الأثنين ٢٥ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٢٦, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
سوريا
الطيران التركي يغير على المتمردين الاكراد في العراق وانقرة تتحدث عن اقامة مناطق امنة شمال سوريا
هاجمت طائرات مقاتلة وقوات برية تركية مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا ومعسكرات لحزب العمال الكردستاني في العراق الليلة الماضية في حملة قالت أنقرة إنها ستساعد على إقامة "منطقة آمنة" في أجزاء من شمال سوريا. في حين تمكن المقاتلون الاكراد من طرد التنظيم الاسلامي المتطرف من حي في جنوب مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا كان سيطر عليه الجهاديون اثر هجوم شنوه على المدينة الشهر الماضي.

وعززت تركيا كثيرا دورها في تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ أن قتل انتحاري يشتبه في انتمائه للتنظيم المتشدد 32 شخصا الأسبوع الماضي في بلدة قريبة من الحدود مع سوريا كما تعهدت أيضا باستهداف المقاتلين الأكراد.

وأثار الأمر مخاوف بشأن مستقبل عملية السلام الهشة مع الأكراد. ويتهم منتقدون منهم ساسة معارضون الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بمحاولة اتخاذ الحملة على التنظيم المتشدد ذريعة لقمع الأكراد.

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي إن العمليات الأمنية المكثفة ستستمر ما دامت تركيا تشعر بالتهديد. وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على أجزاء كثيرة من شمال سوريا وشرقها بعد أربع سنوات على نشوب الحرب الأهلية.
واضاف: "هذه العمليات ليست مجرد عملية واحدة وسوف تستمر ما دامت تركيا تواجه تهديدا".

وترددت تركيا لوقت طويل قبل المشاركة في التحالف ضد "الدولة الإسلامية" وأثار موقفها ضيق حليفتها واشنطن التي لم تنجح غاراتها الجوية ضد التنظيم حتى الآن في "الحد من قدراته وتدميره" على حد تعبير الرئيس الأميركي باراك أوباما.
واضطلعت أنقرة وللمرة الأولى بدور قيادي في المعركة بعد التفجير الانتحاري في بلدة سروج الحدودية.

وادى التفجير الى مقتل أكراد كثيرين وأثار موجات من العنف في منطقة جنوب شرق تركيا حيث تعيش غالبية من الأكراد الذين يتهمون إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم بدعم "الدولة الإسلامية" سرا ضد سوريين أكراد. وتنفي أنقرة هذا الاتهام.

وشنت تركيا أولى ضرباتها الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا في وقت مبكر من صباح الجمعة بينما ألقت الشرطة القبض على المئات ممن يشتبه بانتمائهم للمتشددين الأكراد والإسلاميين في مدن وبلدات تركية. واعتقل قرابة 600 شخص.

وقال حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في بيان "من غير المقبول أن يجعل إردوغان وحكومة العدالة والتنمية قتالا ضد الشعب الكردي جزءا من حربهما ضد الدولة الإسلامية. يجب فورا وقف الهجمات العسكرية والتفجيرات وعمليات الاعتقال السياسي."

مناطق امنة
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحافي إن الأراضي التي تم تطهيرها من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سوريا ستصير "مناطق آمنة" بطبيعة الحال. وأضاف: "أيدنا دائما وجود مناطق آمنة ومناطق حظر طيران في سوريا. الأشخاص الذين نزحوا يمكنهم الانتقال لتلك المناطق الآمنة."
وسعت تركيا منذ وقت طويل لإقامة "منطقة حظر طيران" أو "منطقة آمنة" في شمال سوريا لكن سعيها قوبل باعتراض من واشنطن التي تقول إن الضغط العسكري المباشر على "الدولة الإسلامية" هو السبيل الأمثل لإنهاء القتال في المنطقة وأزمة اللاجئين وليس إقامة "منطقة آمنة".

واتفقت أنقرة مع واشنطن الأسبوع الماضي على السماح لقوات التحالف باستخدام القواعد التركية في شن الغارات على تنظيم "الدولة الإسلامية" مما يقصر كثيرا من المسافات وقد يجعل الحملة الجوية أكثر فاعلية.
ولم يعرف إن كان الاتفاق يتضمن إقامة منطقة آمنة أو عازلة.
وقال مكتب داود أوغلو في بيان إن الغارات الجوية الليلة الماضية أصابت مواقع للتنظيم المتشدد في سوريا وأخرى تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق بما في ذلك مستودعات ومناطق معيشة. وأضاف أن القوات البرية التركية هاجمت الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني بالتزامن.

وقد تقوض الهجمات على الحزب الذي يخوض تمردا منذ ثلاثة عقود ضد تركيا محادثات السلام مع أنقرة التي بدأت عام 2012 لكنها تعثرت في الآونة الأخيرة.
وقال الحزب في بيان على موقعه الالكتروني "لم يعد للهدنة أي معنى بعد هذه الضربات الجوية المكثفة للجيش التركي المحتل."
وخاض إردوغان غمار مخاطرة سياسية بالبدء في محادثات سلام عام 2012 مع الأكراد الذين يمثلون نحو 20 بالمئة من سكان تركيا لكنهم يتهمونه الآن بعدم الوفاء بوعوده.

وقالت السلطات التركية امس إنها ستمنع متظاهرين من تنظيم مسيرة سلام في مدينة اسطنبول مطلع الأسبوع مشيرة إلى أن قرارها يرجع إلى مخاوف من "الأعمال الاستفزازية" و"التكدس المروري".
كان من المقرر تنظيم المسيرة بدعم من بعض الساسة المعارضين.
وقالت قوات الدفاع الشعبي، الجناج العسكري ل"حزب العمال الكردستاني" في بيان على موقعها على الانترنت ان تركيا "انهت من جانب واحد" وقف اطلاق النار. واضاف البيان انه "وسط هذا القصف الجوي الكثيف، لم يعد للهدنة اي معنى".

اكراد العراق
ونددت قيادة اقليم كردستان العراق بالقصف الجوي الذي شنته الطائرات التركية ضد مواقع "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق.
وقال برلمان اقليم كردستان في بيان "في الوقت الذي ندين بشدة هذه الهجمات نطالب بوقفها فورا".
وعبر رئيس اقليم كردستان مسعود البازراني في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو عن "استيائه من المستوى الخطير الذي وصلت اليه الاوضاع".
واكد في بيان انه "طلب مرارا بأن لا تصل القضايا الى مرحلة التوتر لان السلام هو الطريق الوحيد لمعالجة المشاكل واجراء المحادثات لسنوات افضل من ساعة حرب".
وكان اوغلو اعلن في وقت سابق ان بارزاني عبر عن تضامنه مع العملية العسكرية خلال حديثه معه.
وكانت القيادة الكردية و"حزب العمال الكردستاني" على خلاف مستمر في الماضي، لكنهما انخرطا اخيرا في الحرب ضد تنظيم "الدولة الاسلامية".

الحسكة
وفي سوريا، تمكن المقاتلون الاكراد من طرد تنظيم الدولة الاسلامية من حي في جنوب مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "سيطر المقاتلون الاكراد بشكل كامل اليوم (امس)على حي النشوة الغربية، وهم يوسعون بذلك سيطرتهم في المدينة ضد داعش وعلى حساب قوات النظام".


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة