ومن
الرياض، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر في التحالف قوله أمس عن المعارك في
محافظة مأرب، إن «الأمور تتحرّك ببطء ولكن بثبات». وزاد أن القتال لم يدخل
مرحلته الحاسمة بعد لأن التحالف يسعى إلى التقليل من الضحايا إلى الحد
الأدنى، ويستهدف خطوط إمدادات الحوثيين إلى صنعاء ومدينة صعدة. وذكر أن
تقدُّماً سُجِّل أمس شمال سد مأرب، حيث ضُرِبت تجمُّعات للمتمرّدين بمدافع
هاون وغارات جوية. ونوّه بأهمية «معركة استعادة مأرب لأنها ستكون بداية
النهاية السريعة» لسيطرة الحوثيين على هذه المحافظة.
في غضون ذلك،
قصفت مقاتلات التحالف مواقع يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء وصعدة وحجة
وشبوة وتعز، وسُمِع في العاصمة دويُّ انفجارات إثر غارات طاولت مخازن
المؤسسة الاقتصادية والتموين العسكري، ومعسكرات جبل النهدين وألوية
الصواريخ، إضافة إلى منازل قادة موالين للجماعة وللرئيس السابق علي عبدالله
صالح.
وجاءت هذه التطورات غداة عودة سفير روسيا فلاديمير ديدوشتين
إلى صنعاء آتياً من الرياض، في سياق مساعي بلاده الرامية إلى إيجاد حل
للأزمة اليمنية ووقف القتال، ومن المرتقب أن يُجري مشاورات مع قيادات حوثية
وأخرى في حزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه علي صالح.
وشهدت صنعاء
ومعظم مناطق اليمن أزمة فقدان البنزين بعد تفاقم أزمة النقص الحاد في الغاز
المنزلي، كما شهدت ارتفاعاً في أسعار السلع الأولية وأجور النقل، في وقت
ازداد نزوح السكان من العاصمة مع بدء المعارك في مأرب، وخشيتهم من انتقالها
سريعاً إلى صنعاء.
ميدانياً، أفادت مصادر المقاومة في مأرب بأن جيش
الشرعية المعزّز بقوات ضخمة من التحالف العربي، تمكّن أمس من السيطرة على
موقع «الطلعة الحمراء» غرب مأرب، وهو موقع استراتيجي تعني السيطرة عليه قطع
الإمدادات عن الحوثيين وقواتهم في مناطق الفاو والجفينة وتبة المصارية.
وأضافت
المصادر أن غارات للتحالف استهدفت تعزيزات للحوثيين في منطقة خولان على
مشارف مأرب آتية من صنعاء، ما أدى إلى مقتل 20 حوثياً، كما ضرب التحالف
مواقع الجماعة في مديريتي بيحان وحريب جنوب شرقي مأرب، وأغار على تجمعاتها
في مديريتي الزاهر وذي ناعم في محافظة البيضاء.
وفيما تواصلت معارك
الكرّ والفرّ والقصف المتبادل بين الحوثيين وقوات المقاومة في مدينة تعز،
أفاد شهود بأن غارات كثيفة لطيران التحالف ضربت مواقع للجماعة وقواتها في
مناطق «الدفاع الجوي» في مدينة النور، وكذلك جبل الوعش شمال حي الزنوج،
ومعسكر اللواء المدرع 35 في المطار القديم، إضافة إلى حدائق الصالح في
منطقة الضباب غرب المدينة.
واستهدفت الغارات مناطق للحوثيين في
معقلهم بمحافظة صعدة، وأكدت مصادر أن القصف طاول مواقع في ساقين وكتاف
ومران ورازح، وامتد إلى مناطق حرض وميدي في محافظة حجة المجاورة.
على
صعيد آخر، أكدت مصادر أمنية في مدينة المكلا (عاصمة محافظة حضرموت) أن
تنظيم «القاعدة» الذي يسيطر على المدينة منذ نيسان (أبريل) الماضي، اعتقل
ثلاثة من ضباط جهاز الأمن القومي، في حين بث التنظيم على مواقع جهادية
تسجيلاً مصوراً ظهر فيه القيادي خالد باطرفي مباركاً الحرب على الحوثيين،
وداعياً أعضاء التنظيم إلى الاستعداد لمرحلة ما بعد معركة صنعاء، للحيلولة
دون وقوع السلطة في يد «العلمانيين» و «الليبراليين».
وأعلن الدفاع
المدني في منطقة جازان، وفاة ثلاثة عمال آسيويين (بنغاليان وهندي)، وإصابة
28 آخرين من جنسيات مختلفة، بينهم أربعة سعوديون، بعدما طاولت قذيفة حوثية
قادمة من عمق الأراضي اليمنية استهدفت سكن عمال من جنسيات مختلفة وأحد
المساجد في إحدى المحافظات الحدودية.
وردت المدفعية السعودية بكثافة
على عدد من الأهداف داخل الحدود اليمنية، تساندها طائرات الأباتشي التي
تمكنت من القضاء على عشرات المسلحين وتدمير بعض الأهداف بالقرب من الحدود،
وقامت بتمشيط الحدود لمنع المتسللين.
وتمكنت القوات السعودية
المرابطة بالقرب من جبل المخروق من تدمير سبع آليات عسكرية ومجنزرة خلف
الجبل تابعة للحوثيين واعوانهم، وقتل طواقمها، في حين تمكنت من القبض على
35 مسلحاً حاولوا الاعتداء على الحدود السعودية.