السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ١٦, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
مصر
وزيرة خارجية المكسيك في القاهرة لطلب توضيح ملابسات قتل مواطنيها
القاهرة - أحمد رحيم 
تُجري وزيرة خارجية المكسيك كلاوديا رويس ماسيو اليوم محادثات مع كبار المسؤولين في القاهرة، لطلب توضيح ملابسات قتل قوات مصرية ثمانية من مواطنيها وجرح آخرين خلال جولة سياحية في الصحراء الغربية.

ووصلت ماسيو إلى القاهرة أمس ترافقها عائلات بعض ضحايا الحادث، فيما أرسل الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نيتو طائرته الرئاسية لتُقل الجرحى إلى بلدهم. ويفترض أن تلتقي الوزيرة اليوم نظيرها سامح شكري.

وقُتل المكسيكيون الثمانية وأربعة مصريين بغارة جوية شنتها طائرة مصرية خطأ على قافلتهم في منطقة الواحات في الصحراء الغربية، بعدما ظن قائدها أنهم مسلحون، فيما أطلقت مروحيات عسكرية الرصاص على القافلة.

وتنشغل قوات الجيش والشرطة في مصر منذ شهور بمواجهة مسلحين في سيناء، خصوصاً بعدما تمكن الفرع المصري لتنظيم «داعش» من الحصول على أسلحة متوسطة ومتطورة للمرة الأولى تحوزها تنظيمات متطرفة في مصر. واستخدم مسلحو «داعش» في اشتباكات دامية مع قوات الجيش استمرت ساعات في المنطقة الواقعة بين مدينتي الشيخ زويد ورفح في سيناء في تموز (يوليو) الماضي صواريخ مضادة للطائرات وقذائف هاون و «آر بي جي». ويشن الجيش حالياً عملية عسكرية قال إنها «الأكبر في سيناء»، أعلن قتل 360 «تكفيرياً» فيها خلال 8 أيام.

وزار وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي أول من أمس المنطقة الغربية العسكرية وتفقد قوات بعد تعزيزها بأسلحة حديثة ومتطورة. وروت مصادر رسمية لـ «الحياة» ملابسات مقتل السياح في منطقة الواحات. وقالت إن الهجوم شنته القوات على 4 سيارات رباعية الدفع في منطقة غرد أبو محرق في الواحات ظهر الأحد الماضي، بعد أقل من ساعة من تبلغ الأجهزة المعنية بظهور سيارات رباعية الدفع في المنطقة نفسها «تحمل أعلام تنظيم داعش الإرهابي».

ولفتت إلى أن «المنطقة كانت تخضع منذ السبت الماضي لمسح جوي، وخطف مسلحون ملثمون تحت تهديد السلاح رجلاً يدعى صالح قاسم سيد من قرية الحيز في الصحراء الغربية يوم الجمعة الماضي، بعدما هاجموا منزله، وهم يستقلون 3 سيارات رباعية الدفع، وأطلقوا النار في الهواء، واقتادوه إلى منطقة مجهولة». وأشارت إلى أن «قاسم يعمل دليلاً لشركات السياحة التي تنظم رحلات في الصحراء، وخُطف لأن المسلحين اتهموه بالتعاون مع قوات الأمن في حملات الدهم التي تشنها لاستهداف المسلحين في مغارات تلك المنطقة».

ونشر الفرع المصري لـ «داعش» عبر حسابه على موقع «تويتر» صورة الرجل وهو مذبوح، وقد وضع رأسه على ظهره، وكُتب: «ذبح جاسوس للجيش. المدعو صالح قاسم سيد في منطقة الصحراء الغربية في مصر».

وأشارت المصادر إلى أن «قوات من الجيش والشرطة شنت حملة دهم للبحث عن المسلحين، واشتبكت معهم قرب منطقة غرد أبو محرق يوم السبت، وكان لافتاً أن المسلحين استخدموا قاذفات «آر بي جي» ومدافع هاون وأطلقوا على المدرعات البرية قاذفات مضادة للطائرات، ما يشير إلى أن تلك المجموعات تمتلك قوة نيرانية عالية كالتي في سيناء». وأوضحت أن «قراراً اتخذ بدهم تلك البؤرة الإرهابية تحت غطاء جوي، لتصفيتها».

ولفتت إلى أن «معلومات استخباراتية دلت على أن المنطقة الواقعة في الواحات، والقريبة من ضاحية السادس من أكتوبر المتاخمة للقاهرة، تختبئ فيها مجموعة إرهابية، وتتخذ من إحدى مزارعها أو مغاراتها، منطلقاً لشن هجمات على مواقع قرب العاصمة، وأكدت أن تلك المجموعة متورطة في ذبح المهندس الكرواتي الذي خُطف قبل أسابيع على طريق الواحات، وفي هجوم شنه مسلحون قبل أشهر على المنطقة السياحية لإهرامات الجيزة وأسفر عن مقتل شرطيين».

وأوضحت أن «الأجهزة المعنية وضعت خطة لتصفية البؤرة الإرهابية في الواحات، وتبلغت ظهر الأحد من مصادرها أن رتلاً من سيارات الدفع الرباعي يرفع أعلام تنظيم داعش الإرهابي، يجوب منطقة غرد أبو محرق فصدر قرار بالتعامل مع تلك المجموعة. ويبدو أن مروحية عسكرية قصفت سيارات الفوج السياحي بالخطأ ظناً منها أنه يتبع تنظيم داعش».

وروى سائق نجا من الهجوم يُدعى شريف فاروق لوسائل إعلام مصرية أن سائحة مكسيكية مصابة بداء السكري شعرت بالجوع أثناء التوجه إلى منطقة الواحات بعد مغادرة الفندق القريب من ضاحية السادس من أكتوبر ظهر الأحد، فدخل الفوج إلى الصحراء، وبدأ السائقون والدليل البدوي المرافق للوفد في نصب الخيام للاستراحة وتناول وجبة غداء من شرائح التونة والمعكرونة، وفيما كان المصريون المرافقون للسياح منهمكين في تحضير الغداء، والسياح يلتقطون الصور التذكارية في الصحراء، سُمع صوت أزيز تلاه سقوط قذائف على الأرجح من طائرات استهدفت سيارات السياح، فأصيب السائق وشرطي مرافق للوفد بشظايا، لكنهما فرا باتجاه الطريق المُمهد، واستقلا سيارة خاصة استوقفا صاحبها، وأبلغا الأمن من خلال اتصال تم من نقطة إسعاف قريبة.

وحسب شهود تجمعوا بعد الهجوم وتحدثوا إلى «الحياة» توافدت قوات الأمن من الجيش والشرطة بكثافة إلى المنطقة بعد بلاغ السائق والشرطي، وساد توتر موقع الهجوم الذي غادرته قوات الجيش تماماً بعد نحو ساعتين من البلاغ ليبقى في عهدة الشرطة. وبدا المشهد مروعاً في الموقع إذ تناثرت أشلاء القتلى وتفحمت جثتان على الأقل، وتعالت ألسنة اللهب من السيارات وسط صرخات جرحى أصيبوا بشظايا، ونُقلوا في سيارات الأمن وإسعاف إلى مستشفى قريب. وأمرت النيابة بإجراء تحليل الحمض النووي لجثث قتلى لتعذر تحديد هويتهم.

وقال لـ «الحياة» منظر «الجماعة الإسلامية» السابق ناجح ابراهيم إن ملابسات المطاردات التي سبقت الحادث «تدل على أن هناك مجموعة مسلحة تنشط في الواحات، معظم المحللين يرون أنها قامت بمذبحتي مكمن الفرافرة التي استخدم فيها نفس تكتيك مذبحة كرم القودايس في سيناء». وأضاف: «المؤكد الآن أن الطريق بين الجيزة والواحات توجد فيه النقطة اللوجستية لتلك الخلية، التي ربما تتمركز في إحدى مزارعها، وأنها المسؤولة عن خطف المهندس الكرواتي». وقال: «أُفيد بأن أهالي المنطقة هددوا تلك المجموعة، فقامت الجماعات بخطف أحد الأهالي وقتله. وحين تدخلت الشرطة لتحرير الرجل فوجئت بمجموعات مسلحة تملك قوة نيرانية كبيرة، ما استدعى تدخل الجيش الذي ظن أن رتل السياح يتبع المجموعة الإرهابية فقتله من دون تروٍ».

وأوضح أن «تلك المجموعة إما تشكلت بالكامل في مصر تكويناً وتسليحاً وتدريباً، وإما أن جزءاً منها جاء من ليبيا من المجموعات الداعشية التي تنشط في درنة. الخلاصة أن هناك مجموعة قوية مسلحة قادرة على تجهيز وتنفيذ عمليات كبرى يمكن لها أن تخترق تحصينات العاصمة. وهي الآن تخشى اصطياد المكامن المنعزلة، بعد تدخل الطيران في ملاحقة العناصر الإرهابية في الصحراء، فلجأت إلى الأهداف الرخوة، وليس مستبعداً أن تلجأ إلى استهداف السياح في المرحلة المقبلة. وستظل هذه المنطقة عرضة لأحداث أخرى».

من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات القاهرة إرجاء محاكمة 213 متهماً من عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع «داعش»، إلى جلسة 13 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في قضية اتهامهم بارتكاب أكثر من 54 جريمة تضمنت اغتيالات لضباط شرطة ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، وتفجيرات طاولت منشآت أمنية في عدد من المحافظات، في مقدمها مديريات أمن القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء. وجاء قرار الإرجاء لاستكمال الاستماع إلى شهود الإثبات ومناقشتهم.

واستمعت المحكمة إلى الضابط في قطاع الأمن الوطني الرائد كريم فاروق الذي قال إن المتهمين نفذوا عملية تفجير مبنى مديرية أمن القاهرة باستخدام سيارة مفخخة تحتوي على كميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، ووضعوا السيارة في مقابل مبنى مديرية الأمن. وشرح دور كل متهم في عملية استهداف مبنى مديرية الأمن، بالإشارة إلى من قام بقيادة السيارة المفخخة، ومجموعة الرصد والتأمين، ومجموعة تسهيل الهروب والتفجير من بعد. وأشار إلى أن «المتهمين رصدوا تحركات مدير المكتب الفني لوزير الداخلية السابق اللواء محمد السعيد، واغتالوه بإطلاق وابل من الأعيرة النارية صوبه، فأردوه قتيلاً في الحال وفروا هاربين».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
منظمة حقوقية مصرية تنتقد مشروع قانون لفصل الموظفين
مصر: النيابة العامة تحسم مصير «قضية فيرمونت»
تباينات «الإخوان» تتزايد مع قرب زيارة وفد تركي لمصر
الأمن المصري يرفض «ادعاءات» بشأن الاعتداء على مسجونين
السيسي يوجه بدعم المرأة وتسريع «منع زواج الأطفال»
مقالات ذات صلة
البرلمان المصري يناقش اليوم لائحة «الشيوخ» تمهيداً لإقرارها
العمران وجغرافيا الديني والسياسي - مأمون فندي
دلالات التحاق الضباط السابقين بالتنظيمات الإرهابية المصرية - بشير عبدالفتاح
مئوية ثورة 1919 في مصر.. دروس ممتدة عبر الأجيال - محمد شومان
تحليل: هل تتخلّى تركيا عن "الإخوان المسلمين"؟
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة