الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ١٩, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
فلسطين
«يوم غضب» في فلسطين والأردن نصرة للأقصى أمام الهجمة لتهويده
شهد الأردن والأراضي الفلسطينية أمس تظاهرات ومسيرات شعبية واسعة احتجاجاً على الاقتحامات الإسرائيلية الأخيرة التي تعرض إليها المسجد الأقصى في القدس المحتلة من جانب جماعات يهودية متطرفة سعت إلى الصلاة فيه احتفالاً برأس السنة العبرية، وسط مخاوف من هجمة لتهويده وتقسيمه زمانياً بين اليهود والمسلمين. وكانت الانتهاكات الإسرائيلية في الأقصى مدار بحث خلال اتصال هاتفي تلقاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس.

وكان مجلس الأمن تبنى بالإجماع مساء الخميس بياناً طرحه الأردن مدعوماً من الدول العربية والإسلامية، دعا فيه إلى إنهاء العنف والأعمال الاستفزازية في الحرم الشريف، والتأكيد على ضرورة إعادة الوضع في الأقصى إلى ما كان عليه والحفاظ على الوضع القائم فيه. ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالتأكيد للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «إسرائيل تتصدى للعنف في جبل الهيكل (التسمية اليهودية للأقصى) وتحافظ بصرامة على الوضع القائم».

وفي القدس المحتلة، فرضت السلطات الإسرائيلية قيوداً على الصلاة في الأقصى، وأقامت حواجز عسكرية على مداخل البلدة القديمة، ومنعت المصلين الشبان الذين تقل أعمارهم عن الأربعين سنة من دخول المسجد. كما نشرت قوات راجلة ومحمولة وخيالة في أنحاء المدينة، ولاحقت الشبان الذين تظاهروا احتجاجاً على منعهم من الصلاة، ونصبت منطاداً عسكرياً استخبارياً فوق المسجد، وأطلقت مروحية عسكرية لمراقبة حركة المواطنين. وأدى عدد كبير من المصلين الذين حرموا من الوصول إلى المسجد، الصلاة في الساحات العامة والطرق.

وفي الضفة، انطلقت المسيرات والتظاهرات الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة في الخليل ونابلس ورام الله والقرى والمخيمات، وتحوّل بعضها إلى مواجهات مع الاحتلال، خصوصاً في مخيمات قلنديا شمال القدس، والجلزون شمال رام الله، وقرية كفر قدوم شرق قلقيلية. وألقى المتظاهرون الحجارة على الجيش الإسرائيلي الذي رد بإطلاق النار والغاز المسيل للدموع، موقعاً العديد من الإصابات.

وفي قطاع غزة، خرج الآلاف في مسيرة مشتركة لفصائل المقاومة نصرة للأقصى. وحذر القيادي في «حماس» إسماعيل رضوان من مغبة الاستمرار في اعتداءاته على الأقصى، وقال خلال المسيرة: «لن نصمت طويلاً على الاعتداءات الصهيونية بحق الأقصى». من جانبه، قال القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» الشيخ خالد البطش خلال المسيرة، إن «المقاومة والشعب الفلسطيني لن يسكتا إذا ما تم تقسيم الأقصى». وشارك آلاف الأردنيين أمس في مسيرات «جمعة الغضب للأقصى» في عدد من مدن المملكة، منددين بـ»الانتهاكات» الإسرائيلية في القدس، خصوصاً ضد الأقصى والمقدسات. وشهدت عمان، والزرقاء، والسلط (شمال غرب)، وإربد (شمال)، والكرك والعقبة (جنوب)، وقفات احتجاجية شارك بها المئات. وحمل المشاركون في تظاهرة عمان لافتات كتب عليها «بالروح بالدم نفديك يا أقصى»، و»جمعة الغضب، كلنا للأقصى فداء». وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن عام 1994، بإشراف المملكة على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.

مواجهات في الضفة نصرة للأقصى وإسرائيل تقيّد الوصول إلى القدس

شارك آلاف الفلسطينيين في صلاة الجمعة في باحة المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة تحت رقابة الشرطة الإسرائيلية التي أبقت الشبان في الخارج تحسباً لأعمال عنف جديدة. وعقب الصلاة، شهدت القدس ومناطق أخرى في الضفة الغربية مواجهات أصيب خلالها شاب بعيار معدني في الساق خلال مواجهات في شارع سلمان الفارسي.

وقالت صحافية من وكالة «فرانس برس» إن البلدة القديمة في القدس التي يطل عليها الحرم القدسي، بدت أقرب إلى موقع محصن تمركز مئات رجال الشرطة المسلحين تحت جدرانه وحتى في الشوارع المؤدية إليه.

وكانت الشرطة قالت في بيان: «في ضوء معلومات تلقيناها وتشير إلى نية شبان عرب الإخلال بالهدوء خلال صلاة الجمعة على جبل الهيكل (الاسم الذي يطلقه اليهود على الموقع)، تقرر تحديد أعمار المصلين المسلمين». وأضافت أن «الرجال الذي تبلغ أعمارهم 40 سنة أو أكثر، والنساء من كل الأعمار سيسمح لهم بالدخول للصلاة».

وقال مازن شاويش (52 سنة) الذي كان متوجهاً إلى الأقصى: «ما ترونه ليس مصلين متوجهين إلى الحرم بل خط جبهة». وأضاف: «يجب اجتياز 20 نقطة مراقبة للوصول إلى المسجد».

وشهد موقع أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مواجهات عنيفة خلال الأيام الماضية بين قوات إسرائيلية ومحتجين فلسطينيين إثر دخول يهود باحة المسجد لإحياء بداية السنة العبرية.

وفي رام الله في الضفة، تظاهر نحو 400 فلسطيني احتجاجاً على الأحداث التي شهدها الأقصى خلال الأيام القليلة الماضية. ورفع شبان لافتة كبيرة كتب عليها «الأقصى في خطر... جمعة الغضب»، في حين حمل آخرون مجسماً لقبة الصخرة. وهتف المتظاهرون، وغالبيتهم من حركتي «فتح» و»الجهاد الإسلامي»: «قولوا قولوا لكل الناس، أقصانا هو الأساس». ودعا المتظاهرون في هتافاتهم إلى إشعال التظاهرات في الضفة احتجاجاً على ما يجري: «عالشوارع يا ثوار، خلي الضفة تولع نار».

وذكر مراسل «فرانس برس» أن قياديين من فصائل فلسطينية مختلفة ساروا أمام المتظاهرين، في حين انتشرت الشرطة الفلسطينية على مسافات مختلفة من المتظاهرين، من دون أن تتدخل.

وفي نابلس شمال الضفة، أصيب مواطن برصاص الجيش الإسرائيلي بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، ووصفت حالته بأنها حرجة. وقال أطباء في مستشفى رفيديا الحكومي في المدينة إن أحمد عزت خطاطبة (26 سنة)، من بلدة بيت فوريك المجاورة، أصيب بجروح بالغة الخطورة إثر إصابته بعيار ناري في الظهر. وأكد سكان القرية أن الجنود أطلقوا النار عليه وهو عائد إلى القرية في سيارته.

وفي مخيم قلنديا شمال القدس، أصيب ثلاثة شبان بأعيرة نارية خلال المواجهات التي شهدها المخيم وتركزت على الحاجز العسكري الفاصل بينه وبين مدينة القدس.

وفي بلدة كفر قدوم، أصيب طفل بعيار ناري في القدم خلال مواجهات شهدتها البلدة عقب الصلاة. وفي بلدة بلعين، أصيب مواطنون ومتضامنون أجانب بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال المسيرة الأسبوعية التي شهدتها البلدة عقب الصلاة. وخصصت التظاهرة هذا الأسبوع «نصرة للأقصى والأسرى». كما أصيب عدد من المواطنين في مسيرات شهدتها مدينة الخليل وقراها جنوب الضفة.

مسيرة حاشدة في القطاع

وفي قطاع غزة، خرج الآلاف في مسيرة مشتركة لفصائل المقاومة نصرة للمسجد الأقصى. وحذر القيادي في حركة «حماس» اسماعيل رضوان الاحتلال الإسرائيلي من مغبة استمراره في اعتداءاته على الأقصى، وقال خلال المسيرة: «لن نصمت طويلاً على الاعتداءات الصهيونية بحق الأقصى»، داعياً إلى تحقيق الوحدة الوطنية كخيار استراتيجي لنصرة المسجد. وأضاف: «ندعو الفصائل الوطنية والإسلامية إلى بناء استراتيجية تقوم على الثوابت الوطنية والحفاظ على المقاومة كخيار».

ودعا القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي» الشيخ خالد البطش خلال المسيرة «أهل الضفة المحتلة الى أن يحطموا كل القيود والحواجز ويشعلوها انتفاضة شعبية تحرق المحتل والمستوطنين رداً على ما يقوم به الاحتلال من تهويد وتقسيم للقدس». وأكد «أن المقاومة والشعب الفلسطيني لن يسكتا إذا ما تم تقسيم الأقصى».

وشدد على أن المقاومة الفلسطينية في حلٍ من أي اتفاق تهدئة طالما واصل الاحتلال اعتداءه وتقسيمه في الأقصى، محملاً الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التداعيات الناجمة عن استمرار هذه الاعتداءات. وأشار إلى أن المرابطين في الأقصى يقومون بالرباط نيابة عن جيوش الأمة أجمعين، داعياً الأمة العربية والإسلامية الى التحرك لحماية المقدسات.

وطالب السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني والانسحاب من اتفاق أوسلو، مؤكداً أنه «قدم الكثير للاحتلال وساعد في تهويد المقدسات وملاحقة المقاومة». وأشار إلى أن أي تأخير يشجع الاحتلال على الاستمرار في مخططاته بهدم الأقصى وتهويده وتقسيمه. ووجه رسالة إلى دول العالم قائلاً أن «الصمت والاكتفاء بالشجب والاستنكار هما تواطؤ مع الاحتلال بالجرائم والعدوان الذي يقوم به». وقال: «القدس ليست قضية الدولة الفلسطينية فقط بل هي أم العواصم وأقدسها وقضية العالم، وإن تهويدها يسقط كل العواصم». وأضاف: «نطالب الدول العربية بمقاطعة العلاقات مع العدو وطرد سفرائه وسحب سفرائهم، وإلى كل الدول المهرولة للصلح والتطبيع مع «إسرائيل» عليها إيقاف كل أشكال التطبيع، فهذا العدو لا يؤمن إلا بالقوة والقتل والغدر».

وكانت حركة «حماس» دعت إلى «يوم غضب» يوم الجمعة، في وقت تخشى السلطات الإسرائيلية مزيداً من الاضطرابات مع اقتراب احتفالات دينية أخرى، علماً أن عيد الأضحى يتزامن هذه السنة الأربعاء مع «يوم الغفران» اليهودي.

تظاهرات أردنية

وفي عمان، شارك آلاف الأردنيين أمس في مسيرات «جمعة الغضب للأقصى» في عدد من مدن المملكة، منددين بـ «الانتهاكات» الإسرائيلية في القدس، خصوصاً ضد الأقصى والمقدسات.

وشارك نحو أربعة آلاف شخص في مسيرة وسط عمان نظمها حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» في الاردن انطلاقاً من المسجد الحسيني الكبير عقب صلاة الجمعة تحت عنوان «اغضب للأقصى، كلنا للأقصى فداء».

وحمل المشاركون لافتات كتب عليها «بالروح بالدم نفديك يا أقصى» و «جمعة الغضب، كلنا للأقصى فداء»، إضافة الى أعلام اردنية ورايات الجماعة. وهتفوا: «الشعب يريد تحرير فلسطين»، و «يا أقصانا لا تهتم، نحن نعشق لون الدم»، و «فليعد للأقصى عزه أو ترق منا الدماء».

وشارك الآلاف أيضاً في مسيرة مماثلة في مدينة الزرقاء (شرق عمان)، حاملين لافتات كتب على بعضها: «لبيك يا أقصى» و «الأقصى للمسلمين»، إضافة الى «الأقصى في خطر حتى يزول الاحتلال».

كما تجمع يساريون على بعد نحو 500 متر من مبنى السفارة الاسرائيلية (غرب عمان) حاملين لافتات كتب عليها: «هل حماية السفارة الصهيونية أهم من حماية الأقصى؟».

وشهدت السلط (شمال غرب) واربد (شمال) والكرك والعقبة (جنوب) وقفات احتجاجية شارك بها المئات تنديداً بالإجراءات الاسرائيلية في الأقصى.

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن عام 1994 بإشراف المملكة على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.

ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الإسرائيلية بدخول السياح الأجانب لزيارة الأقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول إلى باحة الأقصى لممارسة شعائر دينية والإعلان أنهم ينوون بناء «الهيكل» المزعوم مكانه. ويخشى الفلسطينيون محاولة إسرائيل تغيير الوضع القائم في المسجد منذ حرب عام 1967 والذي يسمح للمسلمين بدخول الأقصى في أي وقت، في حين لا يسمح لليهود إلا في أوقات محددة ومن دون الصلاة فيه.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
وقف نار غير مشروط في غزة بوساطة مصرية
تل أبيب ترفض التهدئة وتستدعي قوات الاحتياط
مصير الانتخابات الفلسطينية يحسم اليوم
استطلاع: «فتح» تتفوق على «حماس» والبرغوثي يفوز بالرئاسة
المقدسيون مدعوون للانتخابات عبر مراكز البريد
مقالات ذات صلة
أيضاً وأيضاً: هل يتوقّف هذا الكذب على الفلسطينيّين؟ - حازم صاغية
حرب غزة وأسئلة النصر والهزيمة! - أكرم البني
إعادة اختراع الإسرائيليّة والفلسطينيّة؟! - حازم صاغية
لا قيامة قريبة لـ«معسكر السلام» - حسام عيتاني
... عن مواجهات القدس وآفاقها المتعارضة - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة