أعلنت السلطات التركية التعرف على منفذ الهجوم الانتحاري الذي حصل الاثنين في مدينة سوروج بجنوب البلاد وهو شاب تركي في العشرين من العمر. وتبنى "حزب العمال الكردستاني" قتل شرطيين تركيين عثر على جثتيهما قرب الحدود السورية، رداً على الهجوم الذي نسب الاثنين الى تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش). بعد يومين فقط على الهجوم الذي أوقع 32 قتيلاً على الاقل ونحو مئة جريح، اكد المحققون رسمياً ان الانتحاري الذي فجر نفسه في حدائق المركز الثقافي في سوروج على الحدود مع سوريا هو شاب في العشرين متحدر من جنوب شرق تركيا.
وقال مسؤول تركي طلب عدم ذكر اسمه "نؤكد استناداً الى تحاليل جينية ان منفذ الهجوم رجل في العشرين من اديامان (بجنوب شرق تركيا)". وأوردت الصحف التركية ان الشاب الذي اشير اليه بالاحرف الاولى من اسمه "ش أ أ" التحق بصفوف "داعش" قبل شهرين فقط.
واستهدف الشاب قبيل ظهر الاثنين حشداً من الشباب المؤيدين للاكراد كانوا يريدون المشاركة في اعادة اعمار مدينة عين العرب (كوباني) ذات الغالبية الكردية والتي دمرت خلال معركة ضارية انتصر فيها الاكراد السوريون في كانون الثاني على التنظيم المتشدد.
ونشرت الصحف ان السلطات التركية تحقق في وجود أي روابط محتملة بين الهجوم في سوروج واعتداء سابق أوقع اربعة قتلى وعشرات الجرحى خلال اجتماع لحزب الشعوب الديموقراطي في 5 حزيران في دياربكر بجنوب شرق البلاد قبل يومين من الانتخابات النيابية. وقالت صحيفة "حريت" إن آلية تشغيل الشحنة الناسفة هي ذاتها في الهجومين وان منفذي الهجومين المفترضين انضما الى صفوف الجهاديين في الوقت عينه. حظر "تويتر" من جهة اخرى، حظر قاض تركي بناء على طلب من الحكومة بث صور على الانترنت التقطها شهود بعيد التفجير وانتشرت على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي منذ يومين وهي صور تتسم بعنف شديد. وأثار هذا الحظر من جديد مخاوف لدى رواد الانترنت من ان تعمد الحكومة الاسلامية المحافظة مجدداً الى تعطيل موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، وهو ما امرت به مراراً من قبل فأثارت انتقادات حادة من المدافعين عن الحريات.
وأوضح مسؤول حكومي كبير إن عددا من مقدمي خدمة الإنترنت في تركيا حجبوا الدخول الى موقع "تويتر" امتثالاً لقرار محكمة محلية بمنع توزيع صور التفجير الانتحاري في سوروج. وأكد أن سلطة تكنولوجيا الاتصالات ليست لها علاقة بالحظر وأنه تبذل جهود لرفعه، ما أن تمحى صور هجوم سوروج. مقتل شرطيين في غضون ذلك، عثر على شرطيين قتلا برصاصة في الرأس في مدينة جيلان بينار على الحدود مع سوريا، مما حرك المخاوف من هجمات اخرى. وتبنى "حزب العمال الكردستاني" قتل الشرطيين رداً على تفجير سوروج. وأوردت "قوات الدفاع الشعبي"، الجناح المسلح لـ"حزب العمال الكردستاني" الذي يخوض منذ 1984 تمرداً ضد حكومة انقرة في الاراضي التركية، في موقعها الالكتروني الرسمي ان هذا الهجوم نفذ "رداً على مجزرة سوروج". وقالت: "في 22 تموز حوالى الساعة السادسة تم تنفيذ عمل وقائي ضد شرطيين كانا يتعاونان مع عصابة داعش في جيلان بينار".
وذكَر الناطق باسم الرئيس رجب طيب اردوغان ابرهيم كالين بالعمليات التي نفذتها الشرطة أخيراً لتفكيك شبكات تجنيد تعمل على اراضيها وتسمح بمرور اعداد من المجندين وخصوصاً الاجانب، الى سوريا للقتال في صفوف "داعش". وقال إن "المزاعم أن تركيا لا تدين داعش أو لا تطارد عناصره غير صحيحة".
|