السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: آب ٢٣, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
لبنان
الاحتجاج على النفايات يتحوّل مواجهات في بيروت
«حزب الله» شيّع 4 من قتلاه في سورية
حسم رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الأمر ودعا مجلس الوزراء إلى الانعقاد الخميس المقبل لبحث جدول أعمال (من 39 بنداً) معلق نتيجة الخلافات منذ ما يقارب 3 أشهر، أضيفت إليه 4 بنود ملحة، على وقع توسع التحرك الشبابي ضد الحكومة المسمى «طلعت ريحتكم» احتجاجاً على استمرار أزمة النفايات بلا حلول، والذي انضمت إليه منظمة «الشباب التقدمي» التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي بزعامة النائب وليد جنبلاط عصر أمس في وسط بيروت.

وتحوّل الاحتجاج على أزمة النفايات مواجهات في قلب بيروت استمرت ساعات ليل أمس وأسفرت عن إصابات في صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية التي اطلقت النار في الهواء لتفريقهم.

وفيما يسبق الجلسة الحكومية اتصالات من أجل ضمان عدم تعطيلها أو إخضاعها للخلاف مع «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون، بسبب إصراره على عدم قانونية تأخير وزير الدفاع (نائب رئيس الحكومة) سمير مقبل، تسريح عدد من القادة العسكريين، ولاسيما قائد الجيش العماد جان قهوجي، وحول اتخاذ القرارات بالإجماع أو الأكثرية، فإن دعوة سلام إلى جلسة الخميس تهدف إلى إقرار البنود الضرورية التي أضافها إلى جدول الأعمال، وتتعلق بتعيين لبنان من يمثله في دعوى التحكيم الدولي مع شركة طيران بريطانية تبلغ قيمة أحكامها ملايين الدولارات، إضافة إلى تأمين اعتمادات لرواتب موظفي القطاع العام، والبتّ في تلزيم جمع ومعالجة النفايات المنزلية وإيجاد مكبات ومطامر لها، وقبول هبات وقروض تنتظر موافقة السلطات اللبنانية.

وتخيم أزمة النفايات على المسرحين السياسي والشعبي، مهددة بعودة معضلة تراكمها في العاصمة وضواحيها بعدما أُتخمت المكبات الموقتة التي جرى اعتمادها قبل أكثر من شهر. ويُنتظر فض عروض ملف النفايات لاختيار الشركة التي سيلزَّم إليها هذا القطاع في المناطق اللبنانية بعد غد الثلثاء. وبرر الرئيس سلام دعوته مجلس الوزراء للانعقاد، وفق قول زواره لـ «الحياة»، بأن «التعثر والتأخير والتعطيل الذي سيطر على عمل الحكومة وأعاق الإنتاجية، يؤدي إلى انهيار البلد... وليس واجبي أن أشارك في الشلل والعجز وانهيار الدولة، ومن هذا المنطلق كانت الدعوة». وأبلغ سلام زواره في ما يخص طريقة اتخاذ القرارات خلال الجلسة المقبلة، أن «التوافق هو خياري الأبرز والأقوى لكن من دون التعطيل... وإذا كان هناك اعتراض أو عدم موافقة على بند ما يستندان إلى رأي مقنع يستأهل إعادة النظر في هذا البند، فهذا شيء، أما إذا كانت عدم الموافقة على البند لمجرد الرفض، فهذا شيء آخر»، مشيراً بذلك إلى إمكان اتخاذ القرارات في شأن البنود الملحة المطروحة بالأكثرية. وأوضح سلام أمام زواره أن الموضوع «ليس موضوع أقلية أو أكثرية، بل البت في حاجات البلاد والعباد، فكيف نحرم لبنان من الهبات لمشاريع إنمائية مثلا؟». واعتبر أن العجز عن إنقاذ البلد أخطر من الاستقالة التي كان لوح بها قبل أكثر من شهر واعتبرها كثر خطيرة لأنها تزيد الفراغ. وكان وزراء «التيار الحر» رفضوا اعتماد التصويت الذي يمكن أن يلجأ إليه سلام، ملوحين بخطوات اعتراضية.

ونظمت حملة «طلعت ريحتكم» اعتصاماً السادسة عصراً في وسط بيروت التجاري احتجاجاً على أزمة النفايات، بمشاركة بعض شباب الحزب التقدمي بعد ترك منظمة الشباب فيه الحريةَ لمن يريد الانضمام إلى الحملة. وبدا الجمع مختلفاً عن التحرك السابق، إذ كان حاشداً وشارك فيه نقابيون ويساريون وناشطون من المجتمع المدني وحتى مشاركون في مناقصة معالجة النفايات. ورفعوا الأعلام اللبنانية وهتفوا «الشعب يريد إسقاط النظام». وتحولت التظاهرة بفعل الإجراءات الأمنية المشددة للجيش وحرس المجلس النيابي إلى عملية كر وفر بين ساحة رياض الصلح وشارع المصارف وقبالة دار «الأوبرا». وردد الجموع من شباب وفتيات ومثقفين وسياح من أصول لبنانية، هتافات مجهزة مسبقاً ومنها «فليسقط حكم الأزعر»، «14 و8 (آذار) عملوا البلد دكّانة»، «دقّت دّقت ساعتكم»، «برا برا برا مشنوق اطلع برا»، ورفعوا لافتات خرج بعضها عن أصول اللياقة، منها: «ساحة العامية مشانق للحرامية»، «شكلو رأسكم لا بيفرز ولا بينفرز ولا بيزيح عن درب الفرّيزة» و «افرزونا بريحة طيبة». ولاحقاً تحوَّلت التظاهرة السلمية فوضى، وتدافع مع قوات مكافحة الشغب بعدما حاول بعضهم إزالة الأسلاك الشائكة ورشق العناصر الأمنية بقناني المياه. واستخدمت القوى الأمنية خراطيم المياه لتفريقهم، ولاحقاً استخدمت قنابل مسيلة للدموع تجاوز عددها العشر.

اشتباكات عين الحلوة

واهتز الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين أمس، بعدما تعرض مكتب قائد الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم أبو أشرف العرموشي لإطلاق نار من مجهولين. وتطور الأمر إلى اشتباك بين «فتح» و «جند الشام» أدى الى مقتل شخصين هما مصطفى صالح وربيع مشعور، وهما من «فتح»، وإصابة 15 بجروح، معظمهم من «فتح»، وبين الجرحى قائد «كتيبة شهداء شاتيلا» العقيد أحمد النصر. وتوسعت الاشتباكات في عين الحلوة، من جنوبه إلى شماله وإلى غربه. وشهد المخيم حركة نزوح أهلية إلى خارجه، ونشطت الاتصالات على صعيد اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا لوقف إطلاق النار. وتدخلت سفارة فلسطين لكن لم يتجاوب معها أحد.

جلسة حكوميّة تناقش 39 بنداً

انتقد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان عير تغريدة على «تويتر» دعوة «الشباب الى التغيير والتحرر وممارسة الديموقراطية، (فيما) لا نتيح لهم المجال لانتخاب ممثليهم في الرئاسة والنيابة والأحزاب والنقابات».

وأعلن وزير الاتصالات بطرس حرب من تــنورين في ضوء توجيه رئيس الحكومة الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء انه «سبق ان أعلنت عن اعتكافي عن حضور جلسات مجلس الوزراء، أما ووجهت الدعوة ويوجد جدول أعمال للبــت، سـأكون أول الحاضرين».

ونبه وزير الصحة وائل أبو فاعور من «أننا تجاوزنا الخطوط الحمر وحدود السياسة إلى حدود العبث بما تبقى من الوطن، والأمر تمادى وبات يحتاج إلى قرارات شجاعة».

وشدد على أن «اللقاء الديموقراطي» النيابي ورئيسه وليد جنبلاط لن يقبل بأن يكون شاهداً على انحلال الدولة من دون أن تكون لنا مبادرات»، متمنياً لو أن «مختلف الأفرقاء السياسيين يمتلكون شجاعة النائب جنبلاط، الذي أعلن قصور أهل السياسة عن القيام بواجباتهم».

واكد وزير العمل سجعان قزي على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية». ورأى من القبيات «ان المرحلة التي نشأت فيها 8 و 14 آذار مضت، ولكن هذا لا يعني أن ليس هناك أحزاب وتيارات. المعطيات اللبنانية تغيرت والمعطيات العربية والإقليمية، والمطلوب أن نبتدع ليس اصطفافاً، بل تلاقياً جديداً». ونبه إلى أن «أي مس بالدستور أو بالنظام بغياب رئيس الجمهورية يعني عدم وجود أي ضابط لأي تعديل دستوري ولأي تعديل في الصيغة وفي النظام، لأن وحده رئيس الجمهورية رمز وحدة لبنان وناظم الحياة الديموقراطية والدستورية».

واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت «أن شلل لبنان ومؤسساته لا يعني «حزب الله»، لأن له تطلعات وأولويات استراتيجية في المنطقة تتجاوز لبنان». وقال لإذاعة «الشرق»: «لا مشكلة لديه في تعطيل رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء، ويمكن أن يكملوا على هذا المنوال الى حد قدرة الطائفة الشيعية الكريمة على التحمل»، مذكراً بأن «حزب الله أبلغنا أن لا رئاسة قبل الحوار السعودي- الإيراني، ولكن السعودي قال إنه غير معني بهذا الكلام، فهذا الموضوع لبناني يجب حله داخلياً».

وأوضح «أن هناك أطرافاً سياسية في لبنان لها مصلحة في إعادة تفعيل عمل المؤسسات، كالجهد الذي يقوم به رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة تمام سلام، والرئيس سعد الحريري، والنائب وليد جنبلاط والرئيس فؤاد السنيورة».

ورأى عضو الكتلة نفسها هادي حبيش لإذاعة «لبنان الحر»، أن «التيار الوطني الحر اختلق أزمة سياسية من لا شيء، بحجة حقوق المسيحيين لغايات ومطالب شخصية». وشدد على «ضرورة فتح دورة استثنائية في مجلس النواب والتوافق على تشريع الضرورة من منطلق الحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية. أما حصر فتح الدورة بطرح قوانين معينة، فأمر غير مقبول، إذ إن هناك أموراً ملحة تهم الناس ولا تحتمل التأجيل».

ودعا نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت من طرابلس، الى «العودة للممارسة الدستورية في أعمال مجلس الوزراء، من خلال مبادرة رئيس الحكومة الى الخروج على المواطنين ليقول لهم إنه سيدعو الى جلسة، محدِّداً لها جدول أعمال من القضايا الضرورية للمواطن، مثل أزمة النفايات، مشكلة الرواتب، أزمة الكهرباء وغيرها من الأزمات، لأن المؤسسات وجدت من أجل المواطن وليس من أجل مصالح القوى السياسية».

في المقابل، قال وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب: «نعول على الرئيس بري أن يطلق المبادرات الحوارية الجامعة، لا سيما أن هناك أعداء للبنان، فعلى حدودنا داعش والنصرة»، مشدداً على «ضرورة الحوار في هذه المرحلة».

وشدد وزير الخارجية جبران باسيل خلال زيارته عكار، على «أهمية الشراكة لمواجهة الخطر الإرهابي التكفيري».

وعن تحرك «التيار الوطني الحر»، أكد أنه «مستمر لمواجهة التفرد وتحقيق مطالب ليس المسيحيين فقط وإنما اللبنانيين جميعاً».

وحذر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله، من خطورة الأوضاع التي وصلت إليها البلاد نتيجة استفحال أزمات الكهرباء والمياه ورواتب موظفي القطاع العام والنفايات»، معتبراً أن كل ذلك «مرتبط بتعطيل منطق الشراكة ومحاولة التفرد».

وجدد «دعوة «تيار المستقبل» الى «فتح أبواب الحوار مع التيار الوطني الحر، لكونه الفريق الأساسي المعني بتحقيق الشراكة»، معتبراً أن «مفتاح الحل لتحقيق الشراكة ومعالجة الكثير من المشكلات، أن يجلس تيار المستقبل إلى طاولة الحوار للتفاهم على القضايا الأساسية العالقة مع التيار الوطني الحر».

«حزب الله» شيّع 4 من قتلاه في سورية

واصل «حزب الله» تشييع قتلاه الذين يسقطون خلال قتالهم في الداخل السوري إلى جانب الجيش النظامي، وجلهم أمس، من منطقة البقاع الشمالي. ويكتفي الحزب في نعيهم بالقول إنهم «قضوا أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي». وأورد موقع «العهد» الإخباري التابع للحزب أمس، أن الحزب شيع محمد عارف طالب في الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية بمشاركة قياديين.

وفي بلدة ميسلون البقاعية شيع الحزب علي خضر الوز الملقب بـ «ساجد» بموكب حاشد وسط هتافات «لبيك يا حسين... لبيك يا زينب»، بمشاركة أعضاء من قيادة «حزب الله» في البقاع والنائب نوار الساحلي.

كما شيّع سليمان حسين جعفر في مسقطه بلدة القصر في قضاء الهرمل. وتقدم المشيعين وزير الصناعة حسين الحاج حسن ورئيس الهيئة الشرعية في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك. وردد المشيعون «هتافات وشعارات وسط نثر الورد والرز وألقى الشيخ يزبك كلمة أشاد فيها بمبادرة عدد من «قدموا ما لديهم من ذخيرة للمقاومة خلال التشييع»، بدل إطلاقها في الهواء كما جرت العادة.

وفي اللبوة، شيع الحزب ميثم محمد العايق. وتقدم المشيعين رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد، مسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي، وعضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي المقداد. وردد المشيعون الهتافات والشعارات.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
ماكرون يتوقع الأسوأ... والحريري يدرس الاعتذار
الفاتيكان يدعو البطاركة إلى «لقاء تاريخي» لحماية لبنان
البنك الدولي: لبنان يشهد إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ منتصف القرن 19
عون: الحريري عاجز عن تأليف حكومة
اشتباكات متنقلة في لبنان على خلفيّة رفع صور وشعارات مؤيدة للأسد
مقالات ذات صلة
حروب فلسطين في... لبنان - حازم صاغية
نوّاف سلام في «لبنان بين الأمس والغد»: عن سُبل الإصلاح وبعض قضاياه
حين يردّ الممانعون على البطريركيّة المارونيّة...- حازم صاغية
عن الحياد وتاريخه وأفقه لبنانياً
جمهوريّة مزارع شبعا! - حازم صاغية
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة