الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيلول ١٢, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
المعارضة تسيطر على جزء من «سجن دمشق» وداعش» يحشد لمعركة دير الزور
مناورات ضخمة للأسطول الروسي أمام سواحل سورية
دفع تنظيم «داعش» في الساعات الماضية بحشود ضخمة استعداداً لشن هجوم جديد على مطار دير الزور العسكري ومناطق سيطرة النظام في مدينة دير الزور، شرق سورية، فيما مُنيت القوات الحكومية بنكسة أخرى قرب دمشق عندما تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على قسم من السجن المركزي الواقع في عدرا، شرق العاصمة السورية.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس، أن «الفصائل الإسلامية سيطرت على منطقة تل كردي القريبة من مدينة دوما بالغوطة الشرقية والمحاذية لسجن دمشق المركزي (سجن عدرا) أكبر سجون سورية، ومناطق أخرى على الأوتوستراد الدولي». وتابع أن «مقاتلي الفصائل سيطروا كذلك على مبنيين في قسم النساء بسجن دمشق المركزي (سجن عدرا)، وتضاربت المعلومات بين سيطرتهم على المبنيين أو انسحابهم منهما نتيجة القصف المكثف من قبل قوات النظام». وأشار إلى «معلومات عن إخلاء قوات النظام لقسم النساء في سجن عدرا» عقب الاشتباكات مع المعارضة «وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط مشفى حرستا العسكري وجسر ضاحية الأسد، ترافق مع استهداف الفصائل الإسلامية بقذائف الهاون رتلاً لقوات النظام بالقرب من مشفى الشرطة قرب مدينة حرستا بالغوطة الشرقية وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها».

وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس»: «اقتحم جيش الإسلام سجن عدرا واستولى على مبنيين في قسم النساء»، مشيراً إلى أن غالبية السجناء من الناشطين المعارضين للنظام، قائلاً إن السجن يحوي حوالى خمسة آلاف معتقل فيما سعته الحقيقية لا تتخطى ثلاثة آلاف. ونشر «جيش الإسلام» شريط فيديو عن الهجوم تتضمن صوراً لجثث عسكريين.

وأوردت وكالة «مسار برس» المعارضة معلومات مماثلة، إذ أفادت بأن «كتائب الثوار تمكنت من السيطرة على منطقة تل كردي الفاصلة بين الغوطة الشرقية ومدينة عدرا في ريف دمشق»، مضيفة أن «الثوار سيطروا، اليوم الجمعة (أمس)، على مزارع ومواقع لقوات الأسد في محيط سجن النساء بعدرا، وقتلوا 9 عناصر من قوات الأسد وجرحوا آخرين، خلال الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، وسط قصف نفذه الطيران الحربي على المنطقة». وتابعت: «استهدف الثوار رتلاً عسكرياً كان متجهاً لمؤازرة قوات الأسد في تل كردي... ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من قوات الأسد وتدمير دبابة».

أما في ريف دمشق الغربي، فقد أشارت «مسار برس» إلى أن المعارضة «دمرت... حاجزين في بلدة بلودان القريبة من الزبداني، وقتلت أكثر من 20 عنصراً من قوات الأسد وميليشيا حزب الله». أما «المرصد»، فأورد من جهته أن «قوات النظام قصفت مناطق في بلدة مضايا المحاذية لمدينة الزبداني... مع استمرار الاشتباكات العنيفة في الزبداني وجبلها الشرقية بين الفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من طرف والفرقة الرابعة وحزب الله اللبناني وجيش التحرير الفلسطيني وقوات الدفاع الوطني من طرف آخر».

وعلى صعيد التطورات في محافظة دير الزور، فقد ذكر «المرصد» أن الاشتباكات تواصلت «بوتيرة أخف» من السابق في محيط مطار دير الزور العسكري بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، ترافقت مع قصف متبادل بين الطرفين. وكان «داعش» شن هجوماً كبيراً ليلة أول من أمس على المطار في محاولة للسيطرة عليه بعدما تمكن عناصره في الأيام الأخيرة من التقدم والاستيلاء على مواقع مهمة كانت تحت سيطرة القوات الحكومية.

ونقل «المرصد» عن ناشطين في دير الزور أن «داعش» عمد إلى «حشد مقاتليه في معظم قطاعات ومحاور مدينة دير الزور، وحشد عناصره في أحياء الصناعة والرصافة من الجهة الشرقية، والرشدية والحويقة والجبيلة من الجهة الغربية، كما قام التنظيم بتعزيز جبهاته في جنوب مدينة دير الزور من جهة حقل التيم النفطي واللواء 137 جنوب غربي مدينة دير الزور، وفي قرى بريف دير الزور الغربي من الجهة الأخرى المقابلة لأحياء الجورة والبغيلية»، مضيفاً «أن التنظيم أمر بإغلاق مقاهي الإنترنت كافة في قرى ريف دير الزور الغربي وقرى بريف دير الزور الشرقي القريبة من مطار دير الزور العسكري، وكذلك القرى التي تقع بالجهة المقابلة للمطار العسكري في الجهة الأخرى من نهر الفرات».

وتحدث «المرصد» عن شن «داعش» أول من أمس «هجوماً عنيفاً وواسعاً... على عدة محاور في مدينة دير الزور ومطارها العسكري، في محاولة من التنظيم بسط سيطرته الكاملة على المطار العسكري، والأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام في المدينة والتي لا تزال محاصرة منذ مطلع العام الجاري 2015». وأشار إلى سيطرة التنظيم على «المبنى الأبيض وكتيبة الصواريخ» في محيط المطار، وإلى مقتل 36 من عناصره فيما قتل 18 من قوات النظام.

أما في محافظة ادلب (شمال غربي سورية)، فقد لفت «المرصد» إلى «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة تمركزات للفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في مطار أبو الضهور العسكري» الذي سيطرت عليه «النصرة» والفصائل قبل أيام. كذلك أشار إلى «قصف الفصائل الإسلامية مناطق في بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية» في ريف إدلب، علماً أن مقاطع فيديو على الإنترنت أظهرت حشوداً ضخمة لـ «حركة أحرار الشام الإسلامية» بالآليات والدبابات والعناصر استعداداً لشن هجوم وشيك على الفوعة وكفريا.

وفي جنوب سورية، ذكر «المرصد» أن الاشتباكات العنيفة تجددت بين «لواء شهداء اليرموك» المبايع لتنظيم «داعش» من جهة، وبين «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية ومقاتلة من جهة أخرى، في محيط سد كوكب وسد سحم بريف درعا الغربي، و «معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

مناورات ضخمة للأسطول الروسي أمام سواحل سورية

رفعت روسيا سقف تدخلها في سورية بالإعلان عن سلسلة مناورات ضخمة بالذخيرة الحية لسفنها الحربية أمام الساحل السوري، في مؤشر جديد إلى تمسكها بسياستها القاضية بدعم الجيش النظامي الذي يواجه سلسلة نكسات في أرجاء البلاد. وفيما قال مصدر ديبلوماسي فرنسي إن أي دعم تقدمه موسكو لنظام الرئيس بشار الأسد «يشكّل عاملاً مفاقماً للأزمة»، يُتوقع أن يحاول وزراء خارجية دول غربية الحصول على توضيحات من الروس في شأن حقيقة ما يقومون به في سورية على هامش لقاء مُخصص للأزمة الأوكرانية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في برلين اليوم. واستبق لافروف الاجتماع بالقول إن بلاده تريد استئناف التنسيق مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لتفادي «حادث عرضي» يمكن أن يحصل فوق سورية حيث تغير الطائرات الأميركية يومياً على مواقع لتنظيم «داعش»، فيما يُعتقد أن الروس يحضرون بدورهم قاعدة جوية قرب اللاذقية تشارك بدورها في ضرب هذا التنظيم المتشدد الذي يسيطر على أجزاء واسعة من سورية والعراق.

وبالتزامن مع ذلك، تمكن «جيش الإسلام» القوي في الغوطة الشرقية من السيطرة على منطقة تل كردي واقتحام جزء من «سجن دمشق المركزي» الواقع في عدرا شرق العاصمة السورية، فيما سُجّلت حشود ضخمة لـ «داعش» في أحياء دير الزور وحول مطارها العسكري استعداداً لشن هجوم يُمكن أن يُنهي آخر وجود للنظام في محافظة دير الزور على حدود سورية الشرقية مع الأردن.

وأوردت وكالة «رويترز» في تقرير من موسكو أمس، أن روسيا كثّفت مناوراتها التدريبية لقواتها البحرية قبالة السواحل السورية خلال الشهور الماضية وتستعد لإجراء مزيد من المناورات خلال الفترة المقبلة، في تصرف قالت الوكالة إنه يمكن أن يعزز الاتهامات الأميركية بأن الروس يعززون قواتهم في المنطقة. ونقلت الوكالة عن مصدر قريب من البحرية الروسية، إن أسطولاً من خمس سفن حربية روسية مزودة بصواريخ ذكية (موجهة) انطلق في طريقه لتنفيذ مناورات في المياه الوطنية السورية، قائلاً إن المناورات يمكن أن تتضمن إطلاق صواريخ. وأوضح أن التدريب سيكون «على صد هجوم من الجو والدفاع عن الساحل، ما سيعني إطلاق قذائف مدفعية وتجريب أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى»، موضحاً أن المناورات تتم بالاتفاق مع الحكومة السورية. وأشارت «رويترز» إلى أن البحرية الروسية تكثّف نشاطها قرب السواحل السورية منذ شهور، إذ إنها أجرت مناورات منذ أيار (مايو) الماضي أكثر مما قامت به خلال كل العام 2014، وفق ما قالت وزارة الدفاع الروسية.

ونسبت «رويترز» إلى مصدر قبرصي متابع للتحركات البحرية والجوية: «لقد رأينا الكثير من النشاطات الروسية في المنطقة هذه السنة. ووفق السلطات القبرصية، قدّمت روسيا في 3 أيلول (سبتمبر) تنبيهاً إلى أن بحريتها ستجري سلسلة مناورات تتضمن تجارب على إطلاق الصواريخ في البحر قرب طرطوس حيث للروس قاعدة بحرية، وقرب اللاذقية أيضاً. وستدوم هذه المناورات من 8 أيلول إلى 7 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وهي ستؤدي إلى إغلاق ثلاثة مسارات جوية لفترة قصيرة (خلال المناورات).



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة