عشية الكلمة التي سيلقيها أمام الدورة العادية الـ70 للجمعية العمومية للامم المتحدة ولقائه الرئيس الاميركي باراك أوباما، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان "الإرهاب شر مشترك علينا توحيد جهودنا لمكافحته"، فيما اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان بلاده شنت غارة جوية أولى في سوريا على معسكر تدريب لجهاديي تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) قرب دير الزور بشرق البلاد.

وفي مقابلة مع شبكة "سي بي اس" الاميركية للتلفزيون، سئل بوتين عن هدف الوجود الروسي في سوريا وما علاقته بمحاربة "داعش"، فأجاب: "أعتقد، بل لا أشك، أن الحديث عن مسألة مكافحة الإرهاب وضرورة هذه المكافحة سيتطرق اليه عملياً جميع الخطباء من منبر منظمة الأمم المتحدة، ولا يمكنني أن أتجنب الحديث عن هذا الموضوع. وهذا أمر طبيعي لأنه تهديد جدي يطاولنا جميعاً وهذا نداء لنا جميعاً. فالإرهاب اليوم يشكل خطراً على كثير من بلدان العالم ويعاني أعماله الإجرامية عدد كبير من الناس، مئات الآلاف، أو ملايين الناس. لذا تقف أمامنا جميعاً مهمة توحيد الجهود في مكافحة هذا الشر المشترك. أما في ما يخص، كما قلتم، وجودنا في سوريا فهو يكمن إلى اليوم في تصدير الأسلحة الى الحكومة السورية وتدريب الكوادر وفي تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري. نحن ننطلق من مبادئ منظمة الأمم المتحدة، أي من المبادئ الرئيسية للقانون الدولي المعاصر، والذي بموجبه تقدم أو يجب أن تقدم هذه المساعدة أو تلك، بما في ذلك المساعدة العسكرية، إلى الحكومة الشرعية حصراً في هذه الدولة أو تلك، وبموافقة هذه الحكومات أو بطلب منها أو بقرار من مجلس الأمن. وفي هذه الحال نحن نستجيب لطلب الحكومة السورية تقديم المساعدة التقنية العسكرية، وما نقوم به محصور قطعاً ضمن إطار العقود الدولية الشرعية".

وقال رداً على سؤال آخر: "هناك جيش شرعي عادي وحيد، هو جيش الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يواجه المعارضة، وفق تأويلات بعض شركائنا الدوليين. ولكن في الحقيقة وعلى أرض الواقع يواجه جيش الأسد التنظيمات الإرهابية. وأنتم تعلمون أكثر مني عن جلسات الاستماع التي جرت منذ حين في مجلس الشيوخ للولايات المتحدة، وإن لم أكن مخطئا، قدم العسكريون وممثلو البنتاغون فيها الى أعضاء المجلس تقريرهم عما فعلته الولايات المتحدة لتحضير الجناح الحربي للقوات المعارضة. وكان الهدف منذ البداية تحضير خمسة آلاف الى ستة آلاف مقاتل وبعد ذلك 12 ألفاً. وبالنتيجة تبين أنه تم إعداد 60 مقاتلاً، بينهم أربعة أو خمسة فقط مزودون سلاحاً، أما الباقون فقد هربوا ببساطة مع الأسلحة الأميركية لينضموا إلى "داعش". هذا أولاً. وثانيا، في رأيي، تقديم المساعدة العسكرية للهيئات غير الشرعية لا يستجيب لمبادئ القانون الدولي المعاصر ولمبادئ منظمة الأمم المتحدة. نحن ندعم الهيئات الحكومية الشرعية حصرا. وفي هذا الصدد نقترح على دول المنطقة التعاون، ونحن نحاول تشكيل هيئة تنسيقية معينة. وقد أبلغت بنفسي الرئيس التركي والعاهلين الأردني والسعودي ذلك. وأبلغنا الولايات المتحدة أيضا والسيد (وزير الخارجية الاميركي جون) كيري الذي ذكرتموه أجرى محادثات في هذا الشأن مع وزير خارجيتنا (سيرغي) لافروف. وكذلك الأمر بالنسبة الى عسكريينا فهم ناقشوا هذا الأمر خلال لقائهم. وسنكون سعداء إذا تمكنا من إيجاد قاعدة مشتركة للعمل المشترك ضد الإرهابيين".

في غضون ذلك، اعلن هولاند على هامش دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، "ان فرنسا ضربت معسكراً لتدريب جماعة داعش الارهابية التي تهدد أمن بلادنا". وقال "إن ست طائرات، بينها خمس رافال، استخدمت" في شن هذه الغارة، موضحاً ان غارات اخرى يمكن ان تشن "في الاسابيع المقبلة".

وتشارك باريس في غارات الائتلاف الدولي المناهض لـ"داعش" في العراق، لكنها امتنعت حتى الان عن التدخل في سوريا خشية ان يؤدي ذلك الى دعم موقف الاسد، لكنها غيرت استراتيجيتها باسم "الدفاع المشروع عن النفس" في مواجهة الخطر الارهابي.

وأفاد هولاند إن هناك ما نفعله على الصعيد العسكري وما نفعله على الصعيد السياسي والديبلوماسي... سألتقي شركاء وافرقاء معنيين بما يسمى النزاع السوري الذي أوقع 250 الف قتيل وبشار الاسد هو المسؤول الرئيسي فيه، حتى وان كان داعش يرتكب الان ومنذ بضعة أشهر فظاعات لا اسم لها". واعتبر "أن الحل السياسي يفترض مشاركة كل الاطراف المعنيين وفرنسا تتحادث مع الجميع ولا تستبعد أحداً"، ملمحا ضمنا الى ان رحيل الرئيس الاسد على الفور كما طالبت باريس فترة طويلة لم يعد مطروحا. لكن "مستقبل سوريا لا يمكن ان يمر عبر بشار الاسد".

ونقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية للتلفزيون عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يبقى جزءاً من حكومة انتقالية ولكن ينبغي ألا يكون جزءاً من مستقبل سوريا.

وقال مراسل الشبكة الذي يرافق كاميرون في رحلته الى الولايات المتحدة إن رئيس الوزراء البريطاني لا يستبعد إمكان أن يكون الأسد جزءاً من مرحلة انتقالية. ولكن "ما هو واضح جداً في شأنه هو أنه لا يمكن أن يكون جزءاً من مستقبل سوريا على المدى الطويل".

وفي وقت سابق نسبت صحيفة "الدايلي تلغراف" البريطانية إلى مصدر حكومي ان كاميرون منفتح على بقاء الأسد في السلطة على المدى القصير في ظل حكومة وحدة تتشكل في البلاد.

وفي حوار مع وكالة "الاسوشيتد برس" الاميركية، صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان "مصر حريصة على أن تظل سوريا أُمة ودولة واحدة ولا تنقسم دويلات صغيرة". وحذر من أن "انهيار سوريا سيعني أن كل الأسلحة والمعدات الموجودة لديها ستقع في أيدي الإرهابيين وإذا حدث ذلك فإن الضرر لن يصيب سوريا فقط بل سينتشر إلى الدول المجاورة وسيمثل تهديداً خطيراً لباقي دول المنطقة وهو ما تخشاه مصر".

قضى 17 سورياً بينهم امرأة وخمسة أطفال غرقاً أمس عندما انقلب مركبهم في المياه التركية لدى محاولته الوصول الى اليونان، فيما أعلن خفر السواحل الايطالي انه انقذ نحو 500 مهاجر في مياه المتوسط السبت والاحد.

وعثر حرس السواحل التركي على جثث المهاجرين داخل كابينة في قاع المركب الخشبي الذي كانوا على متنه والذي انطلق من بودروم التركية في اتجاه جزيرة ليروس اليونانية.

ولم يتمكن هؤلاء من الخروج من قاع المركب حيث حاصرتهم المياه. وتمكن 20 مهاجراً آخرين كانوا على سطح المركب ويرتدون سترات نجاة من السباحة والعودة الى الشاطئ التركي. وتوجه الناجون الى مشرحة بودروم للتعرف على جثث اقاربهم.

وحصلت هذه الكارثة مع اعلان خفر السواحل الايطالي عن سبع عمليات في المتوسط خلال السبت والاحد تمكنوا خلالها من انقاذ نحو 500 مهاجر من المياه.