الكويت - حمد الجاسر تجمّع الآلاف من قبيلة «العجمان» والمعارضة جنوب العاصمة الكويتية ليل الأحد، للتضامن مع عائلة آل البرغش التي سحبت الحكومة الجنسيّة من 57 فرداً منها، بسبب «مواقف سياسية معارضة اتخذها النائب السابق عبدالله البرغش»، على ما يقولون.
وقال البرغش في كلمة وجّهها إلى المحتجين، أن الجنسية سحبت «من دون تحقيق أو مراعاة لكرامة البشر، وقد يكون هذا مصير كل فرد منكم أيضاً». وأضاف أن «تجمّعكم من كل أطياف المجتمع يمثّل الوحدة الوطنية التي يحاول البعض ضربها، ومنعت من المرافعة أمام القضاء واليوم أدلي بمرافعتي أمام الشعب الكويتي».
ودعا الأمير الشيخ صباح الأحمد الى التدخّل لإنصاف عائلته، قائلاً: «يا صاحب السمو، أسرتي أصابها ما أصابها بسبب فجور وخصومة، أنا مستعد لأن أعدم أو أسجن، لكن أسرتي ليس لها ذنب، وأنا أقدم نفسي اليوم، فدخلنا مجلس الأمة (البرلمان) بعز وخرجنا بعز، وأعيد وأكرر، أنا المسؤول وليس لعائلة البرغش ذنب، فالعقوبة شخصية بنص القانون».
وتابع: «وجهنا كتاب اعتراض إلى مجلس الوزراء ووزارة الداخلية للبحث في أسباب سحب الجنسية من عائلة البرغش ولم يُبت فيها حتى الآن، وتوجهنا الى القضاء وهو ملاذنا بعد الله، وطلبنا أسباب سحب جنسية عائلة البرغش، لكن الحكومة ماطلت ولم ترد»، وأردف: «زعموا أن جنسياتنا مزوّرة، إذاً لتأتِ الحكومة بالتزوير إن كانوا صادقين».
وكانت المحكمة الإدارية رفضت قرار الحكومة وقررت إعادة الجنسية إلى آل البرغش، لكن الحكومة استأنفت الحكم، وفي مرحلة الاستئناف تنحى القاضي «استشعاراً بالحرج»، وهو ما فُسّر أنه يتعرّض لضغوط، أما القاضي البديل فقرر عدم اختصاص محكمته النظر في القضية. وطالب البرغش بفتح تحقيق في تنحّي القاضي، وسأل: «من منه الحرج»، معتبراً أن المواطن الكويتي «لم يعد في منأى عن سحب جنسيته لأي خصومة أو اعتراض». وزاد: «سحبت الجنسيات وقطعت الرواتب والرازق الله، فهويتنا كويتية أصيلة، الانكسار والألم ليسا عندنا، بل عند الشعب الكويتي الذي يرانا».
وأعلن تجمّع العجمان تضامنه مع الناشط في المعارضة سعد بن كران العجمي (المدير السابق لمكتب قناة العربية في الكويت)، الذي سحبت جنسيته أيضاً واعتُقل وأُبعد الى خارج الكويت قبل شهور. وقال شقيقه ناصر أمس، أن «آل كران جميعهم اليوم من عائلة البرغش، فأخي سعد أوصاني بأن أشكر الجميع». وأضاف: «إذا أخطأ سعد حاسبوه، وإذا كان هناك أي إثبات على أنه خان الكويت اقتلوه (...) تم سحب سعد من الشارع ونفيه (خارج البلاد)، والله أني أفتخر بأخي سعد والخيانة ليست من طبعنا، من أجدادنا الى اليوم».
يُذكر أن الحكومة اتخذت قرارات عدة بسحب الجنسية من ناشطي المعارضة العام الماضي، من دون إعلان أسباب رسمية، وممن سُحبت جنسياتهم: الداعية الإسلامي الشيخ نبيل العوضي، والإعلامي أحمد جبر الشمري، مدير قناة «اليوم» التلفزيونية المتعاطفة مع المعارضة، والتي أغلقتها وزارة الإعلام وسحبت ترخيصها. |