القاهرة - أحمد رحيم خلف منصة وضعت على مسرح كبير في قاعة في مدينة الإسكندرية، وقفت امرأة منتقبة متشحة بالسواد تسرد لجمهورها أولوياتها في حال فازت بعضوية البرلمان المصري المقرر أن تبدأ عملية انتخابه الأسبوع المقبل.
سناء الفردي المرشحة على قائمة حزب «النور» في غرب الدلتا، اهتمت خصوصاً بما اعتبرته «مشكلة منع دخول المحتشمات الأماكن العامة»، وأسهبت في الحديث عن تلك النقطة، متعهدة التصدي لتلك المشكلة، ما لاقى استحسان جمهورها.
ربما أرادت المرشحة عن الحزب السلفي من التركيز على تلك المسألة مخاطبة هواجس أنصارها المحتملين.
وأثار ظهور مرشحات حزب «النور» السلفي، وهو الفصيل الوحيد الذي يخوض الانتخابات المقبلة من تيار الإسلام السياسي، انتقادات لدى أوساط عدة، إذ غالباً ما يعتلين المنصة بالنقاب والجلباب وقفازات اليدين السوداء، في مشهد لافت على مرشحات لبرلمان، كما كرر الحزب وضع صور لورود بدل صور المرشحات في الدعايات التي توزع على المواطنين، أو التي تنتشر في الشوراع.
وتلتزم السلفيات بارتداء النقاب، وغالباً ما يخوض تيارهن معارك في شأن كونه عادة أم عبادة، ويتصدون لأي منع له. وهاجم سلفيون أخيراً قرار رئيس جامعة القاهرة جابر نصار منع ارتداء أساتذة الجامعة النقاب في قاعات المحاضرات.
وقال لـ «الحياة» القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم، إن «بعضهم يعيب على مشهد ظهور مرشحات حزب النور السلفي، وتلك نقطة ضعف يستغلها خصوم الحزب». وأوضح أن «موضوع النقاب تحول إلى نقطة ضعف كبيرة جداً جداً سياسية واجتماعية وانتخابية عند الدعوة السلفية وحزب النور… خصوصاً أنه لم يتسطع أن يتزحزح عنها حتى الآن».
ويبدو أن «النور» اضطر إلى ترشيح نساء تنفيذاً لشرط قانوني، كما اضطر إلى ترشيح مسيحيين على قوائمه. وقسم قانون انتخابات مجلس النواب البلاد إلى 4 دوائر انتخابية وفقاً لنظام القائمة، قائمتان منها تُمثلان بـ45 عضواً، وقائمتان بـ15 عضواً. وألزم بأن تضم كل قائمة مخصص لها 15 مقعداً 7 نساء على الأقل، وكل قائمة لها 45 مقعداً، 21 امرأة على الأقل.
وقال إبراهيم: «الأرجح أن حزب النور رشح سيدات تلبية للشرط القانوني». ولا يرى إبراهيم في النقاب نقطة الضعف الوحيدة لدى المرأة السلفية. وقال: «المرأة السلفية لم تنجح في السياسة والانتخابات ولن تنجح إلا إذا تغيرت فيها أشياء كثيرة». وأوضح أن «المرأة في تنظيم الإخوان تعتبر تنظيمية من الطراز الأول، هي تعتز بالتنظيم اعتزازاً كاملاً، وتجعله محور حياتها، والمرأة في التنظيم تُمثل محور الشبكة الاجتماعية القوية في الإخوان، وهو ما ليس متوافراً في السلفيين، فالمرأة ليست تنظيمية، وحديثة العهد بالعمل السياسي».
وأوضح أن «المرأة في تنظيم الإخوان أكثر اجتماعية وانفتاحاً وتداخلاً مع المجتمع، على عكس المرأة السلفية التي يقيدها نقابها إلى حد كبير». وأضاف أن «تنظيم الإخوان أجاد الاستفادة من العلاقات الاجتماعية لنسائه في تجنيد الأنصار الجدد وأيضاً الحشد للانتخابات المختلفة، على عكس المرأة السلفية المنكفئة على ذاتها غالباً. ولكل منهن (الإخوانيات) رأي حتى في ممارسة السياسة والعملية الانتخابية».
واعتبر أن ارتداء المرشحات للنقاب في المؤتمرات الانتخابية «أمر يُضعف من التواصل معهن، ويثير انتقادات، لكن لا بد من أن نعي أن تلك المآخذ لا تُخفي حقيقة تعالي الأحزاب المدنية التي تملأ الدنيا ضجيجاً عن حقوق المرأة… حزب النور يحشد في مؤتمراته أعداداً من النساء تعجز الأحزاب المدنية عن الوصول إليها، لكن يظل العنصر النسائي نقطة ضعف شديدة عند التيار السلفي». |