بغداد- فاضل النشمي لم تتوقف ردود الفعل المتناقضة على عملية تحرير 70 سجيناً لدى تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في قضاء الحويجة التابعة لمحافظة كركوك، على 270 كيلومتراً شمال العاصمة بغداد، والتي نفذتها قوات أميركية بمساعدة جنود من البشمركة الكردية.
واستنادا الى بيان الناطق باسم قوة المهمات المشتركة الاميركية المقيم في بغداد العقيد ستيف وارن، طلبت السلطات الكردية "مساعدة أميركية لإنقاذ السجناء الذين تحتجزهم داعش" رهائن، الامر الذي دفع الجانب الاميركي الى الموافقة و"توفير طائرات هليكوبتر لنقل القوات الكردية".
وعلى رغم تنفيذ العملية الخميس الماضي، وكشف قيادة العمليات المشتركة بعد يومين اسماء 17 من الضباط الاسرى العرب الذي انقذوا خلال العملية، فان ردود الفعل المختلفة على العملية لا تزال متواصلة. فقد رحب رئيس "القائمة الوطنية" اياد علاوي بـ"العملية الشجاعة والجريئة والموفقة"، وعدَها دليلاً على أن الاكراد "جزء لا يتجزأ من العراق"، ودعا إلى "تقارب حقيقي" بين الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والتحالف الرباعي الجديد الذي يضم العراق وسوريا وايران وروسيا.
لكن بعض القوى المنخرطة في "الحشد الشعبي" المقربة من ايران نددت بالعملية، اذ اعتبر تنظيم "عصائب أهل الحق" ان عملية الانزال الجوي "سابقة خطيرة"، مطالباً بـكشف اسماء المحررين وهوياتهم للرأي العام" في اشارة الى فكرة ان المحتجزين "عملاء للأميركيين".
ومع ان بيان الناطق باسم قوة المهمات المشتركة أكد ابلاغ الحكومة العراقية عملية انقاذ الاسرى، فان جهات شيعية منخرطة في "الحشد الشعبي" تكذب الرواية الاميركية. ولعل سكوت الحكومة العراقية وعدم اصدارها بيانا يعزز شكوك تلك الجهات.
على ان الحملة التي يشنها نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" ابو مهندي المهندس على بعض الناطقين الرسميين وبعض وسائل الاعلام وخصوصا قناة "العراقية" شبه الرسمية والتي يتهمها بـ"الانحياز لمصلحة الائتلاف الغربي" على حساب اخبار قتال "الحشد الشعبي"، تذكر بصراع النفوذ بين الاميركيين من جهة والايرانيين من جهة اخرى.
ويرى مراقبون أن حملة المهندس الاخيرة على بعض وسائل الاعلام وبعض الناطقين الرسميين للحكومة تدخل في اطار الضغط في اتجاه تقليل حجم المساهمة الاميركية والائتلاف الدولي في الحرب على "داعش" لمصلحة جماعات "الحشد الشعبي" الشيعية والتحالف الرباعي، ويرون ان عملية الانزال الاميركية في الحويجة ليست "بريئة" تماما على خطورتها ونجاحها في انقاذ كثيرين من يد "داعش"، ويعتقدون انها أتت لتكشف القدرة والفاعلية الحربية الاميركية، في مقابل تواضع القدرات العسكرية للتحالف الرباعي. |