أورد موقع "سايت" المعني بمراقبة نشاطات المتشددين على الانترنت أن جماعة "ولاية سيناء" ذراع تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد في مصر بثت امس صورة على "تويتر" تظهر ذبح كرواتي كانت قد هددت بذبحه الأسبوع الماضي، فبات أول أجنبي يخطف ويعدم منذ تصاعد هجمات الجهاديين على السلطات المصرية عام 2013. وكانت الجماعة بثت شريط فيديو على الانترنت في الخامس من آب الجاري تضمن تهديدا بقتل الرهينة توميسلاف سلوبيك خلال 48 ساعة إذا لم تفرج السلطات المصرية عن سجينات وصفن بـ"الأسيرات المسلمات" في السجون.
وتضمنت الصورة رأس سلوبك مقطوعا وموضوعا على جسده الملقى في الصحراء وخلفه راية سوداء تشبه تلك التي يرفعها تنظيم "الدولة الإسلامية" والى جانبه خنجر مغروس في الرمال وحول رقبته بقعة من الدماء. وكتب تعليق تحت الصورة جاء فيه: "قتل الأسير الكرواتي المشاركة بلاده في الحرب على الدولة الإسلامية بعد انقضاء المهلة وتخلي حكومة الردة المصرية وبلاده عنه".
وألصقت بها صورتان لخبرين يتحدث أحدهما عن دعم الحكومة الكرواتية لجهود مصر في مكافحة الإرهاب والتطرف ويتحدث الآخر عن دعم كرواتيا لإقليم كردستان العراق.
وكانت وزارة الخارجية الكرواتية اكدت في 24 تموز الماضي أن مسلحين خطفوا مواطنا كرواتيا في منطقة القاهرة الكبرى. وقال مصدر أمني مصري آنذاك إن الشرطة تبحث عنه.
وأكدت مجموعة "سي. جي. جي" الفرنسية المتخصصة في جيولوجيا النفط والغاز الأسبوع الماضي أن أحد موظفيها خطف في مصر وإنه محتجز لدى تنظيم "الدولة الإسلامية". واوضحت شركة "أرديسيز مصر" وهي وحدة تابعة لـ"سي. جي. جي" في بيان أن أحد موظفيها خطف في 22 تموز أثناء سفره إلى القاهرة. وصرح ناطق باسم "سي. جي. جي" أن سلوبيك وهو أب لطفلين، كان خبيرا متعاقدا وليس موظفا في الوحدة التابعة لشركته.
وهذه المرة الاولى التي تعلن "ولاية سيناء" عن خطف رهينة غربية وتعرض شريطا مصورا لها. وفي فيربوليه مسقط رأس سلوبيك، وصفه جيرانه بأنه رجل ودود. وقال والده مخاطبا خاطفيه: "السبب الوحيد الذي جعله يتوجه الى بلدكم (مصر) هو الحصول على أي شيء لاعالة أطفاله لا أكثر ولا أقل".
و"ولاية سيناء" أخطر الجماعات المتشددة في مصر وقد قتلت المئات من رجال الجيش والشرطة في شبه جزيرة سيناء منذ إعلان الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي الذي ينتمي الى جماعة الإخوان المسلمين عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه. كما أعلنت مسؤوليتها عن هجمات أخرى خارج نطاق سيناء.
ويعد اعدام الكرواتي ضربة موجعة للسلطات المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تحاول جذب الاستثمار الاجنبي واستعادة معدلات السياحة العالية لمساعدة الاقتصاد المتداعي بعد سنتين مضطربتين.
|