اذا كان افتتاح " سوق ابو رخوصة " في ساحة رياض الصلح مساء امس ردا على رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس استعاد نماذج من التحرك الاحتجاجي على الخط البحري مثلما حصل في " الزيتونة باي " فان المشهد سيختلف اليوم على الارجح في المسيرة التي دعت اليها لجنة متابعة التحرك المدني بين نهر بيروت وساحة النجمة . والواقع ان ثمة محطتان متلازمتان زمنيا سيشهدهما هذا اليوم في وقت واحد من شأنهما ان يحددا مسار التحرك الاحتجاجي من جهة والمسار السياسي الداخلي من جهة اخرى . المسيرة الجديدة للتحرك المدني ستشكل اختبارا جديدا للجماعات المدنية المنضوية في التحرك حيال القدرة على تعبئة الدعم الشعبي تكرارا قياسا بتظاهرة ٢٩ آب المنصرم وما اذا كانت التطورات والمواجهات التي حصلت منذ ذاك التاريخ بما فيها المواجهة الحادة التي جرت الاربعاء الماضي بين المتظاهرين والقوى الامنية ستكون حافزا لمزيد من الاستقطاب الشعبي ام لا . كما ان المسيرة التي ستتوقف امام مراكز تحمل رمزيات في عناوين التحرك ومنها مؤسسة كهرباء لبنان وشركة سوكلين ستشكل تكرارا اختبارا للمنحى الأمني بين المتظاهرين وقوى الامن الداخلي علما ان وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي أضاف التحرك مطلب استقالته بعد مواجهة الاربعاء الماضي أوعز للقوى الامنية امس " بضرورة تكثيف الجهود واتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة لحماية التظاهرة ( اليوم ) ومنع المندسين والمشاغبين من القيام باي اعمال مخلة بأمن المواطن والوطن " .
اما في المقلب السياسي فان الأنظار ستتجه الى مسرح " بلاتيا " في ساحل علما حيث سيقام في السادسة مساء احتفال التسليم والتسلم بين العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل لرئاسة " التيار الوطني الحر " الذي ستنتقل رئاسته رسميا الى باسيل . غير ان النقطة التي ستتركز عليها الأنظار تتصل بالمواقف المنتظرة التي سيعلنها عون من مسائل خلافية سياسية في مقدمها موقف الجنرال من استمراره في المشاركة في جلسات الحوار في مجلس النواب او مقاطعة الحوار نهائيا .
في انتظار هاتين المحطتين وما قد تتركانه من انعكاسات على روزنامة الاسبوع المقبل برزت في الساعات الاخيرة ملامح ايجابيات وصفتها مصادر واسعة الاطلاع ل" النهار " بأنها جدية للغاية في شأن تنفيذ خطة معالجة أزمة النفايات . وكشفت هذه المصادر ان ملامح التفاؤل النسبية التي أبداها رئيس الوزراء تمام سلام عقب زيارته امس لعين التينة ولقائه ورئيس مجلس النواب نبيه بري تستند الى التقدم الذي تحقق في المساعي الحثيثة الجارية للشروع في تنفيذ خطة وزير الزراعة أكرم شهيب لمعالجة أزمة النفايات والتي وافقت عليها الحكومة . وقالت المصادر انه يمكن الحديث عن اقتراب الساعة الصفر للشروع في تنفيذ هذه الخطة وان الاتصالات ناشطة جدا لاستكمال التهيئة لتنفيذها .
اما في شأن امكان انعقاد جلسة لمجلس الوزراء فان الرئيس سلام حسم هذا الامر لجهة تأكيده ان المجلس سينعقد بعد عودته من نيويورك التي يتوجه اليها الخميس المقبل لترؤوس وفد لبنان الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة والقاء كلمة لبنان أمامها واجراء مروحة واسعة من اللقاءات مع عدد من الزعماء الدوليين ورؤساء الوفود واختتام الزيارة باجتماع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان .
وتضاربت في هذه الأثناء المعطيات المتعلقة بمسألة الترقيات العسكرية التي لا تزال عرضة لتجاذبات سياسية بين القوى الحكومية . ولعل اللافت في هذا السياق ان اوساطا قريبة من المراجع المعنية بالمساعي المتواصلة لإيجاد مخرج لموضوع الترقيات لعدد من عمداء الجيش أكدت مساء امس ل" النهار" ان اي تقدم لم يتحقق في هذه المساعي وان لا جديد طرأ على هذا الموضوع بعد . وجاء ذلك ليناقض الانطباعات التي اعلنها وزير الصحة وائل ابو فاعور عقب لقائه الرئيس بري في عين التينة حيث اشار ابو فاعور الى ان نقاش يجري لإيجاد حلول لا تَخَلَّق اي بلبلة او تمس بالتنظيم الداخلي للجيش وتفتح تاليا الباب لاستئناف عمل مجلس الوزراء . كما لفت في كلام ابو فاعور قوله " من الان والى جلسة الحوار نهار الثلثاء المقبل يجب ان يكون هناك بعض الاقتراحات التي يمكن في الحد الادنى ان تقود الى اعادة اطلاق عمل مجلس الوزراءومجلس النواب " .
وقالت اوساط معنية بهذه الاجواء ان الرهانات على تسوية اللحظة الاخيرة بالنسبة الى موضوع الترقيات العسكرية لم تسقط خلافا للانطباعات التي غلبت في الساعات الاخيرة ، وان ابو فاعور كان يلمح الى أفكار واقتراحات جديدة طرحت من وحي الاستناد الى قانون الدفاع الوطني بمنطق عدالة اي اجراء يمكن ان يتخذ من دون ان يثير اي تداعيات ، وهو الامر الذي لا يزال ممكنا علما ان الوقت لا يزال متاحا قبل منتصف تشرين الاول موعد احالة العميد شامل روكز على التقاعد في حال التوصل طبعا الى مخرج يقتضي موافقة مجلس الوزراء . |