البرلمان في 13 محافظة، نشر فيها الجيش 160 ألف جندي ونشرت الشرطة عدداً مماثلاً. وتعهدت السلطات «التصدي بحزم لأي محاولة لإفساد أجواء الاقتراع» الذي انطلق اليوم في السفارات المصرية في الخارج.
ويبدأ التصويت غداً في محافظات القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء. وتتسلم قوات الأمن اليوم مراكز الاقتراع في تلك المحافظات لتأمينها، وبدأت قوات الشرطة في الانتشار في الشوارع بكثافة، فيما تراصت وحدات القوات المسلحة أمام المنشآت الحيوية لتأمينها.
وتجرى العملية الانتخابية تحت إشراف نحو 16 ألف قاضٍ، ومتابعة 81 منظمة مجتمع مدني وجمعية محلية تضم 17 ألفاً و465 متابعاً، إلى جانب 6 منظمات دولية تضم 546 متابعاً، كما تم السماح لـ68 سفارة أجنبية بمتابعة الانتخابات.
وسبق انطلاق الانتخابات اتهامات متبادلة بين القوائم الانتخابية، وأبرزها قوائم «في حب مصر» و «التحالف الجمهوري» و «النور». واحتدم الصراع بين «في حب مصر» التي يقودها مسؤولون عسكريون وأمنيون سابقون و «التحالف الجمهوري» التي تقودها نائب رئيس المحكمة الدستورية السابقة تهاني الجبالي. وتبادلت القائمتان اتهامات بضم رموز من الحزب «الوطني» المنحل.
وكانت الجولة الأولى من الانتخابات شهدت فوز عشرات من أعضاء الحزب «الوطني» المنحل، وسط عزوف نسبي من الشباب عن المشاركة في تلك الانتخابات التي لم تتجاوز نسبة المشاركة فيها 26 في المئة. ولا يُمكن تمييز قائمة تُمثل الثورة في تلك الانتخابات التي يُتوقع أن تسفر عن برلمان غالبيته من المستقلين، خصوصاً من أقطاب «الوطني».
وقالت القوات المسلحة في بيان إن «عناصر الانتشار والتدخل السريع وعناصر الصاعقة والمظلات والشرطة العسكرية مكلفة التصدي لأي أعمال عدائية تؤثر في العملية الانتخابية». وأشار البيان إلى «نشر العديد من الدوريات الأمنية في الطرق والمحاور المرورية، والاحتفاظ باحتياطات قريبة للتدخل السريع في المواقف الطارئة لتوفير الأمن في محيط اللجان».
ولفت إلى «تدريب جميع عناصر القوات المسلحة المشاركة في تأمين الانتخابات على كيفية مجابهة التهديدات والعدائيات المحتملة، وتسهيل الصعوبات التي قد تواجه الناخبين، خصوصاً من كبار السن وذوي الحاجات الخاصة، ورفع درجات الاستعداد والتأهب في المستشفيات والمراكز الطبية التابعة للقوات المسلحة كافة في نطاق محافظات المرحلة الثانية، وتوفير الأطقم الطبية المدربة على أعمال الإسعاف والإخلاء الطبي للحالات الحرجة باستخدام الإسعاف الطائر».
وأضاف أن «عناصر القوات المسلحة عززت إجراءات التأمين للمنشآت والأهداف الحيوية في الدولة بالتعاون مع عناصر وزارة الداخلية، تحسباً لأي أعمال عدائية محتملة». |