شن الطيران السوري غارات مكثفة على مدينة الزبداني وريفها
وغوطة دمشق أمس، بالتزامن مع استئناف مقاتلي المعارضة قصف بلدتين شيعيتين مواليتين للنظام في ريف إدلب،
بعد انهيار مفاوضات للتوصل الى اتفاق تهدئة دائمة بسبب خلاف على عدد المعتقلين المطلوب إطلاقهم من سجون
النظام، واقتراح الجانب الإيراني نقل مواطنين شيعة من ريف إدلب إلى دمشق وريفها مقابل خروج آمن لمقاتلين
معارضين من مدينة الزبداني. وكثّفت فصائل معارضة هجماتها في الغوطة الشرقية للعاصمة، وقطعت لليوم الثاني
المياه عن دمشق «نصرة للزبداني».
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بسقوط
نحو «200 صاروخ على قريتي الفوعة وكفريا، آخر منطقتين يسيطر عليهما النظام السوري في محافظة إدلب»،
لافتاً إلى قصف النظام مدينة الزبداني في شمال غربي العاصمة، قرب حدود
لبنان.
وانهارت مفاوضات في تركيا بين «حركة أحرار الشام الإسلامية» من جهة
والجانب الإيراني و «حزب الله» من جهة ثانية، للتوصل إلى اتفاق دائم بعد تمديد الهدنة إلى صباح اليوم.
وأوضح «مجلس شورى المجاهدين» في بيان أنه «قرر رفض كل المقترحات الإيرانية بخروج آمن للمدنيين
والعسكريين وتسليم أسلحتهم، لمنع تكرار سيناريو حمص والقصير»، مؤكداً أن «دخول النظام إلى الزبداني
سيكون على جثث المقاتلين».
وأفادت مصادر معارضة بأن بنود الاتفاق المقترح
تضمّنت خروجاً آمناً لمقاتلي المعارضة من الزبداني برعاية الأمم المتحدة ودخول النظام إليها، والسماح
بإدخال مساعدات للمدنيين وسحب الآليات الثقيلة إلى أكثر من أربعة كيلومترات. وأضافت المصادر أن «أحرار
الشام» طلبت إطلاق حوالى 20 ألفاً معتقلين في سجون النظام، في مقابل طلب الجانب الإيراني نقل آلاف من
المدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف إدلب الى دمشق وريفها. وتداول معارضون صورة لبيان
وقعه موالون للنظام يطالب بـ «ملاذ آمن لأهالي الفوعة في ريف دمشق وحمص الى حين توفير منازل دائمة
لهم».
وكان «المرصد» أفاد بأن المفاوضات «مستمرة بين الوفود الإيرانية وحزب
الله اللبناني ومقاتلي الزبداني المحليين ومقاتلي الفصائل وأطراف محلية». لكنه أكد لاحقاً أنها «توقّفت
وعاد كل طرف إلى قيادته»، وعزا ذلك إلى «عدم التوصل إلى توافق حول المقاتلين الأسرى لدى النظام الذين
يُفترض إطلاق ألف أسير منهم في أقصى الحالات، فيما تطالب الفصائل بالإفراج عن 20 ألف أسير مقاتل
ومعتقلين» في سجون النظام.
إلى ذلك، أشار موقع «كلنا شركاء» المعارض أمس، إلى
إن «جيش الإسلام سيطر على المعهد الفني وعدد من مواقع النظام في محيط مقر إدارة المركبات في مدينة حرستا
في الغوطة الشرقية لدمشق، وذلك «ضمن معركة أطلقها نصرة لمدينة الزبداني». وأفاد «المرصد» بأن الطيران
الحربي شن 20 غارة على مناطق في مدينة عربين في الغوطة الشرقية «وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في محيط
إدارة المركبات قرب حرستا». وألقى الطيران المروحي ستة براميل متفجرة على بلدتي دير مقرن وعين الفيجة في
وادي بردى قرب الزبداني. وأوضحت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، أن قوات النظام «صعّدت حملتها ضد قرى
وادي بردي بعد قطع الثوار مياه عين الفيجة عن دمشق لليوم الثاني.
وأعلنت «غرفة
عمليات الاعتصام بالله» أمس، «بدء معركة في ريف حمص الشمالي لتحرير نقاط تابعة لقوات النظام، نصرة
لمدينة الزبداني».
سياسياً، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن الوزير سيرغي
لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف سيلتقيان غداً لمناقشة البرنامج النووي الإيراني وجهود إحلال
السلام في سورية، علماً أن لافروف أكد خلال لقائه وفداً من المعارضة السورية برئاسة هيثم مناع أول من
أمس، أن ترك الوضع في سورية كما هو «أمر غير مقبول».
غارات على شرق دمشق والمعارضة تتقدم في
الغوطة
حقق مقاتلو المعارضة السورية تقدماً في الغوطة الشرقية لدمشق
وسط غارات شنتها مقاتلات النظام أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، في حين تجددت المعارك بين قوات النظام
والميلشيات الموالية ومقاتلي المعارضة في ريف حماة في وسط البلاد. وقصف الطيران وادي بردى شمال غربي
العاصمة بعدما قطع مقاتلو المعارضة المياه لليوم الثاني عن دمشق.
وقال موقع
«كلنا شركاء» المعارض أمس، إن «جيش الإسلام» سيطر على المعهد الفني وعدد من مواقع قوات النظام في محيط
مقر إدارة المركبات في مدينة حرستا في الغوطة الشرقية لدمشق «ضمن معركة أطلقها نصرة لمدينة الزبداني”.
وأفاد “جيش الإسلام” في موقعه الرسمي، بأن هدفه من المعركة التي أطلقها أمس، هو «السيطرة على عدة نقاط
استراتيجية في المنطقة، من أبرزها إدارة المركبات، موضحاً أنه سيطر على عدة نقاط متقدمة داخل الإدارة،
أبرزها المعهد، الذي يعتبر من أشد النقاط تحصيناً في الإدارة». وأضاف أنه «كبّد قوات النظام والميليشيات
الموالية لها عشرات القتلى والجرحى، واستولى مقاتلوه على كميات من الأسلحة والذخائر». وتزامن إعلان “جيش
الإسلام” عن هذه المعارك مع إطلاق معارك مماثلة في مناطق أخرى من البلاد، إذ أعلن «الاتحاد الإسلامي
لأجناد الشام» عن البدء بمرحلة جديدة من معركة “لهيب داريا” في جنوب غربي
العاصمة.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «نفذ الطيران الحربي
المزيد من الغارات على مناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية، ليرتفع إلى ما لا يقل عن 18 عدد الغارات
التي نفذتها طائرات النظام الحربية على مناطق في المدينة منذ الصباح (امس)، وسط استمرار الاشتباكات
العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في
محيط إدارة المركبات بالقرب من مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، ترافق مع قصف من قوات النظام على مناطق في
حرستا، بينما قتل مقاتل من الفصائل الإسلامية متأثراً بجراح أصيب بها في اشتباكات مع قوات النظام
والمسلحين الموالين لها في منطقة داريا بالغوطة الغربية».
وسقط المزيد من
الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض- أرض على مناطق في الجهة الشمالية لمدينة داريا، بالتزامن مع
استمرار القصف من قوات النظام على مناطق ذاتها، فيما «وردت معلومات عن استشهاد عدد من المواطنين من
عائلة واحدة جراء قصف من الطيران المروحي ببرميلين متفجرين على مناطق في بلدة بسيمة بوادي بردى، في حين
ألقى الطيران المروحي 6 براميل متفجرة على مناطق في بلدتي دير مقرن وعين الفيجة بوادي بردى، وسط قصف من
قوات النظام على مناطق في بلدة عين الفيجة، كما قصفت قوات النظام أماكن في منطقة الزبداني، بالتزامن مع
سقوط صاروخ يُعتقد أنه من نوع أرض- أرض على مناطق في المدينة، فيما تدور اشتباكات بين قوات النظام
والمسلحين الموالين لها من جهة، والكتائب الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في أطراف بلدتي مضايا وبقين
بالقرب من مدينة الزبداني، وسط قصف من قبل قوات النظام على مناطق في البلدتين»، وفق
«المرصد».
من جهة أخرى، قالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة، إن قوات النظام
«صعدت من حملتها العسكرية ضد قرى وادي بردي بريف دمشق وذلك بعد قطع الثوار مياه عين الفيجة عن العاصمة
دمشق لليوم الثاني»، مشيرة إلى أن الطيران المروحي «ألقى ثمانية براميل متفجرة على بلدات بسيمة، وعين
الفيجة ودير مقرن وكفير الزيت في وادي بردي بالتزامن مع سقوط عشرات قذائف المدفعية والهاون على بلدة
عين الفيجة».
وتأتي هذه التطورات بعد أن قطع «الثوار» مياه الفيجة عن العاصمة
دمشق، كوسيلة ضغط على النظام لإيقاف حملته العسكرية على مدينة الزبداني في ريف
دمشق.
في الوسط، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 6 عدد الغارات التي نفذها
الطيران الحربي منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في قرية غرناطة بريف حمص الشمالي، ترافق مع استمرار
الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة
النصرة من جهة أخرى في محيط مدينة تلبيسة وقرية أم شرشوح بالريف الشمالي لحمص، ما أدى إلى إعطاب آلية
لقوات النظام وسط قصف الفصائل الإسلامية مناطق في بلدات كفرنان وتسنين وجبورين الخاضعة لسيطرة قوات
النظام بصواريخ غراد».
كما أعلنت «غرفة عمليات الاعتصام بالله» أمس، بدء معركة
في ريف حمص الشمالي بهدف «تحرير عدة نقاط عسكرية تابعة لقوات الأسد وذلك نصرة لمدينة الزبداني». وذكرت
الغرفة عبر صفحتها الرسمية على «فايسبوك» أن «الثوار يخوضون معارك ضارية ضد قوات الأسد في ريف حمص
الشمالي، حيث استهدفوا بصواريخ غراد والمدفعية الثقيلة تجمعات النظام في بلدات تسنين وجبورين وكفرنان
الموالية، تمهيداً لاقتحامها»، مشيرة إلى أن «الثوار تمكنوا من إحكام سيطرتهم على حاجز التركاوي في
الجبهة الغربية في ريف حمص الشمالي، كما قاموا بتفجير عربة وقتل العديد من جنود الأسد، وسط معارك طاحنة
وتقدُّم للثوار في المنطقة».
وكانت عدة تشكيلات عسكرية أبرزها «فيلق حمص» و
«جبهة النصرة» أعلنت عن تأسيس غرفة عملية الاعتصام بالله في ريف حمص الشمالي لتحرير الحواجز من الجبهة
الغربية، وذلك نصرة لمدينة الزبداني.
في حماة المجاورة، قال «المرصد» استهدفت
الفصائل الإسلامية سيارتين لقوات النظام في محيط منطقة البحصة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، و
«معلومات عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المنطقة، بين الفصائل
الإسلامية والمقاتلة من جهة، وقوات النظام المدعمة بمسلحين قرويين موالين لها ومسلحين آخرين موالين لها
من جهة أخرى، وسط قصف عنيف من قبل قوات النظام على منطقة الاشتباكات في محاولة منها التقدم في
المنطقة».
كما جددت الفصائل الإسلامية قصفها لمناطق في بلدة جورين في سهل
الغاب، فيما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أماكن في قرية جسر بيت راس. وتعرضت مناطق في قرية
عطشان بالريف الشمالي الشرقي، لقصف من الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، في حين استهدفت الفصائل
الإسلامية بعدة قذائف صاروخية مناطق في بلدة محردة بريف حماة الشمالي ودمرت مدفعاً لقوات النظام في قرية
أرملة بسهل الغاب. وقال «المرصد»: «قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة اللطامنة بريف
حماة الشمالي، ولا معلومات عن إصابات، كذلك تعرضت مناطق في قرى تل واسط والقرقور والزيارة بسهل الغاب في
ريف حماة الشمالي الغربي، دون أنباء عن خسائر بشرية».
في الشمال، قتل شخصان
وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروح «جراء سقوط عشرات القذائف التي أطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق سيطرة
قوات النظام في أحياء الإذاعة والأعظمية وسيف الدولة والزبدية وصلاح الدين بمدينة حلب، وسط استمرار
الاشتباكات العنيفة في الزبدية وسيف الدولة بمدينة حلب، بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة، وقوات
النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، ومعلومات عن معاودة الفصائل التقدم واستعادة السيطرة،
بالتزامن مع قصف مكثف وسقوط قذائف على مناطق في أحياء سيف الدولة والإذاعة والزبدية»، وفق «المرصد» وقال
إن المعارك أسفرت عن مقتل 3 مقاتلين على الأقل من الفصائل ومعلومات أولية عن اثنين آخرين، إضافة
لمعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين.
زعيم «داعش» اغتصب رهينة أميركية مرات عدة قبل مقتلها
نقلت شبكة «ايه بي سي نيوز» عن والدي الأميركية كايلا مولر التي قتلت في مطلع شباط (فبراير) أثناء احتجازها لدى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، اليوم (الجمعة) قولهما ان الحكومة الأميركية ابلغتهما بأن زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي اغتصب ابنتهما مراراً وتكراراً.
وكانت مولر تعمل في مجال الإغاثة الانسانية حين اختطفت في حلب، كبرى مدن شمال سورية، في آب (أغسطس) 2013، واحتجزها تنظيم «داعش» رهينة إلى أن قضت في مطلع شباط (فبراير).
ويؤكد التنظيم المتطرف انها (مولر) قتلت في غارة شنتها طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، لكن الولايات المتحدة تنفي هذه المعلومة، من دون أن توضح ملابسات مقتلها.
ونقلت شبكة «ايه بي سي نيوز» عن مسؤولين أميركيين في مجال مكافحة الإرهاب قولهم ان زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي اغتصب الرهينة الشابة مرات عدة.
واكد هذه المعلومات والدا الشابة التي كانت لتبلغ الجمعة 27 عاماً لو ظلت على قيد الحياة.
وقال والدا الفتاة كارل ومارشا مولر: «لقد قالوا لنا ان كايلا تعرضت للتعذيب. قالوا لنا انها كانت ملكاً للبغدادي. الحكومة ابلغتنا بذلك في حزيران (يونيو)».
وذكرت الشبكة الأميركية أن تعذيب مولر واغتصابها جريا في فيلا كان يقيم فيها ابو سياف، القيادي في التنظيم، والذي قتل في غارة شنها التحالف في منتصف ايار (مايو).
من جهة ثانية، ابلغ مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) والدي مولر ان تعذيب ابنتهما بدأ منذ الأيام الأولى لاختطافها، واستمر خلال فترة احتجازها التي دامت 18 شهراً. وقالت الشبكة ان هذه المعلومات «تسقط كل الشائعات التي روج لها مسؤولون حول أن مولر تعاونت مع التنظيم التنظيم المتطرف».
وطالب السناتور الجمهوري جون ماكين، المتحدر كما عائلة مولر من ولاية اريزونا (جنوب غربي)، الحكومة الأميركية اليوم بتوضح سبب عدم نقل ام سياف (ارملة القيادي في التنظيم) الى الولايات المتحدة لمحاكمتها أمام القضاء الاميركي.
واعتقلت أم سياف في الغارة التي قتل فيها زوجها وتم تسليمها في مطلع آب (اغسطس) إلى السلطات العراقية.
وذكرت «ايه بي سي نيوز» أن افادة هذه المرأة كشفت، بالإضافة الى افادات فتاتين ايزيديتين كانتا محتجزتين في فيلا ابو سياف، النقاب هي عن الانتهاكات التي تعرضت لها الرهينة الاميركية خلال فترة احتجازها. |