في زيارة مفاجئة لمطار شرم الشيخ تهدف إلى طمأنة العالم الى أن المنتجع لا يزال وجهة سياحية آمنة، قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إنه كان يتمنى "ألا يستبق أحد التحقيقات" في حادث سقوط الطائرة الروسية.
وتعهد التعامل مع "هذا الموضوع بمنتهى الشفافية والصدقية"، وإن "كنت أتمنى ألا يستبق أحد نتائج التحقيقات. نتائج التحقيق سنعلنها. وكنت أتمنى ألا يقول أحد نتائج غير مؤكدة بينما التحقيق مستمر".
وأشار السيسي إلى أن مصر تتعرض لـ"ضغوط كبيرة جداً، وأهل الشر يحاولون عرقلتنا عن النجاح الذي حققناه. الضغوط لن تنتهي عن مصر". ويستخدم السيسي عادة تعبير "أهل الشر" للإشارة الى جماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي اليها الرئيس المعزول محمد مرسي. وهو كان يتحدث وسط السياح وبعض المصريين في إحدى صالات مطار شرم الشيخ الذي وصل اليه بعد ظهر أمس آتياً من الرياض حيث شارك في أعمال قمة الدول العربية والاميركية الجنوبية.
وغادر آلاف السياح الروس والبريطانيين شرم الشيخ بعدما قررت موسكو ولندن إيقاف الرحلات الجوية الى مصر. وأثار ذلك مخاوف كبيرة من انهيار قطاع السياحة الذي يعتمد عليه الاقتصاد المصري المتداعي. وقال السيسي: "أنا هنا لأبعث برسالة لمن لهم عمل هنا أو الغردقة. نحن معكم وسنساندكم. لن تنطفىء أنوار شرم الشيخ والغردقة... هذا القطاع (مستمر) وسندعمه. ليس فقط الدولة، لكن كل المصريين". وأضاف مخاطباً العالم: "مصر آمنة ومستقرة وسالمة، ونرحب بمواطنيكم أن يأتوا مصر بسلام ويغادروا بسلام. نحن سنبذل كل جهد لنحميهم ونحافظ عليهم... زيارة اليوم هدفها طمأنة الناس داخل مصر وخارجها. من المهم جداً أن تعرفوا أنه خلال الأشهر الماضية، كانت هناك مراجعة دورية ومستمرة من الجهات الأمنية، ليس فقط في مطار شرم الشيخ بل في كل المطارات".
وفي وقت سابق، أفاد وزير السياحة المصري هشام زعزوع إن مصر ستخسر 2,2 مليار جنيه (280,97 مليون دولار) شهرياً نتيجة قرار بريطانيا وروسيا تعليق الرحلات، ذلك أن السياح الروس والبريطانيين يشكلون ثلثي حركة السياحة في شرم الشيخ، بينما يمثل الروس وحدهم نصف السياح في الغردقة. وأعلن أن الحكومة تعتزم إطلاق حملة بقيمة خمسة ملايين دولار للترويج للسياحة المصرية في بريطانيا وروسيا رداً على "التأثير السلبي للتغطية الإعلامية الغربية لحادث الطائرة". أضف أن البلاد ستسعى إلى تعويض خسارتها بتشجيع السياحة الداخلية والخليجية وتسهيل حصول القادمين من شمال أفريقيا على تأشيرات دخول. وسيظهر التأثير الكامل لحادث الطائرة الروسية في فترة إجازة عيد الميلاد ورأس السنة، وهي ذروة الموسم السياحي في شرم الشيخ، استناداً الى جاك بيتر، المدير العام لمجموعة فنادق "سافوي".
ولا يزال عدد من المحققين الروس يعملون مع السلطات المصرية لمراجعة الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية. وفي الجانب الروسي، صرحت الرئيسة التنفيذية لاتحاد شركات السياحة الروسية مايا لومبيدزي بأن العائدات المفقودة ستؤثر على عمل الشركات. وقالت: "تقديراتنا التي أرسلناها في كتاب إلى (نائب رئيسالوزراء الروسي) أركادي دفوركوفيتش تشير إلى أنه إذا استمر الحظر مدة شهرين أو ثلاثة أشهر، ونقيس على ما حصل عام 2011 ونقارن الأسعار بالتقريب، سنخسر المبلغ نفسه، وهو 200 مليون دولار، وتشمل الدخل غير المتحقق ولن يعوضنا أحد". وتوقع الخبير السياحي فلاديمير فوروبيوف استفادة الإمارات العربية المتحدة من حيث جودة الترفيه، تليها تايلاند ثم تركيا وقبرص. |