أعلنت مصر أمس رسمياً انتهاء العمل في مشروع توسعة المجرى الملاحي لقناة السويس المعروفة إعلامياً بـ «قناة السويس الجديدة»، فيما أفيد بأن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيكون ضيف شرف حفل الافتتاح المقرر الخميس المقبل.

وقال رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش في مؤتمر صحافي أمس: «انهينا العمل في الموعد المحدد، (بل) وقبل الموعد». وأضاف: «نحتفل اليوم بانتهاء الحفر في القناة الجديدة». وأوضح أن «إجمالي أعمال الحفر في التوسعات بلغ 72 كيلومتراً، منها 35 كيلومتراً لحفر تفريعة موازية للقناة الرئيسة، و37 كيلومتراً لأعمال توسعات في المجري الملاحي الرئيس». ودعا العالم إلى «استخدام قناة السويس لتنشيط التجارة العالمية، لأن قدرتنا على استيعاب السفن العملاقة كبيرة جداً، ونعمل من دون توقف في القناة. نقول للعالم إن غذاءك سيصل أسرع، والبضائع ستصل أسرع. نحن نخدم العالم أجمع».

ولفت إلى أن «القناة الجديدة تستوعب عبور جميع أنواع السفن حتى 66 قدماً، وأصبحت حالياً من أكبر وأقصر الممرات الملاحية في العالم»، مؤكداً أنها «تتمتع بالأمن الملاحي العالمي». وقال إن «العالم شريك لنا في المرور في قناة السويس. سنرسل رسائل إليهم بأننا آمنون، وتأمين أي سفينة أمانة في عنق كل من يعمل في هيئة قناة السويس». وأشار إلى أن القناة الأم «تم حفرها في وقت كان التعداد السكاني 4 ملايين مصري، وحفرها استمر على مدار 10 سنوات، والذين شاركوا في الحفر نحو 120 ألفاً بسواعدهم. هناك تواصل للأجيال. ونحن الجيل الحالي حفرنا قناة السويس الجديدة لخدمة العالم في وقت قياسي في مدة عام».

واعتبر أن حفر التوسعات «كان ملحمة تلاقت فيها السواعد المصرية في سباق مع الزمن لصنع التاريخ... نجحنا من خلال التشغيل التجريبي بعبور ثلاث سفن عملاقة في إثبات أن القناة الجديدة آمنة ملاحياً، وتحت مسؤولية هيئة القناة». وأشار إلى أن «التخطيط للمشروع كان مصرياً والتنفيذ مصرياً، أما عالمية الحدث فتكمن في أن العالم كله يمر بقناة السويس، ونرحب بهم ويجب أن نشعرهم بأننا آمنون». وأكد أن الكلفة الإجمالية للحفر سيتم إعلانها في مؤتمر صحافي «ولن تتجاوز المبلغ الذي تم تحديده». وأعلن أن اليوم التالي على الافتتاح سيشهد «البدء في مشروعات تنمية محور قناة السويس الذي يشمل مناطق صناعية ولوجستية كبيرة».

ويزور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مصر للمرة الأولى، للمشاركة باعتباره «ضيف شرف» في احتفال افتتاح توسعة قناة السويس. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مسؤول في الإليزيه تأكيده حضور هولاند حفل الافتتاح «على رأس وفد كبير يضم عدداً من المسؤولين، بينهم وزير الدفاع جان إيف لودريان».

وأوضح المصدر أن هولاند سيجري أيضاً خلال الزيارة جلسة محادثات مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي «تتطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ويشارك بعدها في مأدبة عشاء مقامة على شرفه قبل أن يغادر في اليوم نفسه عائداً إلى بلاده».

وأكد حرص الرئيس الفرنسي على حضور حفل الافتتاح، مشيداً بالانتهاء من المشروع في موعده. واعتبر أن مشاركة ثلاث طائرات من طراز «رافال» الفرنسي وفرقاطة من طراز «فريم» الفرنسي في العروض العسكرية التي ستواكب الافتتاح «يعكس العلاقات الوثيقة والاستراتيجية بين البلدين». ولفت إلى أن قناة السويس «تحمل بعداً رمزياً وتاريخياً بالنسبة إلى الشعب المصري الذي شارك بكثافة في تمويل إنشاء القناة الجديدة عبر شراء شهادات استثمار وتنمية قناة السويس الجديدة». ورأى أن «مصر استعادت تحت قيادة السيسي موقعها على الساحة الإقليمية كلاعب أساسي لا يمكن تجاوزه». وقال: «تبقى مصر الدولة الوحيدة التي تجمع عدداً من الخصائص المهمة، فهي أكبر دول عربية من حيث التعداد السكاني ومنخرطة في كثير من الملفات في أفريقيا والشرق الأوسط، وتتمتع بتمثيل ديبلوماسي على درجة عالية من الكفاءة».

وكان رئيس هيئة قناة السويس كشف أن مياه التوسعة الجديدة غمرت المكان الذي أنشأت عليه إسرائيل «خط بارليف» الشهير حين كانت تحتل سيناء قبل أن يسقطه الجيش المصري في تشرين الأول (أكتوبر) 1973.

ونقل عضو فريق إعداد حفل افتتاح القناة الجديدة سامي عبدالعزيز عن مميش قوله خلال التشغيل التجريبي للقناة السبت الماضي: «هل تعلم أين نسير اليوم؟ نحن نسير فوق خط بارليف... المياه غمرت أسطورة إسرائيل المزعومة». وكان مسؤولون في الجيش أعلنوا أنهم عثروا خلال عملية شق التوسعة الجديدة، على رفات جنود مصريين قُتلوا خلال حرب العام 1973.

وأنشئ المشروع الجديد ليصبح فرعاً موازياً يخرج من القناة الرئيسة عند الكيلومتر 60 ويصب فيها مجدداً في الكيلومتر 95. وتتوقع الحكومة زيادة عائدات قناة السويس إلى نحو 13 بليون دولار مع العام 2023 مقارنة بالعائد الحالي 5.3 بليون دولار.