أُفيد أمس بمقتل وجرح 1300 مدني في غارات القوات النظامية السورية على الغوطة الشرقية خلال الأيام العشرة الماضية، بالتزامن مع استمرار المعارك في أطراف دمشق، في وقت تصاعدت المواجهات في سهل الغاب بريف حماة وسط البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس انه وثّق مقتل «247 مواطناً و 50 طفلاً جراء مجازر متتالية نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها عدة مدن وبلدات بالغوطة الشرقية في محافظة ريف دمشق، إضافة الى جرح ألف شخص». واضاف انه يحمّل «المجتمع الدولي وبالأخص مجلس الأمن الدولي، المسؤولية الأخلاقية، عن استمرار نظام بشار الأسد، بارتكاب مجازره في حق أبناء الشعب السوري، وبخاصة في غوطة دمشق الشرقية بريف دمشق، لأن المجرمين لن يتوقفوا عن ارتكاب جرائمهم، طالما أنهم يعلمون أن لا عقاب أو محاكمات في انتظارهم، لذا ندعو مجلس الأمن الدولي لإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، لمحاكمة قتلة الشعب السوري ومحرضيهم وآمريهم».
وأشار «المرصد» الى ان الطيران الحربي شنّ أمس غارات على مناطق في مدينتي عربين وحرستا، بالتزامن مع «اشتباكات عنيفة بين الفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) و»حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني وجيش التحرير الفلسطيني من جهة، والفصائل الاسلامية ومسلحين محليين من جهة أخرى، في مدينة الزبداني، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وقصفت قوات النظام بقذائف الهاون مناطق في بلدة مضايا قرب الزبداني.
وكان «المرصد» قال ان الطيران المروحي ألقى عشرة «براميل متفجرة» على مناطق في مدينة الزبداني، في وقت ارتفع الى 14 عدد الغارات التي نفذها الطيران الحربي على مناطق في مدينتي عربين وحرستا بالغوطة الشرقية.
ودارت أمس «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام و»حزب الله» اللبناني وقوات الدفاع الوطني من جهة، والفصائل الاسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى، في حي جوبر شرق دمشق، كما سقطت عدة قذائف على مناطق في حي القابون»، بحسب «المرصد» الذي تحدث ايضاً عن معارك عنيفة «بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الاسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة اخرى، في محيط ادارة المركبات قرب مدينة حرستا، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».
في غضون ذلك، قال “جيش الإسلام” في بيان انه «رداً على ادعاء وسائل إعلام النظام بأن الحملة الجوية التي يشنها النظام على الغوطة الشرقية التي تسببت بمقتل مئات المدنيين فيها خلال الأيام القليلة الماضية، كانت بسبب قصف جيش الإسلام بالمدفعية والصواريخ لأحياء العاصمة، نؤكد ان الصواريخ والقذائف تخرج من مناطق سيطرة النظام على جبل قاسيون والصبورة غرب مدينة دمشق».
في الشمال، قصف الطيران الحربي مناطق في قرية شوارغة بريف حلب الشمالي في وقت دارت «اشتباكات بين فصائل غرفة عمليات فتح حلب من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر، في محيط حي الخالدية وعلى محاور دوار شيحان و ثكنة المهلب شمال حلب، ترافق مع قصف من قبل الكتائب المقاتلة على تمركزات قوات النظام وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها»، بحسب «المرصد».
في الوسط، تعرض قائد عسكري في حركة اسلامية لمحاولة اغتيال من قبل مسلحين مجهولين، حيث ألقوا قنبلة يدوية على منزله في ريف حمص الشمالي، بحسب «المرصد» الذي اشار الى «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة اخرى، في محيط حقلي جزل وشاعر بريف حمص الشرقي، وانباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». كما دارت «اشتباكات عنيفة بين الطرفين بين مدينة القريتين ومنطقتي صدد ومهين بريف حمص الجنوبي الشرقي، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 4 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ومعلومات عن قتلى من عناصر التنظيم». وتعرضت مناطق في مدينتي تدمر والقريتين اللتين يسيطر عليهما تنظيم «داعش»، لقصف من قبل قوات النظام.
وفيما نفذ الطيران الحربي غارات على مناطق في محيط مطار ابو الضهور العسكري المحاصر من الفصائل الاسلامية منذ اكثر من عامين، قال «المرصد» ان «الاشتباكات العنيفة تصاعدت أمس بين قوات النظام مدعمة بـ «حزب الله» اللبناني والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية وجنود الشام الشيشان والحزب الإسلامي التركستاني من طرف آخر، في محيط بلدة القرقور عند أطراف محافظة إدلب قرب الحدود الإدارية مع حماة، بعد قصف من قوات النظام تمهيداً للهجوم الذي نفذته قوات النظام والمسلحون الموالون لاستعادة السيطرة على بلدة القرقور». واستعادت الفصائل الاسلامية على المناطق التي تقدمت اليها قوات النظام، إضافة إلى معلومات مؤكدة عن المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين.
اتهام النظام بقصف مقاتلين دربتهم أميركا وينشطون في حلب
اتهم فصيل سوري تدرب مقاتلوه على أيدي الجيش الأميركي لمحاربة «داعش» بتعرض احد مقراته لغارة من الطيران السوري، الأمر الذي يعتبر في حال تأكدت صحته أول اختبار لقرار الرئيس باراك اوباما توفير حماية جوية للمقاتلين السوريين الذين دربتهم الولايات المتحدة، ضد أي هجوم يتعرضون اليه.
وقالت «الفرقة 30» التي دربها الأميركيون، في بيان ان الطيران السوري شن غارة على أحد مقراتها في ريف حلب صباح امس ما اسفر عن جرح احد مقاتليها، مشيرة الى وجود «تعاون» بين القوات النظامية و «داعش» الذي يشن هجمات على مقاتلي المعارضة لـ «تخفيف الضغط» عن النظام في شمال البلاد.
وكانت مصادر اميركية أفادت بأن أوباما وافق على اقتراح توفير حماية جوية لـ «الفرقة 30» ومقاتلين يدربهم خبراء وزارة الدفاع (بنتاغون) ضمن برنامج أقره الكونغرس لتدريب خمسة آلاف مقاتل سنوياً لثلاث سنوات، ضد اي هجوم يتعرضون له سواء من «داعش» او النظام. وشنت مقاتلات التحالف الدولي - العربي غارات على «جبهة النصرة» في ريف حلب لأن عناصرها خطفوا مقاتلين من «الفرقة 30» بعد ايام من دخولهم عبر الحدود التركية - السورية في تموز (يوليو) الماضي.
وقال: «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «اشتباكات عنيفة» دارت امس محيط قرى حندرات وباشكوي وسيفات ودوير الزيتون في ريف حلب الشمالي «بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين إثر هجوم لمقاتلي الفصائل على المنطقة». كما استمرت المعارك العنيفة بين القوات النظامية وميليشيات موالية ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة القرقور عند أطراف محافظة إدلب قرب الحدود الإدارية مع حماة وسط البلاد بعد محاولة قوات النظام للمرة الثانية اقتحام البلدة.
سياسياً، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في خطاب ألقاه خلال اجتماع السفراء الفرنسيين في باريس: «يجب ان نحد من نفوذ الارهابيين من دون ان يعني ذلك بقاء الأسد. في الوقت نفسه يجب ان نسعى الى انتقال سياسي».
ونقلت «وكالة الانباء السورية الرسمية» (سانا) عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية قوله ان تصريحات هولاند «تمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية».
وفي تونس قال وزير الخارجية التونسي الطيب البكوش لصحيفة تونسية أمس إن سلطات بلاده «تجري اتصالات مع تونسيين في سورية (السجون) تمهيداً لعودتهم».
وتشير الإحصاءات الرسمية الى ان ثلاثة آلاف تونسي يقاتلون حالياً مع فصائل متطرفة في سورية. كما منعت السلطات التونسية اكثر من 15 الف شاب كانوا ينوون السفر الى سورية والعراق وليبيا.
وأوضح البكوش أن القنصل العام التونسي سينتقل إلى سورية قبل نهاية هذا الشهر. |