الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ٢٣, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
قاعدتان سوريتان جديدتان لاستقبال قوات روسية ومجموعات العمل تنطلق بعد أيام ومرونة فرنسية وتمديد هدنة الزبداني
جنيف - موسى عاصي العواصم - الوكالات
بعد مواقف مماثلة للولايات المتحدة وبريطانيا، أبدت فرنسا مرونة حيال الرئيس السوري بشار الاسد فاسقطت مطالبتها بتنحيه شرطاً مسبقاً للتفاوض على حل سياسي واعتبرت ان الحل يكمن في قيام حكومة وحدة وطنية. ووقت يزداد الدعم العسكري لسوريا، صرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن واشنطن تتفق مع موسكو على مفاتيح الحل في سوريا، مشيراً الى ان التناقض بين الجانبين لا يزال يكمن في الموقف من الاسد. واجتمع المبعوث الخاص للامم المتحدة ستيفان دو ميستورا مع ميسري مجموعات العمل الاربع حول سوريا.

القوات الروسية
وأفاد معهد "اي اتش اس جين انتلجنس ريفيو" المتخصص في المعلومات العسكرية والذي يتخذ لندن مقراً له ان صوراً التقطتها اقمار اصطناعية أظهرت ان العمل "ربما كان يجري على اعداد موقعين" شمال مطار اللاذقية في سوريا "لاستقبال قوات روسية".

وقال انه "بعد تحليل صور اقمار اصطناعية، حدد اي اتش اس جين موقعين جديدين في سوريا ربما كان يجري اعدادهما لاستقبال قوات روسية. وهاتان القاعدتان، مجمع اسطامو لتخزين الاسلحة ومجمع الصنوبر العسكري، تقعان شمال مطار اللاذقية، ويبدو ان الاستعدادات جارية لاستقبال قوات روسية". واضاف ان "هذا النشاط يشمل تشييد مبان جديدة وتنظيف السطح بالاضافة الى تعبيد الارض وتسويتها. وهناك وجود لخيم من النوع نفسه الذي تستخدمه وحدات عسكرية روسية".

وأوضح ان "هذا يمثل زيادة كبيرة في القدرات القتالية الروسية في سوريا. وتتضمن التعزيزات الروسية اربع طائرات مقاتلة متعددة الدور من طراز اس يو 30 اس ام، 12 مقاتلة من طراز اس يو - 24 و12 من طراز اس يو -25، واحتمال وجود ست مروحيات هجومية من طراز كي اي 52".

وأعلنت مصادر عسكرية سورية ان الجيش السوري "بدأ استخدام" أسلحة روسية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). وقال مصدر عسكري سوري رفيع المستوى، من غير ان تكشف اسمه: "نستطيع تأكيد وصول خمس طائرات روسية على الاقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع الجمعة الماضي" الى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية.
وصرح مصدر روسي من المنطقة العسكرية الجنوبية بأن أربع وحدات من القوات البحرية الروسية تستعد لبدء مشروعها التدريبي في شرق البحر المتوسط.

كيري
وتعليقاً على التعزيزات الروسية، قال وزير الخارجية الاميركي: "نعم لقد زادت (روسيا) عدد طائراتها، وهناك انواع معينة من الطائرات يمكن ان تثير تساؤلات انطلاقا مما ستقرره روسيا في شأن نياتها على المدى الطويل... ولكن في الوقت الحاضر يرى جيشنا ومعظم الخبراء يرون ان مستوى وطراز (الطائرات) يجعلانها تشكل حماية لانتشارها في قاعدة جوية، نظراً الى ان هذه منطقة نزاع".

وكان كيري في رده يقلل شأن التقارير التي اعتبرت ان زيادة روسيا عدد طائراتها وآلياتها ومعداتها في قاعدتها العسكرية في اللاذقية في سوريا، تمثل نقطة تحول في الحرب.

ولاحظ كيري ان "دعم الاسد هو دعم لحكومة اقلية علوية القت براميل متفجرة على شعبها، قصفته بقنابل الغاز، وارتكبت جرائم حرب، وجوعت شعبها وعذبته". ولفت الى ان دعم روسيا للاسد ليس جديدا، لكنه خلص الى ان من شأن هذه الاجراءات ان تثير استياء السوريين وحكومات الدول المجاورة وتساعد في تقويض نفوذ موسكو في المنطقة.

وأكد أن لواشنطن وموسكو مواقف مشتركة في شأن مفاتيح الحل في سوريا، داعيا الى حوار فوري مع موسكو في هذا الشأن. وقال: "نتفق مع روسيا على القضايا الرئيسية. نحن مع حل سلمي للنزاع ونعتقد أن تنظيم داعش ينبغي تدميره". الا ان ثمة "فارقا كبيراً" بين الولايات المتحدة وروسيا يكمن في حقيقة كون دعم الأميركيين للأسد مستحيلاً". وأمل ان تساعد روسيا وايران على ايجاد حل سياسي في سوريا.

تحول فرنسي

وأبلغ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس صحيفة "الفيغارو" في مقابلة أن باريس لن تطالب برحيل الأسد شرطاً مسبقاً لمفاوضات السلام.
ونقلت عنه انه "إذا اشترطنا حتى قبل أن تبدأ المفاوضات أن يتنحى الأسد فلن نحقق الكثير". وقال إن فرنسا تعتقد أن الحل الديبلوماسي سيتطلب اقامة حكومة وحدة وطنية تضم عناصر من حكومة الأسد "لتجنب تكرار الانهيار الذي حدث في العراق".

مجموعات العمل
وفي جنيف، وضعت أوساط ديبلوماسية في جنيف اعلان المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا اسماء ميسري مجموعات العمل السورية المشتركة في اطار الخطوة الايجابية على "الطريق الصحيح" نحو اطلاق عمل المجموعات الاربع، وأن هذه الخطوة جاءت نتيجة تلقي دو ميستورا تطمينات مشجعة من الاطراف السوريين المتنازعين الى نيتهم المشاركة في عمل هذه المجموعات.

ومن المتوقع، اذا سارت الامور على النحو الايجابي المتوقع، أن تنطلق أولى جولات "العصف الفكري" لهذه المجموعات خلال الايام الاولى من تشرين الاول. وفي معلومات "النهار" إن المجموعات التي تتألف كل منها من 20 مشاركا يمثلون الاطراف السوريين الثلاثة (النظام والمعارضة مجتمعة والمجتمع المدني) ستجتمع على مدار اسبوع كامل في جنيف، كجولة أولى و"في حال جاءت النتائج مثمرة" فإن جولة ثانية ولمدة اسبوع أيضاً ستعقد خلال الشهر نفسه، على أن يكون الحد الاقصى منتصف تشرين الثاني المقبل، موعد تقديم المبعوث الدولي تقريره عن كل هذه المجموعات الى مجلس الأمن.

وكان مكتب دو ميستورا في جنيف قد تحدث عن اجتماع شارك فيه مساعده رمزي عز الدين رمزي وميسرو المجموعات الاربع وهم: يان إيغلاند ميسرا لفريق العمل المتعلق بالسلامة والحماية، ونيكولا ميشال (الرئيس السابق للشؤون القانونية للامم المتحدة بين 2004 و2008، وقد اضطلع بدور فعال في انشاء المحكمة الخاصة للبنان المكلفة محاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005) ميسراً لفريق العمل المتعلق بالقضايا السياسية والقانونية، وفولكر بيرتيس ميسراً لفريق العمل المتعلق بالشؤون العسكرية والأمنية ومكافحة الإرهاب، وبريجيتا هولست العاني ميسرة لفريق العمل المتعلق باستمرارية الخدمات والمؤسسات العامة وإعادة الإعمار.

تمديد هدنة الزبداني والفوعة وكفريا إلى حين التوصّل إلى حلّ أشمل
مقتل 38 من "داعش" في غارات للنظام على 3 مدن

اتفق الأطراف المتصارعون على تمديد وقف النار في مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان وفي بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية في ريف محافظة ادلب الى حين التوصل الى اتفاق أشمل. وقتل 38 رجلا من عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في غارات للنظام على ثلاث مدن يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

بث تلفزيون "المنار" الناطق باسم "حزب الله" أن الأطراف المتصارعين اتفقوا على تمديد وقف النار في البلدتين الشيعيتين بشمال غرب سوريا والمدينة القريبة من الحدود اللبنانية.
وتدافع جماعات مسلحة موالية للحكومة السورية يدعمها "حزب الله" عن بلدتي الفوعة وكفريا أمام هجمات مقاتلي المعارضة. بينما يحاول الجيش السوري و"حزب الله" انتزاع السيطرة على مدينة الزبداني الحدودية من المقاتلين. ويسعى المسلحون من كل الأطراف في الزبداني والفوعة وكفريا للتوصل الى اتفاق على إجلاء المدنيين وتبادل الأسرى. واتفق على ثلاث هدنات في تلك المناطق منذ آب انهارت منها هدنتان. أما الهدنة الأحدث فاتفق عليها عقب هجوم جديد لمقاتلي المعارضة منذ الجمعة أحرز تقدما نحو السيطرة على الفوعة وكفريا.

وتقول مصادر من المقاتلين إنهم يتفاوضون لعقد اتفاق مع أطراف ثالثين على اتصال بمسؤولين من إيران و"حزب الله" بما يتيح فتح ممر آمن للمقاتلين المحاصرين داخل وسط الزبداني والذين استهدفوا في هجوم استمر أسابيع. وسيتيح الاتفاق إجلاء آلاف المدنيين السوريين المحاصرين في الفوعة وكفريا اللتين تمثلان آخر جيبين للحكومة السورية في محافظة إدلب الشمالية الغربية.

الى ذلك، أعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن 38 على الأقل من أفراد "داعش" الإرهابي، قتلوا، في غارات جوية شنها سلاح الجو السوري على ثلاث مدن يسيطر عليها "التنظيم" وسط البلاد. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الغارات استهدفت مدينة تدمر وبلدتين أخريين في محافظة حمص، فيما جاء في بيانات عسكرية سورية، أن الطيران السوري استهدف مواقع للتنظيم المتطرف في محافظة الرقة بشمال وسط سوريا، مما أدى الى مقتل وإصابة العشرات من إرهابيي التنظيم، وقت قالت مصادر المعارضة إن تلك الغارات أوقعت 20 قتيلا من المدنيين.

كذلك استهدف الطيران الحكومي مواقع لـ"داعش" في منطقتي الشدادي ومركدة جنوب الحسكة.

وزير الماني
في غضون ذلك، زار وزير الاقتصاد الالماني سيغمار غبريال الذي يتولى منصب نائب المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل، مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال الاردن.
ورافقت غبريال وزيرة الدولة لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج آيدان أوزغوز في جولة على المخيم الذي يؤوي نحو 80 ألف لاجئ والذي يقع في محافظة المفرق على نحو 85 كيلومترا شمال شرق عمان على مقربة من الحدود السورية.

والتقى الوزيران الالمانيان مدير شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الاردن العميد وضاح الحمود وممثل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين أندرو هاربر. وقابلا احدى عائلات اللاجئين وزارا مركزا صحيا في المخيم ومدرسة للاطفال ومركزا للعناية بالاطفال ذوي الحاجات الخاصة.

وقال غبريال للصحافيين: "في الأردن كما في لبنان لا يزال لدى معظم هؤلاء الناس (في المخيمات) أمل في العودة (الى بلدهم)". واضاف: "اذا ما فقدوا هذا الامل واذا ما عاشوا هنا في فقر مدقع وأذا لم يتمكن اطفالهم من الذهاب الى المدارس، فهم ايضا سوف يبدأون بالبحث عن مكان آخر، وتاليا فان من مصلحتنا مساعدتهم".
واشار الى انه "وقبل كل شيء تقضي مصلحتنا بمساعدة هؤلاء الناس للبقاء على قيد الحياة".

وسيلتقي غبريال وأوزغوز العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي استقبلت بلاده استنادا الى الامم المتحدة نحو 630 ألف لاجىء سوري مسجل منذ نشوب النزاع السوري في آذار 2011. وتقول عمان إن المملكة تستضيف نحو 1,4 مليون سوري، يعيش 80 في المئة منهم خارج المخيمات، ويشكلون 20 في المئة من عدد السكان البالغ 7 ملايين نسمة.
ودعا غبريال والمستشار النمسوي فيرنر فايمان السبت الى زيادة مساعدة الامم المتحدة للاجئين بقيمة خمسة مليارات أورو من أجل تحسين الوضع في المخيمات في لبنان والاردن.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة