الأحد ٢٤ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٣١, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
هجمات في الزبداني والفوعة وكفريا بعد انهيار الهدنة و"داعش" دمّر معبد تاريخي ثانٍ في تدمر
أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له أن الاشتباكات والقصف تجددت مع انتهاء الهدنة التي اتفق عليها النظام السوري و"حزب الله" اللبناني من جهة ومقاتلو المعارضة في مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان وبلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية في جنوب شرق محافظة ادلب من جهة أخرى السبت.

وكان بدأ الخميس العمل بوقف النار في المناطق الثلاث بعد اتفاق على هدنة لمدة 48 ساعة بين قوات النظام وحلفائه من "حزب الله" وفصائل معارضة. وسبقته هدنة أولى استمرت من 12 آب الى 15 منه، ثم انهارت بعد اصطدام المفاوضات بطلب الفصائل المقاتلة الافراج عن سجناء لدى النظام.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن مصدر عسكري ان الجيش النظامي أحكم سيطرته على عدد من الأبنية في الجهة الشرقية من الزبداني، مشيراً إلى مقتل عدد كبير من المسلحين على محور وادي بردى، بينهم اثنان من قادة المسلحين. كذلك فكّكت وحدات الهندسة في الجيش عبوات ناسفة زرعها المسلحون في المدينة.
وتحدثت قناة "الميادين" التي تتخذ بيروت مقراً لها عن هجوم عنيف للمعارضة السورية على بلدة الفوعة واشتباكات عنيفة تدور على محوري الصواغية ودير الزغب.

وفي دمشق، قتل شخص وجرح نحو تسعة بسقوط قذائف هاون على مناطق العدوي وأبو رمانة ومحيط ساحة الأمويين ومحيط الميسات والشيخ رسلان بباب توما.

من جهة اخرى، قال المرصد السوري إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) دمر جزءا من معبد تاريخي في مدينة تدمر السورية. وأوضح أن المتشددين استهدفوا معبد بل الذي يعود الى العصر الروماني بالمدينة الصحراوية الواقعة في وسط سوريا. وأضاف مستندا إلى مصادره في المدينة أن حجم الضرر الذي لحق بالمعبد لم يعرف بعد.
وهذا ثاني معبد اثري يستهدفه "داعش" في غضون ايام في تدمر بعد نسفه معبد بعل شمين الروماني.

وشن الطيران التركي مساء الجمعة غارات على مواقع "داعش" في سوريا هي الاولى ضمن الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الجهادي.

تفاصيل

تجددت الاشتباكات والقصف مع انتهاء الهدنة التي اتفق عليها النظام السوري ومقاتلو المعارضة في مدينة الزبداني بريف دمشق الغربي قرب الحدود مع لبنان وفي بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية في ريف ادلب.

تحدث مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ بريطانيا مقراً له عن "انتهاء الهدنة في الفوعة وكفريا والزبداني صباح اليوم (السبت)". لكنه قال انه لا معلومات لديه عمن بدأ باطلاق النار وعن تسجيل اصابات.
وأكد الأمين العام لحزب التضامن محمد أبو القاسم الذي فوضت اليه الفصائل المقاتلة في الزبداني التفاوض باسمها انتهاء الهدنة وفشل المفاوضات وعودة العمليات العسكرية إلى الزبداني والفوعة وكفريا.

وأشار احد اعضاء المجلس المحلي لمدينة الزبداني الى تعرض بلدة مضايا، المجاورة للزبداني، لقصف عنيف صباح السبت بعد فشل المفاوضات. وروى أحد سكان بلدة كفريا في اتصال هاتفي "ان عشرات القذائف تتساقط على البلدة منذ ساعات الصباح الأولى".
ويحاصر مقاتلو المعارضة، وبينهم عناصر من "جبهة النصرة" التابعة لتنظم "القاعدة"، بلدتي الفوعة وكفريا تماماً منذ نهاية آذار.

ولم يعد للنظام وجود ملموس في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد، في ما عدا بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام و"حزب الله"، ومطار ابو الظهور العسكري حيث تقاتل قوات نظامية.

وكان تم التوصل الى هدنة أولى استمرت من 12 آب الى 15 منه، ثم انهارت بعد اصطدام المفاوضات بطلب الفصائل المقاتلة الافراج عن سجناء لدى النظام. وتناولت المفاوضات خلال الجولة الاولى انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني في مقابل اجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا بعد ادخال مساعدات الى البلدتين
وأوضح عبد الرحمن أن النقاط نفسها نوقشت خلال مفاوضات الهدنة الثانية التي بدأت الخميس، الا ان طرفي النزاع لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق.

وفي شمال البلاد، تجددت المعارك في ريف مدينة مارع بين مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على هذه المدينة التابعة لريف حلب وجهاديي "داعش" الذين يحاولون السيطرة عليها. وأودت المعارك بين الطرفين بحياة 32 مقاتلا و20 جهادياً بينهم ثلاثة انتحاريين فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة، كما قتل ستة مدنيين بينهم امرأتان وطفلان.

وتمكن عناصر التنظيم من التقدم والاستيلاء على عدد من البلدات في محيط المدينة، إلا ان مقاتلي المعارضة يحاولون صدهم. وتقع مارع على خط امداد رئيسي لفصائل المعارضة بين محافظة حلب وتركيا. ويحاول "داعش" منذ أشهر اقتحامها.

غارات تركية على "داعش"
وفي تطور ميداني، شن سلاح الجو التركي الجمعة غارات على "داعش" هي الاولى ضمن الائتلاف الدولي ضد الحركة الجهادية .
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية "ان طائراتنا الحربية ... باشرت مساء امس (الجمعة) شن عمليات مشتركة مع طائرات الائتلاف على اهداف لداعش الذي يشكل تهديداً كذلك لامن بلادنا".
وكانت تركيا، التي اتهمت طويلاً بالتساهل مع جهاديي "داعش"، اطلقت في نهاية تموز "حربا ضد الارهاب" على جبهتين مستهدفة بصورة خاصة متمردي "حزب العمال الكردستاني" على الاراضي التركية وفي شمال العراق حيث للحزب معاقل.

"داعش" أعدم 90 شخصاً
في غضون ذلك، اعلن المرصد السوري ان "داعش" أعدم أكثر من 90 شخصاً، ثلثهم من المدنيين، خلال الشهر الماضي في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا.
وقال إن التنظيم المتطرف أعدم 32 مدنياً من أصل 91 شخصاً بتهمة ارتكاب "جرائم" متنوعة بين 29 تموز و29 آب.
وتشمل الحصيلة عناصر من التنظيم واعضاء من المعارضة وموالين للرئيس بشار الاسد. وبذلك ارتفع عدد الاشخاص الذين اعدمهم التنظيم المتطرف في سوريا منذ اعلان "الخلافة" الى 3156 بينهم 1841 مدنياً.

الى ذلك، أكد مركز الامم المتحدة للتدريب والبحث الذي يتخذ جنيف مقراً له في بيان تدمير معبد بعل شمين الذي يعود الى الحقبة الرومانية في مدينة تدمر السورية بعدما أعلن "داعش" قبل أسبوع مسؤوليته عن تفجير المعبد.

وفجر التنظيم معبد بعل شمين في 25 آب في عمل وصفته منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو" التابعة للأمم المتحدة بأنه جريمة حرب تهدف الى محو أحد رموز التراث الثقافي السوري المتنوع.
وقال المركز إن تحليلا لصورة التقطت في حزيران وصوراً أخرى التقطت قبل بضعة أيام تظهر تدمير المعبد في المدينة الصحراوية بوسط البلاد. وأضاف: "نؤكد تدمير المبنى الرئيسي في حين كانت الأضرار أقل في ما يبدو بالأعمدة المحيطة".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة