السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
بيانات
التاريخ:
آب ١٩, ٢٠١٥
المصدر :
جريدة الحياة
العرب يتفقون على خطر «داعش» .. ويختلفون على ضربه في ليبيا!
دعت الجامعة العربية أمس إلى دعم ليبيا عسكرياً في مواجهة تنظيم «داعش»، لكنها لم تلبِّ طلبي الحكومة المعترف بها دولياً تسليح الجيش وشن غارات جوية عربية على التنظيم، بسبب اعتراض دول على الطلبين. وخلا بيان الاجتماع الطارئ الذي عقده المندوبون في مقر الجامعة بالقاهرة أمس تبني طلب ليبيا شن غارات على «داعش» في سرت، على رغم توسلات وزير الخارجية الليبي محمد الدايري الذي أكد أن «الكيل قد طفح من وحشية الجماعات الإرهابية».(للمزيد). وكان مجلس الجامعة عقد اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين في القاهرة أمس، بناء على طلب الحكومة الليبية للبحث في مساعدتها في مواجهة «داعش». وعلى رغم أن البيان الصادر عن الاجتماع لم يقطع تعهدات في مسألتي التسليح والغارات، إلا أن وزير الخارجية الليبي محمد الدايري اعتبر أن مجلس الجامعة «استجاب طلب دعم ليبيا ضد تمدد تنظيم داعش... وارتقت الدول الأعضاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها». وتجنب مجلس الجامعة قطع تعهدات محددة لتجاوز أزمة اعتراض دول على طلبي تسليح الجيش وشن الغارات. واكتفى في ختام الاجتماع بالقول إن «الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً للتعجيل بوضع استراتيجية عربية تتضمن مساعدة ليبيا عسكرياً في مواجهة إرهاب داعش وتمدده على أراضيها». ودعا المجتمع الدولي إلى «دعم الحكومة الليبية في مواجهة الانتهاكات والمجازر التي يرتكبها التنظيم». وعلى رغم خروج القرار بإجماع الآراء، إلا أن الجزائر عقبت بـ«تفسير» لا يرفض المساعدة العسكرية، لكن يشترط أن تأتي «ضمن السياق السياسي والحل التوافقي المنشود من قبل المجتمع الدولي». وأكد رئيس الاجتماع المندوب الأردني لدى الجامعة بشر الخصاونة أن التفسير الجزائري المضاف إلى القرار «لا يمثل تحفظاً على القرار، بل مجرد تفسير وتوضيح لوجهة النظر الجزائرية في شأن التدخل العسكري في ليبيا». وقال إن الجامعة اتفقت على عقد اجتماع في 27 الشهر الجاري «لوضع الخطوات التنفيذية لما يتعلق بالقوة العربية المشتركة، وفقاً لقرار المجلس». وكان الدايري طالب بتفعيل القوة العربية المشتركة التي أقرتها القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ وبتدخل العرب عسكرياً في ليبيا وتوجيه ضربات جوية محددة إلى «داعش» في أراضي بلاده. وقال إن «القدرات الجوية للجيش الليبي مختصرة في طائرتين فقط، واحدة في درنة والثانية في بنغازي، ولهذا ظهر القصور عندما قام داعش بعمليات قتل جماعي في سرت». وأوضح أن «هدف الاجتماع هو مطالبة الدول العربية بتفعيل اتفاق الدفاع العربي المشترك، وفقاً للبند القاضي بطلب أي دولة عربية التدخل من شقيقاتها العرب عسكرياً لمواجهة الأخطار على أراضيها». وشدد على أن «الأمن القومي الليبي هو أمن قومي عربي وأفريقي... خطر داعش في ليبيا يهدد مصر وتونس والجزائر ودول الجوار كافة، كما تعلم أوروبا جيداً الخطر الداهم لهذا الإرهاب وتتحدث مع ليبيا في شأنه». وأيد الأمين العام للجامعة نبيل العربي طلب تفعيل القوة العربية المشتركة. وأشار إلى أن التفاصيل ستعرض على اجتماع وزراء الخارجية والدفاع العرب قبل نهاية الشهر. وطالب بـ«توفير الدعم الكامل، بما فيه الدعم السياسي والمادي، للحكومة الشرعية الليبية، وتوفير المساعدات اللازمة لها لصون وحماية سيادة ليبيا، بما في ذلك دعم الجيش الوطني حتى يستطيع مواصلة مهمته الرامية إلى القضاء على الإرهاب وبسط الأمن». وكانت الجامعة العربية أوصت أمس بوضع استراتيجية لمساعدة ليبيا عسكرياً لمواجهة «إرهاب داعش»، لكنها لم تستجب لطلب الحكومة الليبية المعترف بها دولياً شن هجمات جوية على مدينة سرت، شمال ليبيا التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف. وأكدت الجامعة العربية في بيان بعد اجتماع غير عادي للمندوبين الدائمين في القاهرة أن «الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً في هذه الظروف العصيبة، إلى التعجيل بوضع استراتيجية عربية تضمن مساعدة ليبيا عسكرياً في مواجهة إرهاب داعش وتمدده على أراضيها». كما حضّت الجامعة في بيانها «الدول العربية مجتمعة أو فرادى على تقديم الدعم الكامل للحكومة الليبية». لكن القرار خلا من تبني توجيه ضربات جوية ضد التنظيم في سرت. ودعت الحكومة الليبية المعترف بها دولياً السبت الماضي، الدول العربية إلى توجيه ضربات محددة ضد داعش في سرت التي شهدت مواجهات عنيفة بين مسلحين محليين والتنظيم المتطرف. وبرر وزير الخارجية الليبي محمد الدايري هذا الطلب بقوله في اجتماع الجامعة العربية أمس، إن «القدرات الجوية للجيش الليبي محدودة ومختصرة في طائرتين واحدة مخصصة لبنغازي وأخرى لدرنة. لا توجد قوات جوية ليبية لتوجه ضربات جوية ضد داعش في سرت». وأضاف: «هل يمكن أن ننتظر شهرين أو 3 أو 4 حتى يتم التوصل لحكومة وفاق وطني وفي هذه الأثناء تستمر المذابح والمجازر التي يرتكبها داعش»، لافتاً إلى أن «الأمن القومي الليبي هو أمن قومي عربي». وأوضح الدايري أن «ليبيا تعاني. والكيل قد طفح جراء وحشية الجماعات الإرهابية». وكان التنظيم المتطرف صلب 12 شخصاً في سرت وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، ما دفع دار الإفتاء إلى الدعوة لحمل السلاح ومقاتلة المتطرفين. من جهة أخرى، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن «المجموعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش تهدد بكل وضوح أمن واستقرار ليبيا ووحدتها وسلامتها واستقرار الأمن الإقليمي العربي والأمن الدولي أيضاً». وأضاف العربي أن الدعم الذي تلقته الحكومة الليبية المعترف بها دولياً من الدول العربية «لا يزال غير كافٍ ولم يصل بعد إلى المستوى المطلوب»، مشدداً على أنه بات الآن «ملحاً ولا يحتمل التأخير». إلى ذلك، ذكرت مصادر إعلامية وجود خطة إيطالية لدعم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، المتوقع تشكيلها قريباً، تشمل إرسال قوات حفظ سلام دولية، وتدريب الجيش الليبي ومساعدات مالية. وأوردت صحيفة «كوريري ديلا سيرا» في عددها الصادر أمس، أن الخطة التي تعمل عليها روما منذ أشهر لا تشمل تدخلاً عسكرياً مباشراً في ليبيا بل قوات حفظ سلام تحت راية الأمم المتحدة مكلفة بأمن نقاط استراتيجية. وعاد رئيس الوزراء الليبي المعترف به دولياً عبدالله الثني عن نيته الاستقالة، وفق ما أعلن المتحدث باسم حكومته حاتم العريبي. وكان الثني تعرض للإحراج خلال مقابلة تلفزيونية بعد إلقاء اللوم على حكومته لانعدام الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والوضع الأمني المقلق في المناطق التي تسيطر عليها. وقال خلال المقابلة: «إذا كان خروجنا هو الحل فأعلنها على الهواء، أنا أتقدم باستقالتي».
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك
اطبع الكود:
لا تستطيع ان تقرأه؟
جرب واحدا آخر
أخبار ذات صلة
سيف الإسلام القذافي يخطط للترشح لرئاسة ليبيا
اشتباكات غرب طرابلس... وحكومة «الوحدة» تلتزم الصمت
رئيس مفوضية الانتخابات الليبية: الخلافات قد تؤخر الاقتراع
خلافات برلمانية تسبق جلسة «النواب» الليبي لتمرير الميزانية
جدل ليبي حول صلاحيات الرئيس القادم وطريقة انتخابه
مقالات ذات صلة
دبيبة يواصل مشاورات تشكيل الحكومة الليبية الجديدة
كيف تتحول الإشاعات السياسية إلى «أسلحة موازية» في حرب ليبيا؟
لقاء مع غسان سلامة - سمير عطا الله
المسارات الجديدة للإرهاب في ليبيا - منير أديب
ليبيا من حالة الأزمة إلى حالة الحرب - محمد بدر الدين زايد
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة