قررت محكمة جنايات القاهرة أمس، إرجاء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و10 متهمين آخرين من مساعديه وكوادر جماعة الإخوان، إلى جلسة الأحد المقبل، في قضية اتهامهم بالتخابر وتسريب وثائق ومستندات صادرة عن أجهزة الدولة السيادية وموجهة إلى مؤسسة الرئاسة، وتتعلق بالأمن القومي والقوات المسلحة المصرية، وإفشائها إلى دولة قطر. ومن المقرر أن تستمع المحكمة إلى أقوال مدير مكتب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق مصطفى طلعت الشافعي.
واستمعت المحكمة أمس إلى أقوال رئيس هيئة الرقابة الإدارية السابق اللواء محمد عمر وهبة، الذي أشار إلى أن التقارير التي كانت تعدها الهيئة وكانت تُعرض على مرسي، تتعلق بتحريات أجريت حول أشخاص يتولون مناصب عامة أو شخصيات أخرى، وأن بعضاً من تلك التقارير كانت تعدّ بتكليف من الرئيس السابق، وتدور حول المشاكل والمعوقات في شركات القطاع العام والمخالفات المالية والإدارية في القطاع الإداري للدولة ومشاكل قطاع الوظيفة العامة، وأنها كانت تُرسل في مظاريف سرية، ومدوناً عليها «سري جداً ولا يفتح إلا بواسطة السيد رئيس الجمهورية».
وقامت المحكمة بعرض أحد التقارير المضبوط في أحد المتهمين، مدوناً عليه ما يفيد بأنه «سري جداً وموجه إلى رئاسة الجمهورية»، ويتعلق بإجراء تحريات عن بعض العاملين السابقين برئاسة الجمهورية.
وأكد الشاهد أن الوثيقة المعروضة عليه صحيحة وصادرة من هيئة الرقابة الإدارية، وأن التوقيع الوارد بها هو توقيعه بالفعل، وأنها تحتوي على معلومات وتحريات عن بعض العاملين بالرئاسة أعدت بناء على طلب شفوي من مرسي، كما أقر بصحة تقارير أخرى ضبطت في حوزة متهمين، لكنه أكد عدم معرفته بهوية المسؤول المباشر عن تسريب تلك المستندات السرية.
من جهة أخرى، أمر القائم بأعمال النائب العام المصري المستشار علي عمران بإحالة عناصر «خلية إرهابية» استهدفت معبد الكرنك في الأقصر في حزيران (يونيو) الماضي، على القضاء العسكري، تنفيذاً لأحكام القانون الخاص بشأن تأمين وحماية المنشآت العامة والحيوية، الذي أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي في تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي، في أعقاب هجوم دام على مكمن عسكري في سيناء يقضي بمحاكمة المتورطين في أعمال العنف التي تستهدف قوات الدولة ومنشآت وممتلكاتها أمام القضاء العسكري.
وكان المستشار عمران استعرض مع المستشار تامر فرجاني المحامي العام لنيابة أمن الدولة العليا، نتائج التحقيقات التي أجرتها النيابة بشأن الهجوم على معبد الكرنك، والتي كشفت عن استقطاب كوادر من تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع تنظيم «داعش» الإرهابي، لعناصر جديدة للتنظيم، واعتناقهم فكره. وأوضحت التحقيقات أنه تم «تأسيس خلايا إرهابية تولى مسؤوليتها المتهم أشرف علي حسانين الغرابلي، تعمل بشكل عنقودي وتهدف الى ارتكاب أعمال عدائية ضد رجال القوات المسلحة والشرطة واستهداف منشآتهما وكذا المنشآت العامة والسياحية، وترويع المواطنين وتعطيل العمل بالدستور وزعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد وإشاعة الفوضى والتأثير في مقومات الدولة الاقتصادية بقصد إسقاط الدولة».
واعترف المتهمون بانضمامهم إلى جماعة تعتنق «أفكاراً جهادية»، وفي حيازتهم أسلحة نارية ومفرقعات وعبوات ناسفة.
السيسي يدعو إلى استراتيجية دولية لمواجهة الإرهاب
القاهرة – أحمد مصطفى اختتم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس زيارته العاصمة الروسية موسكو بالدعوة إلى وضع استراتيجية دولية لمواجهة قوى الإرهاب والتطرف، محذراً من توسع رقعة الإرهاب.
ومن المفترض أن يكون السيسي وصل إلى القاهرة مساء أمس، قبل أن يبدأ مطلع الأسبوع المقبل جولة آسيوية سيهيمن عليها الملف الاقتصادي، يبدأها السبت إلى سنغافورة، قبل أن يصل الإثنين إلى الصين حيث يحضر احتفالاتها بالذكرى السبعين للانتصار في الحرب العالمية الثانية، ويختتمها بزيارة إندونيسيا.
وكان السيسي عقد جلسة محادثات أمس في موسكو مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تناولت «سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الدفاع والمجالات العسكرية في إطار الروابط الوثيقة التي تربط البلدين».
كما أجرى مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية، حذر خلالها من توسع رقعة الإرهاب في المنطقة، داعياً العالم إلى صياغة «استراتيجية دولية لمواجهة قوى التطرف والإرهاب» وحض الدول كافة على «محاربة تمدد هذا الشر». وخلص السيسي الذي كان اجتمع أول من أمس مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلى أن الأخير «يعرف جيداً الأوضاع في الشرق الأوسط ويدرك أبعاد خطر الإرهاب الذي يهدد المنطقة برمتها والذي قد يشعر العالم برمته بعواقبه الوخيمة». موضحا أن المسائل الرئيسية المدرجة على أجندة العلاقات المصرية- الروسية تتعلق بـ «التعاون الاقتصادي والتنسيق في مكافحة الإرهاب». ودعا السيسي إلى وضع استراتيجية عالمية لمواجهة الإرهاب.
من جانبه، نوه الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف بنتائج زيارة الرئيس المصري إلى روسيا، وقال إن «هناك انطباعاً إيجابياً واهتماماً على كل الأصعدة والمستويات، سواء السياسية أو الاقتصادية، في تعزيز العلاقات بين القاهرة وموسكو ودعمها خلال الفترة المقبلة»، التي توقع أن «تشهد تفعيل كل المبادرات التي طرحتها مصر مع الجانب الروسي.
من جانبه، أوضح وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات كان المحور الرئيسي في الزيارة الى روسيا، موضحاً أن مصر مستمرة في وضع أسس لعلاقات متوازنة ومتفاعلة مع كل دول العالم، بما يخدم مصلحتها ومصالح الآخرين أيضاً.
وأضاف أن القاهرة تهتم بالعلاقات المصرية الروسية لما أتت به من نتائج في الماضي، ولما تمتلكه روسيا من قدرات في الوقت الحالي، ومن أجل دعم جهود مصر التنموية، مؤكداً أن هذه الزيارة ستساهم في المزيد من التنسيق في الملفات الشائكة بالنسبة إلى سورية واليمن وليبيا والموضوعات المشتركة بين البلدين. وتابع أن «روسيا دولة عظمى لها من الإمكانات والموقع في مجلس الأمن وفي الإطار الدولي ما يجعلها طرفاً فاعلاً، وتنسيقها مع دولة إقليمية بحجم ومركزية مصر هو أمر حيوي وضروري».
وكان الملف الاقتصادي هيمن على نشاط السيسي قبل مغادرته موسكو، حيث التقى أمس في مقر إقامته رئيس شركة «روسنفت» إيغور سيتشين، الذي اعتبر أن مصر «شريك استراتيجي يتيح فرصاً واعدة للاستثمار في مجال الطاقة»، مشيراً إلى رغبة الشركة في المساهمة بتطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مضيفاً أن الشركة تدرس بالفعل عدداً من المشروعات لزيادة نشاطها وحجم أعمالها في مصر.
وكان الرئيس المصري استقبل في مقر إقامته في موسكو نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دوفوركوفيتش، الذي أكد «رغبة بلاده في تعزيز تعاونها مع مصر في مختلف المجالات، وفي مقدمها الصعيد الاقتصادي، مبدياً اهتمام روسيا بالعمل والاستثمار في مشروع التنمية في منطقة قناة السويس، وإنشاء المركز اللوجيستي لتخزين الحبوب وتداولها وتجارتها في دمياط، فضلاً عن قطاع الطاقة ذات الأهمية الحيوية بالنسبة إلى مصر»، فيما أكد السيسي «أهمية تفعيل التعاون بين البلدين في مجال التصنيع، من خلال إقامة مشروعات جديدة في مناطق محددة تهدف إلى تلبية متطلبات السوق المحلية والتصدير إلى أسواق العديد من الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا».
وأوضح بيان رئاسي أنه تم الاتفاق على زيارة وفد روسي مصر من أجل التباحث بشأن أفضل البدائل المطروحة لإقامة تلك المنطقة بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين ويتيح المزيد من فرص العمل وتشغيل الشباب.
كما التقى السيسي، رئيس شركة «روزاتوم» العاملة في مجال بناء المحطات النووية سيرجيه كيريينكو، الذي أكد استعداد بلاده للمساهمة في تلبية احتياجات مصر من الطاقة، خصوصاً في المجالات التي تتميز فيها روسيا، ومن بينها إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية.
وأوضح بيان رئاسي مصري أن اللقاء تناول العرض الذي قدمته مجموعة روزاتوم لإنشاء محطة طاقة نووية مصرية لإنتاج الكهرباء. |