واصل الطيران السوري لليوم الثاني سياسة «الأرض المحروقة» بقصف مدينة دوما شرق دمشق مع اقتراب الذكرى الثانية لـ «مجزرة الكيماوي» التي قتل فيها مئات المدنيين، في وقت أفيد بمقتل 15 بسقوط قذائف على مناطق النظام في حلب وثلاثة صواريخ اللاذقية الساحلية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطيران الحربي شن عشرين غارة على مناطق في غوطة دمشق الشرقية «حيث استهدف بخمس غارات مناطق في مدينة دوما وبخمس غارات أخرى مناطق في مدينة عربين، فيما نفذ الغارات التسع الأخرى على أماكن في مدينة حرستا». كما قصف الطيران دوما مواصلاً الهجوم على منطقة تسيطر عليها المعارضة بعد يوم من مقتل مئة مدني بغارات على سوق شعبية في المدينة.
وشكلت الغارات على دوما التي تبعد نحو 15 كيلومتراً شمال شرقي دمشق واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ الهجوم بالسلاح الكيماوي على المنطقة ذاتها في 21 آب (أغسطس) 2013 وأوقع 1400 قتيل من المدنيين.
وفيما قال ستيفان أوبراين وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في مؤتمر صحافي في دمشق: «أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين. وهالتني تحديداً التقارير عن الضربات الجوية التي تسببت في مقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات في قلب دوما وهي جزء محاصر من دمشق»، أعلن دي ميستورا في بيان من جنيف أن «قصف الحكومة لدوما كان مدمراً»، مضيفاً: «من غير المقبول أن تقتل حكومة مواطنيها بغض النظر عن الظروف».
وأشار دي ميستورا إلى أن هجوم الأحد أعقب قصف دمشق الأسبوع الماضي من جماعات المعارضة المسلحة، فضلاً عن قطع المعارضة إمدادات المياه عن دمشق، وهذه تدابير تؤثر في المدنيين وهي غير مقبولة. وأكد دي ميستورا: «يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون قيد أو شرط ويجب أن يتوقف القتل، حل هذا الصراع لن يكون بطريقة عسكرية، كما تم إثبات ذلك في السنوات الأخيرة».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» إن قصف دوما «يأتي في إطار سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام الذي يريد أن يظهر أنه قادر على قتل العدد الذي يريده من المدنيين من أن دون أن يبدي أي اهتمام بالمجتمع الدولي». واعتبر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان من إسطنبول أن الهجوم الذي قتل فيه أطفال كان يهدف لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين. وأضاف في بيان: «موقف مجلس الأمن والمجتمع الدولي الباهت عاملاً مساعداً في تصعيد المذابح ضد المدنيين السوريين».
وأفاد «المرصد السوري» بمقتل خمسة أشخاص وجرح 20 جراء سقوط صواريخ على مناطق قرب محطة الباصات وطريق الحرش وأماكن أخرى في مدينة اللاذقية. وأضاف أن عشرة بينهم طفلان قتلوا بسقوط قذائف على مناطق في حي الحمدانية الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب.
الطيران يواصل لليوم الثاني قصف دوما... وقذائف على اللاذقية
واصل الطيران السوري لليوم الثاني قصف الغوطة الشرقية لدمشق بالتزامن مع وجود مسؤول دولي في العاصمة السورية في وقت أعلنت المعارضة المسلحة حظر التجول في مدينة دوما تجنباً لسقوط قتلى بعدما قتل مئة مدني بغارات يوم الأحد. وقتل خمسة أشخاص بسقوط قذائف على مدينة اللاذقية معقل النظام غرب البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن الطيران الحربي شن عشرين غارة مناطق في غوطة دمشق الشرقية «حيث استهدف بخمس غارات منها مناطق في مدينة دوما، وبخمس غارات أخريات مناطق في مدينة عربين، فيما نفذ الغارات التسع الأخرى على أماكن في مدينة حرستا، ما أدى إلى استشهاد رجل وسقوط جرحى في مدينة عربين، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في وادي عين ترما بالغوطة الشرقية، في حين تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط إدارة المركبات قرب مدينة حرستا، ما أدى إلى استشهاد مقاتل من الفصائل الإسلامية».
وقالت قيادة الشرطة في الغوطة الشرقية التابعة للمعارضة انه «نظراً للظروف التي نمر بها من عمليات عسكرية وقيام الاحتلال الإيراني - الأسدي بالاعتداء على المدنيين، من خلال استهداف الأسواق الشعبية والمدارس والأماكن العامة، وحرصاً منا في الحفاظ على أرواح المدنيين، نعلن حظر تجول في مدن الغوطة الشرقية، حتى إشعار آخر». وقصف الطيران المروحي بثمانية براميل متفجرة مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية، في وقت دعمت أجهزة الأمن أحياء في ركن الدين وسط دمشق.
من جهته، أعرب مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين من دمشق عن «ذهوله» غداة غارات جوية شنتها قوات النظام السوري على مدينة دوما وتسببت بمقتل حوالى مئة شخص، معظمهم من المدنيين، في اعتداء يعد من بين الأكثر دموية منذ بدء النزاع عام 2011.
وتعرضت مدينة دوما الواقعة في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل مقاتلي المعارضة في محافظة دمشق، لسلسلة غارات جوية شنها الطيران الحربي التابع للنظام السوري الأحد واستهدفت سوقاً شعبية مكتظة بالسكان، وذلك قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لهجوم بالسلاح الكيماوي استهدف المنطقة ذاتها في 21 آب (أغسطس) 2013 وأوقع مئات القتلى.
وتزامنت الغارات الجوية على دوما الأحد مع وجود مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة في دمشق، في زيارة هي الأولى له منذ توليه منصبه في أيار (مايو) خلفاً لفاليري أموس.
وقال أوبراين خلال مؤتمر صحافي الاثنين في دمشق: «هالتني أخبار الضربات الجوية على وجه الخصوص» والتي «تسببت في سقوط عشرات القتلى من المدنيين ومئات الجرحى في وسط منطقة دوما المحاصرة في دمشق».
وأضاف: «أصبت بالذهول من جراء التجاهل التام لحياة المدنيين في هذا الصراع»، مشدداً على أن الاعتداء على المدنيين «غير قانوني وغير مقبول ويجب أن يتوقف».
وناشد المسؤول الأممي الذي اختتم الاثنين زيارته إلى دمشق «كل أطراف هذا النزاع الطويل حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي».
وأفاد «المرصد» الاثنين عن «ارتفاع حصيلة القتلى جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية باستهدافها لسوق في مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية إلى 96 شهيداً على الأقل بينهم أربعة أطفال فيما أصيب 250 آخرون بجروح». وأضاف أن عدد القتلى «مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».
وأورد «المرصد» في حصيلة أولية الأحد مقتل 58 شخصاً قبل ارتفاع العدد ليلاً إلى 82 شخصاً.
وقال مصور لوكالة فرانس برس في دوما إن الأهالي انصرفوا الاثنين إلى تشييع القتلى بعد أن حال القصف الجوي الذي طاول موقع المقبرة دون تشييعهم الأحد. وأضاف انه «بعد كل مجزرة يضطر الأهالي إلى دفن أربعة أشخاص فوق بعضهم البعض بسبب ارتفاع عدد القتلى».
وأوضح أن القصف الجوي الأحد كان الأسوأ الذي تتعرض له هذه المدينة منذ بدء النزاع عام 2011. وروى كيف أن سكان الحي المنكوب أصيبوا بحالة هستيريا وهم ينقلون الجرحى إلى مستشفى ميداني وكان عدد كبير منهم ملقى على الأرض لعدم وجود أسرة كافية.
كما أظهرت صور أطفال جرحى تسيل الدماء منهم وهم ينتظرون تلقي العلاج، فيما تبدو عشرات الجثث داخل أكياس بلاستيكية موضوعة على الأرض جنباً إلى جنب.
وبث ناشطون شريط فيديو على الإنترنت أظهر المواقع التي تعرضت للغارات الجوية وبدت آثار الركام بالإضافة إلى شظايا ومخلفات معدنية. كما بدت واجهات ابنية مهدمة من شدة الانفجار، وسيارات انقلبت راساً على عقب وسط الأنقاض.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الاثنين إن قصف دوما «يأتي في إطار سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النظام السوري». وأضاف: «يريد النظام أن يظهر انه قادر على قتل العدد الذي يريده من المدنيين من أن دون أن يبدي أي اهتمام بالمجتمع الدولي».
وتخضع مدينة دوما منذ نحو عامين لحصار تفرضه قوات النظام. ويعاني عشرات آلاف السكان في هذا القطاع شرق العاصمة من شح في المواد الغذائية والأدوية.
وتتعرض دوما ومحيطها باستمرار لقصف مصدره قوات النظام. ففي 16 حزيران (يونيو)، قتل 24 شخصاً جراء قصف مدفعي وصاروخي تزامن مع وجود الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في دمشق.
واتهمت منظمة العفو الدولية الأربعاء قوات النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب» ضد المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية، محذرة من أن استمرار القصف والغارات الجوية يفاقم معاناة السكان.
كما حملت المنظمة فصائل مقاتلة في الغوطة الشرقية مسؤولية ارتكاب عدد من التجاوزات، داعية مجلس الامن الى فرض عقوبات على جميع أطراف النزاع المسؤولين عن ارتكاب جرائم حرب في سورية.
قصف حلب
في الجنوب، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في السهول المحيطة ببلدة إبطع، من دون أنباء عن خسائر بشرية، كما قتل مقاتل من الكتائب الإسلامية متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في منطقة المفطرة بريف درعا منذ عدة أيام.
في الشمال، قال «المرصد» إن الفصائل الإسلامية استهدفت تمركزات لقوات النظام في حي الخالدية بمدينة حلب و «أنباء عن قتلى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها، في حين قصفت الكتائب المقاتلة بعدد من القذائف تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في حي كرم الطراب بالقرب من مطار النيرب العسكري شرق حلب».
في شمال غربي البلاد، أفاد «المرصد السوري» بارتفاع عدد الأشخاص الذين قضوا جراء سقوط عدة صواريخ على مناطق بالقرب من كراج البولمان وطريق الحرش وأماكن أخرى في مدينة اللاذقية الى خمسة، لافتاً الى ان «عدد الخسائر البشرية مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». كما جددت قوات النظام قصفها لمناطق في قرى ناحية كنسبا، ومناطق أخرى في ناحية ربيعة بريف اللاذقية الشمالي. وسقطت عدة قذائف على أماكن في منطقة البهلولية الخاضعة لسيطرة قوات النظام بريف اللاذقية الشمالي.
وقال التلفزيون الرسمي إن 20 آخرين أصيبوا في الانفجارات بعد أن أطلق المسلحون الصواريخ على المدينة من موقع آخر في محافظة اللاذقية.
ويوم الخميس الماضي تسببت هجمات صاروخية في سقوط قتيلين على الأقل في هجوم غير معتاد على المدينة معقل الرئيس بشار الأسد التي تجنبت إلى حد كبير أحداث العنف التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من أربع سنوات.
|