الجزائر - عاطف قدادرة أثارت هجمات إرهابية نفذتها مجموعات مسلحة في الجزائر خلال الأيام العشرة الأخيرة، مخاوف حقيقية من عودة التهديد الإرهابي إلى مناطق قال مسؤولون أمنيون إنها «حُرِّرت» من قبضة الإرهاب، فيما برزت عودة تنظيم «القاعدة» إلى شنّ هجمات بالتوازي مع إعلان مجموعات غير معروفة البيعةَ لتنظيم «داعش»، آخرها سرية سمت نفسها «الغرباء « في الشرق الجزائري.
وبُررت مخاوف المسؤولين الأمنيين في الجزائر بعد صدّ هجوم على ثكنة للجيش في بلدة وادي الشعبة (400 كيلومتر شرق العاصمة)، إذ قصفها مسلحون بمدافع هاون وأتلفوا كابلات الكهرباء في المنطقة، ما أدى إلى انقطاع التيار.
وقال شهود إنهم سمعوا إطلاق نار كثيف استمر بضع ساعات، ويُعتقَد أن الجنود صدوا الهجوم من دون وقوع ضحايا، فيما لاذ المسلحون بالفرار، وحلّقت مروحيات الجيش لملاحقتهم.
ويُضاف هجوم باتنة (شرق) إلى اعتداء عين الدفلى (غرب) الذي قُتل في محصلته 9 جنود في ثاني أيام عيد الفطر.
ولاحظ مسؤولو الأجهزة الأمنية الجزائرية أن جماعات مسلحة بدأت تنشط في مواقع كانت اختفت تماماً من خارطة تحركات التنظيمات الإرهابية، إذ كانت جماعات موالية لـ «القاعدة» تنشط منذ 6 سنوات في منطقتي الوسط والصحراء، حلّ محلّها اليوم موالون لـ «داعش».
ورصد مراقبون لمواقع مقربة من الجماعات المسلحة، إعلان مجموعة تحمل اسم «سرية الغرباء» وتنشط في محافظة «قسنطينة» (450 كيلومتراً شرق العاصمة)، انشقاقها عن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، ومبايعتها «داعش». ولم يسبق لأجهزة الأمن الجزائرية أن رصدت أي جماعة تحمل هذا الاسم في قسنطينة، ما دفع مصدراً أمنياً إلى القول إن «السلطات تريد التحقق من وجود تلك الجماعات، اعتقاداً منها بأن عناصر متشددة قد تلجأ لشنّ حرب نفسية عبر شبكة الإنترنت من دون أن يكون لها وجود في الواقع».
ونُشِر تسجيل صوتي بعنوان: «بيعة المجاهدين في سرية الغرباء في مدينة قسنطينة لخليفة المسلمين»، وذُكر فيه أن المجموعة تعلن «البيعة للخليفة (أبو بكر البغدادي) على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر».
ولفت التسجيل إلى أن البيعة تأخرت «لأسباب قاهرة»، وبدا وفق أمنيين أن أحد الـ3 الذين ظهروا في التسجيل يحمل الجنسية اليمنية.
وتعد «سرية الغرباء»، المجموعة المسلحة الثالثة التي تعلن انشقاقها عن تنظيم «القاعدة» والانضمام لـ «داعش» في الجزائر، حيث سبق لجماعة تدعى «تنظيم الوسط» وتنشط في محافظات شرق العاصمة، أن بايعت البغدادي في أيلول (سبتمبر) الماضي، واعتناقها اسم «جند الخلافة في الجزائر»، وتبنيها عمليات خطف وجرائم، من بينها اغتيال المواطن الفرنسي إيرفيه غوردال.
وأعلنت مجموعة أخرى تسمي نفسها «كتيبة أنصار الخلافة» وتنشط في محافظة سكيكدة (550 كيلومتراً شرق العاصمة)، انضمامها لـ «داعش»، في وقت أُعلِن تعيين أمير جديد لـ «جند الخلافة» يدعى بن هني محمد ولقبه «زبير»، خلفاً لخزرة بشير المعروف بلقب «أبوعبدالله عثمان العاصمي»، الذي قُتل في عملية عسكرية للجيش الجزائري في ولاية البويرة في أيار (مايو) الماضي.
|