باريس – سمير تويني صدرت أخيراً تحذيرات من عدد من المسؤولين الدوليين منذ قررت روسيا زيادة انخراطها العسكري في النزاع السوري الى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فتخوف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من "حرب شاملة" في المنطقة "إذا سمحنا باستمرار تفاقم المواجهات بين السنة والشيعة"، وأضاف: "يجب أن نبني في سوريا، مع الذين يمكنهم المساهمة، مستقبلاً سياسياً يعطي الشعب السوري بديلا من بشار أو داعش".
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: "إذا كانت روسيا تسعى بتدخلها العسكري في النزاع، إلى إبقاء الرئيس السوري في مكانه، فلن يؤدي ذلك إلا إلى اجتذاب مزيد من الجهاديين وزيادة عدد اللاجئين".
أما روسيا فدخلت في مرحلة صراع عسكري لأشهر وستحدد موقفها بعد انقشاع العمليات العسكرية في سوريا، وبوتين يحذر من انتشار الخطر.
وسيؤدي البحث عن حلول للأزمة السورية بالطبع الى انعكاس ايجابي في لبنان في اتجاه تزخيم الجهود الدولية والاقليمية لإنهاء الفراغ الرئاسي. غير أن التصعيد العسكري قد يشكل خطراً وجودياً على مستقبل لبنان فيما المظلة الدولية والاقليمية هي التي تضبط الوضع الأمني الداخلي.
ووفقا للمواقف الدولية من الأزمة التي تشهدها المنطقة تكمن المشكلة في رأي مصادر ديبلوماسية غربية في ان "التحضير لصيغة التسوية في سوريا لم يقنع بعد الأطراف المتصارعين فيها على حل للنزاع في الأمد المنظور، ولم يقنع المؤيدين اللبنانيين للنظام السوري الذين يشعرون بنشوة الانتصارات قبل أن تتحقق منذ دخول موسكو الصراع"، وفي رأي المصادر ان "منطق التسوية في دمشق لن يأتي برئيس لبناني ينحاز الى فريق من اللبنانيين بل سيؤيد رئيساً توافقيا يجمع بين الفريقين 8 و14 آذار انطلاقا من أن البحث يدور حول تسوية قد تشارك فيها إيران والسعودية والدول العظمى. وهذا ما بدأ به وزير الخارجية الأميركي كيري".
وتؤكد المصادر الغربية "ان أي تسوية مفترضة في سوريا إذا أبقت الأسد في السلطة مدة محدودة، فإنها لن تسمح للفريق المؤيد له على الساحة الداخلية اللبنانية بالتصرف كأنه قادر على ترجيح انتخاب رئيس وتسجيل انتصار على الفريق الآخر. فالأمور لن تعود الى الوراء في سوريا، والبحث يدور على صيغة مستقبلية وفاقية".
وتشير المصادر الى "انه في انتظار انقشاع الوضع في سوريا وفي السياق نفسه الوضع الاقليمي والدولي، سيكون الوضع في لبنان متأزما، وقد يتصاعد التأزم مع تصاعد الأزمة في سوريا مما قد يشكل خطرا على الوضع الداخلي اللبناني من ناحيتين، نتيجة لتزايد عدد اللاجئين السوريين الذين سيفرون من المعارك في سوريا والتأزم المذهبي الذي ستشهده المنطقة، وصعود التطرف وفقا لما لمح اليه هولاند".
وتضيف: "إن إدارة المرحلة المقبلة تتطلب من اللاعبين اللبنانيين الابتعاد عن سياسة المحاور التي انجروا وراءها والسعي في ما بينهم الى حل عقدة الاستحقاق الرئاسي التي ستؤدي الى حلحلة الازمات الناتجة منها، ويعود اليهم إخراج لبنان من الثلاجة لأنهم هم الذين ادخلوه اليها بعدم توافقهم".
وتلاحظ "ان الخيارات الحالية او ما قد تفرضه اي تسوية في سوريا لن تؤدي الى ترجيح كفة فريق من اللبنانيين على الآخر، ويعود الى اللبنانيين التصرف برشد لأن الجسم لا يعيش بدون رأس، ويتوجب تاليا استطلاع طريق مختلف تماما والبحث في فرص حقيقية للمحافظة على المؤسسات الدستورية المهددة. وقوة الرئيس العتيد ستكون في حجم تأييد الاكثرية له والمجلس النيابي ما زال المكان الطبيعي لانتخابه بأكثرية نيابية، قد تقوم بالاصلاحات السياسية المطلوبة بعد تحديد طبيعتها".
وتحض المصادر اللاعبين السياسيين على "ان يحسبوا حساب المرحلة المقبلة ويسعوا الى استباق ما قد تفرضه خيارات الحرب والسلم في سوريا قبل خسارتهم جميع اوراقهم، فتعطيل المؤسسات الدستورية وعدم إيلاء مصالح البلد والناس أهمية سيؤديان الى نتائج وخيمة لن تحميها حتى الإدارة الدولية في المحافظة على استقراره الداخلي". |