الجزائر - عاطف قدادرة ذكرت مصادر جزائرية مأذونة أن وزير الخارجية رمطان لعمامرة بحث خلال زيارته باريس، مسائل إقليمية تخص الملف الليبي، إضافة إلى التغييرات التي أجراها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في جهاز الاستخبارات، فيما أُثيرت تساؤلات في الآونة الأخيرة منذ اعتقال مسؤول مكافحة الإرهاب في هذا الجهاز الجنرال «عبدالقادر أيت وعراب» الشهير باسم «حسان».
ولا يزال لعمامرة في باريس في زيارة تستمر لثلاثة أيام، بدا أنها حملت طابعاً غير روتيني بالنسبة للعلاقة بين الدولتين. وذكرت مصادر رفيعة أن التغييرات الأمنية الأخيرة في الجزائر استدعت تقديم توضيحات للفرنسيين، الذين يُعتبَرون أهمّ طرف يتعامل أمنياً مع الأجهزة الاستخباراتية الجزائرية.
وتوقعت صحف فرنسية أن يكون ملف اعتقال «الجنرال حسان» ضمن المواضيع التي سيناقشها وزير الخارجية الجزائري مع المسؤولين الفرنسيين.
وفقد جهاز الاستخبارات الجزائري خلال سنة ونصف السنة صلاحيات عدة، كانت تمثل «السلطة الحقيقية» في بلد كان فيه لقيادة الجيش الكلمة الأخيرة في اختيار الرؤساء، لكن بوتفليقة حذر منذ وصوله إلى السلطة في عام 1999 أنه لن يكون «ثلاثة أرباع رئيس». وتأخر في فرض نظرته الأمنية حتى عام 2013 بعد عودته مباشرة من فترة نقاهة في باريس إثر جلطة دماغية.
ويقود الفريق محمد مدين الشهير باسم «توفيق» جهاز الاستخبارات منذ عام 1990، وهو رجل خفي لا يظهر في الإعلام ولا في المناسبات الرسمية، حتى أن الجزائريين لا يعرفون شكله إلا من خلال بعض الصور المتداولة على الإنترنت.
في المقابل، زار رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشي الجزائر أمس، في خطوة هي الأولى لمسؤول في هذا المنصب منذ نحو 16 سنة. وتهدف الزيارة إلى بحث موضوع الذاكرة والتجارب النووية الفرنسية في فترة الاستعمار. |