تونس – محمد ياسين الجلاصي أشرف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي على اجتماع مع قيادات حزب «نداء تونس» الذي يقود الائتلاف الحكومي للنظر في الخلافات الداخلية التي تهدد وحدة الحزب الأول في البرلمان التونسي.
وأكدت مصادر داخل الحزب، فإن الاجتماع فشل في التوصل الى اتفاق ينهي الخلاف بين قيادات حزبية، ويتمحور الخلاف حول الجهة المسيطرة على الحزب والتي ستتولى إعداد المؤتمر القادم للحزب في ظل انقسام بين يساريين ونقابيين وآخرين من حزب التجمع الذي تم حله قضائياً بعد الثورة.
وأثار اجتماع الرئيس الباجي قائد السبسي (الذي أسس الحزب واستقال منه بعد انتخابه رئيساً للبلاد) بقيادات حزبية للنظر في مشاكل داخلية بالحزب الحاكم، انتقادات من الرأي العام، خاصة وأن الدستور التونسي ينص على أن «رئيس الدولة هو رئيس كل التونسيين» ولا يتدخل في الأمور الداخلية للأحزاب السياسية.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعد الخلاف بين قيادات «نداء تونس» مع دعوة قيادات ذات توجه يـصساري فــيه الى تغــييــر رئيس الوزراء الحبيب الصيد بشخصية أخرى من الحزب الحاكم، وعبرت هذه القيادات نفسها عن عدم رضاها عن تحالف الحزب مع حركة «النهضة» الإسلامية، وهو ما رفضته قيادات أخرى في الحزب ذاته تدعم الحكومة والتقارب مع الإسلاميين.
وأكد رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر الذي يرأس حزب «نداء تونس» في تصريحات الأربعاء، دعم حزبه المتواصل لحكومة الرئيس الحبيب الصيد، مشيراً إلى أن «دعم الحكومة هو دعم للاستقرار والتقدم الاقتصادي والاجتماعي».
فصل مضيفة طيران محجبة يثير جدلاً
«ارتداء النساء الحجاب أثناء العمل قد يُضعف قدرتهن على السمع»، هذا التصريح لوزير النقل التونسي محمود بن رمضان أثار انتقادات واسعة ضده، خصوصاً أن كلامه أتى في معرض تبرير فصل مضيفة طيران من العمل لارتدائها الحجاب.
وأثارت تصريحات الوزير في حوار مع إذاعة «كلمة» التونسية المحلية الأربعاء، عاصفة انتقادات بعد قوله إن «ارتداء النساء للحجاب يضعف قدرتهن على السمع بنسبة 30 في المئة، الأمر الذي قد يعرّض المسافرين للخطر»، تعليقاً على الإجراءات التي اتخذت بحق مضيفة الطيران التونسية.
ولم يكن موقف الوزير مستغرَباً، لأنه يساري التوجه، ولا تشديده على أن المضيفة خالفت «القانون الداخلي لشركة الطيران التونسية الذي يحدد ملابس المضيفين والمضيفات»، واعتباره أن «العمل داخل الطائرات يستوجب حرصاً كبيراً على سلامة المسافرين»، لكن ما أثار حفيظة الجمهور الإسلامي وبعض العلمانيين، هو تجاهل الحكومة قراراً قضائياً بعودة المضيفة إلى عملها، مع الاشارة الى ان القضية بدأت قبل أشهر، عندما منع قائد طائرة تابعة للخطوط الجوية التونسية المضيفة نبيهة الجلولي من ممارسة عملها بسبب ارتدائها الحجاب ليتم فصلها لاحقاً، في ظل انقسام بين من يدعو الى حرية اللباس والتدين وبين من يطالب باحترام قانون المؤسسة وهندامها.
وعلى رغم صدور حكم قضائي عن المحكمة الإدارية (محكمة فض النزاعات بين المواطن والإدارة) يسمح للمضيفة المحجبة بالعودة إلى عملها، فان إدارة الخطوط الجوية التونسية رفضت تنفيذ الحكم القضائي بحجة ضرورة احترام القانون الداخلي للمؤسسة.
وأثارت تصريحات الوزير الأخيرة انتقادات واسعة، إذ اعتبرت المضيفة المعنية في تدوينة لها على موقع «فايسبوك»، أن «تصريحات الوزير عنصرية ضد الحجاب بخاصة أن الخطوط الجوية التونسية تلزم المضيفات بالخضوع إلى فحص طبي للتأكد من سلامتهن»، مشيرة إلى أن شركات الطيران في العالم تسمح للمضيفات بارتداء الحجاب.
وتلقى عدد من الأطباء تصريحات الوزير بسخرية، معتبرين أن «لا دليل علمياً على تأثير الحجاب في السمع، وأن قطعة قماش على الأذن لا تمنع أبداً وصول الصوت إليها»، كما أكد أحد الأطباء التونسيين لـ «الحياة»، معتبراً أن كلام وزير النقل «غير علمي وغير دقيق».
وكانت تونس قبل الثورة تمنع ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات والإدارات العمومية، وتشير تقارير إلى أن نظام الرئيس زين العابدين بن علي، انتقل من مرحلة محاربة الإرهاب والتطرف الى محاربة التدين. في المقابل عادت مظاهر التدين الى الانتشار بعد الثورة في 2011. |