تونس – محمد ياسين الجلاصي أعلنت السلطات القضائية التونسية أن المحكمة المختصة في مكافحة الإرهاب استمعت إلى أقوال الإعلامي التونسي معز بن غربية الذي قال إنه يملك معلومات عن قتلة المعارضَين التونسيَين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، فيما أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين نيتها مقاضاة الرئيس الباجي قائد السبسي بتهمة استغلال النفوذ. وقال الناطق باسم النيابة العامة في تونس كمال بربوش إن «القطب القضائي لمكافحة الإرهاب استمع إلى أقوال الإعلامي معز بن غربية كشاهد بخصوص تصريحاته السابقة حول قضايا إرهابية ما زالت قيد التحقيق».
وعلى رغم أن بن غربية رفض الإدلاء بتصريحات صحافية في شأن الاستماع إليه في القضية إلا أن مصادر قريبة منه ذكرت أنه «لم يقدم معطيات إلى القضاء وأن التصريحات التي ادعى فيها أنه يملك معطيات عن قتلة البراهمي وبلعيد كانت نتيجة لحالة من الغضب». ولم يستبعد الناطق باسم النيابة ملاحقة بن غربية قضائياً في حال تبين أنه أدلى بمعلومات كاذبة.
وكان بن غربية صاحب تلفزيون «التاسعة» الخاص أعلن في شريط فيديو نشره على الانترنت في 5 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، انه هرب إلى سويسرا خشية على حياته لأنه يملك «كل المعلومات عن أولئك الذين قتلوا شكري بلعيد ومحمد البراهمي».
وقال إن «كل شخص يعرف الحقيقة عن مقتل بلعيد والبراهمي سيتم اغتياله» وانه تعرض في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي لـ «محاولة اغتيال» بسبب المعلومات التي يملكها، منتقداً سحب الحراسة الأمنية التي كانت توفرها له السلطات.
يُذكر أن عناصر تكفيرية اغتالت بلعيد والبراهمي بالرصاص أمام منزليهما على التوالي يومي 6 فبراير (شباط) و25 يوليو (تموز) 2013 ما فجر أزمة سياسية حادة أدت إلى استقالة الحكومة التي كانت تقودها حركة «النهضة» الاسلامية. وأجّل القضاء التونسي في 27 تشرين الأول الماضي محاكمة 24 تونسياً متهمين بالتورط في اغتيال بلعيد إلى 1 كانون الاول (ديسمبر) المقبل.
في غضون ذلك، أعربت نقابة الصحافيين التونسيين نيتها رفع دعوى قضائية بحق الرئيس التونسي على خلفية «استغلال النفوذ وتضارب المصالح» وذلك إثر احتفالية جائزة نوبل للسلام التي احتضنها قصر قرطاج الرئاسي مساء أول من أمس.
وقالت النقابة في بيان شديد اللهجة إنها «تدرس امكانية مقاضاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي»، وذلك اثر حرمان القنوات التونسية من بث احتفالية جائزة نوبل للسلام ومنح الحق الحصري لقناة «نسمة» الخاصة، ما اعتبرته النقابة «ضرباً لحرية الإعلام وتهميشاً للإعلام الرسمي». ومنعت رئاسة الجمهورية الصحافيين من تغطية احتفالية جائزة نوبل للسلام ما أثار موجة من الغضب في صفوفهم، واعتبرته النقابة تضييقاً على حرية الاعلام.
وشدد رئيس نقابة الصحافيين التونسيين ناجي البغوري على أن نقابته ستتمسك بحقها في ملاحقة الرئيس السبسي «لأنه منح حق بث احتفالية جائزة نوبل للسلام لقناة تلفزيونية خاصة دعمته في الانتخابات الرئاسية وتربط صاحبها علاقات سياسية بالرئيس».
واعتبر البغوري أن حرمان الإعلام الرسمي من تغطية الحدث «ضرباً سافراً لدور المرفق العام وعقاباً للتلفزة على عدم انصياعها لسياسة رئيس الجمهورية بخاصة مع تواتر معطيات عن غضب الرئيس على أداء التلفزيونات التونسية».
|