في واحدة من أكثر الغارات دموية لطيران النظام السوري منذ بدء الحرب قبل أربع سنوات ونصف سنة، قتل 82 شخصاً على الاقل في غارات على سوق شعبية في مدينة دوما قرب دمشق أمس، بالتزامن مع زيارة مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين لسوريا. كما انهارت الهدنة في بلدة الزبداني بريف دمشق وقريتي الفوعا وكفريا في محافظة ادلب بعد فشل المفاوضات بين الاطراف.
وأفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له، أن عدد قتلى الغارات التي استهدفت السوق الشعبية في دوما ارتفع الى "82 بينهم أطفال... كما اصيب أكثر من 250 آخرين بجروح". وأشار الى ان العدد "مرشح للارتفاع نظراً الى وجود العشرات من الجرحى في حالات خطرة. كما أسفرت الضربات الجوية عن دمار في ممتلكات مواطنين". أما لجان التنسيق المحلية فقالت إن عدد القتلى تجاوز المئة، بينما فاق عدد الجرحى الـ300.
وبدا ان الغارات الجوية كانت انتقاماً لخسارة الجيش النظامي موقع "الاكاديمية الفنية" في ضاحية حرستا القريبة من دوما لمصلحة "جيش الاسلام" الذي تعتبر دوما معقله الاساسي. الزبداني وفي الزبداني، الخاضعة لسيطرة المعارضة على مقربة من الحدود بين لبنان وسوريا، دارت اشتباكات عنيفة مع قوات النظام ومقاتلي "حزب الله" اللبناني، كما قصف المسلحون المعارضون قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين الخاضعتين لسيطرة قوات النظام في محافظة ادلب وذلك بعد انهيار وقف النار بين الطرفين الذي شمل هاتين المنطقتين.
في غضون ذلك، أفرجت "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" عن سبعة مقاتلين خطفتهم قبل أكثر من اسبوعين كانوا تلقوا تدريباً اميركياً في تركيا. وينتمي هؤلاء الى مجموعة من 54 رجلاً من "الفرقة 30" تلقوا تدريباً عسكرياً في تركيا، واجتازوا منتصف تموز الحدود الى سوريا لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). وقالت الفرقة في بيان: "تم الافراج عن سبعة مقاتلين من عناصر الفرقة 30 الذين كانوا معتقلين عند الاخوة في جبهة النصرة". واضاف: "نثمن هذه الخطوة النبيلة من الاخوة في جبهة النصرة ونأمل منهم في الساعات القادمة الافراج عن قائد الفرقة ورفاقه". ولم يحدد في أي منطقة أفرج عن المقاتلين.
لافروف يلتقي ظريف على صعيد آخر، يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو اليوم. وصرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن لقاء الوزيرين هذا سيجري في سياق تنشيط الحوار السياسي بين روسيا وإيران بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. وأوضحت أن لافروف وظريف سيوليان مسائل مواصلة تنمية العلاقات الروسية- الإيرانية الثنائية اهتماماً أساسياً، في ضوء خطة العمل الشاملة المشتركة لتسوية الوضع حول البرنامج النووي الايراني والتي تم الاتفاق عليها في فيينا في 14 تموز الماضي. وتوقعت ان يتبادل الوزيران الآراء في أهم قضايا الأجندة الدولية والإقليمية، ومنها الوسائل الكفيلة بتسوية الأزمة السورية. أسلحة روسية لسوريا وقد أرسلت روسيا إلى مطار المزة العسكري في دمشق ستة طائرات من طراز "ميغ31"، في إطار اتفاق التسليح بينها وبين سوريا ورافقتها طائرة صهريج لتزويدها الوقود في الجو. وأوردت وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء أن روسيا تستمر في تسليح سوريا وقد سلمتها عدداً من الصواريخ من طراز "كورنت 5" المتطورة، الى مدفعية ميدان من عيار 130 ميلليمترا ضمن خطة التسلح التي وقعت قبل ثلاث سنوات.
تجدّد الهجمات بعد انهيار الهدنة في الزبداني والفوعة وكفريا
اعلنت مصادر عسكرية سورية ان الجيش النظامي بالتعاون مع مقاتلي "حزب الله" اللبناني أحكم سيطرته على عدد من الأبنية في الحي الغربي لبلدة الزبداني بعد انهيار الهدنة في البلدة وفي قريتي الفوعا وكفريا بمحافظة ادلب اثر فشل المفاوضات التي كانت جارية لانهاء القتال في هذه المناطق . نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن المصادر العسكرية ان "قوات الجيش السوري تمكنت من إحكام سيطرتها على العديد من كتل الأبنية في الحي الغربي بالزبداني وان وحدات الجيش السوري تواصل تقدمها في ملاحقة الإرهابيين باتجاه مركز البلدة" .
وألقت "حركة أحرار الشام" تبعة فشل المفاوضات على الوفد الإيراني الذي كانت تتفاوض معه. وقالت انه كان يحاول جاهداً استبدال منطقة بأخرى. وقال الناطق باسم "حركة أحرار الشام" أحمد قرة علي في بيان سبب وراء انهيار المفاوضات كان تركيز الجانب الآخر على التغيرات السكانية وعدم اكتراثه بالاوضاع الانسانية للمدنيين. وطلبت المعارضة المسلحة أيضاً الافراج عن 40 ألف سجين لكن الطلب قوبل بالرفض.
ونقل تلفزيون "المنار" التابع لـ"حزب الله" عن مصادر أن الهدنة انتهت من دون التوصل إلى اتفاق نهائي على وقف النار وأن مواقع المسلحين قرب الزبداني تتعرض للقصف.
وقد رتب وقف النار بمساعدة إيران وتركيا اللتين تدعم كل منهما طرفا مختلفاً في الصراع. واستهدف وقف النار اعطاء فرصة للمفاوضات للتوصل إلى وقف أطول للعمليات العسكرية في البلدة والقريتين.
وبعد انهيار الهدنة، تحدثت وسائل إعلام عن معاودة "جيش الفتح" الذي يضم "أحرار الشام" و"جبهة النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة"، قصف كفريا والفوعة بـ300 قذيفة . وكانت الكتائب المقاتلة في الزبداني قد فوضت في وقت سابق "أحرار الشام" قيادة المفاوضات مع الحكومة السورية توصلا إلى هدنة تمهيداً للحل في البلدة.
وكان ناشطون من المعارضة السورية قد أعلنوا الأربعاء الماضي هدنة لمدة 48 ساعة تبدأ صباح اليوم نفسه، وتشمل الزبداني وكذلك قرى مضايا وبقين بريف دمشق إلى الفوعة وكفريا بريف إدلب. وقالت مصادر من الجانبين إن المفاوضات استهدفت تأمين انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني وخروج المدنيين من القريتين.
المعلم التقى أوبراين وتزامنت الغارات مع زيارة يقوم بها مدير العمليات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن اوبراين لدمشق "في اطار السعي لتحسين القدرة على ايصال المساعدات الى هذا البلد". وقالت "سانا" ان المعلم "أوضح خلال اللقاء حرص الحكومة السورية على تلبية الحاجات الأساسية لشعبها الصامد الذي يواجه معركة مصيرية ضد الإرهاب التكفيري المدعوم من دول وقوى أصبحت مكشوفة وتعمل لتدمير الانجازات الحضارية والتاريخية للشعب السوري. واشار الى ان بعض الولاءات للعاملين في المجال الانساني أثرت على التعاون بين الحكومة السورية والأمم المتحدة في المرحلة السابقة والتي يجب الكف عنها لأنه اتضح بالمعطيات والوقائع ان الكثير من المساعدات التي قدمت لسوريا كانت تهدف الى تقديم خدمات لبرامج تلك الدول والقوى و أدواتها أكثر مما قدمته للشعب السوري حقيقة". وقال أوبراين: "إن زيارته تهدف الى تكوين تصور واقعي لحاجات الحكومة السورية والوضع على الأرض وجهودها للاستجابة لحاجات الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية له وأن ذلك هو هدفه وليس التسييس وأنهم على استعداد للتعاون مع الحكومة السورية". تسجيل اللاجئين في كوس في كوس (اليونان) بدأ تسجيل عشرات اللاجئين السوريين الموجودين على جزيرة كوس اليونانية على متن السفينة التي ارسلتها الحكومة للتعجيل في الاجراءات الادارية وتخفيف العبء الناتج من التدفق المتزايد للمهاجرين. واستقبلت "اليفثيريوس فينيزيلوس"، الراسية في ميناء كوس منذ الجمعة، المجموعات الاولى من الراغبين في تسجيل اسمائهم لدى دائرة الهجرة التي اقامت مكاتب لها على متن السفينة. ومن المفترض ان تبقى السفينة نحو اسبوعين في كوس. وصرحت الناطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ستيلا نانو بأن موظفي دائرة الهجرة على السفينة سيسجلون السوريين الموجودين أساسا على الجزيرة، بالاضافة الى الوافدين الجدد بغض النظر عن جنسياتهم.
|