أصدرت «كتائب الزنتان» في أقصى الغرب الليبي، بياناً مفاجئاً من شأنه أن يعيد خلط الأوراق في الحرب الدائرة في البلاد. وأكدت هذه الكتائب في بيان باسم «منتسبي الجيش الليبي لغرفة عمليات المنطقة الغربية» ليل الخميس– الجمعة، رفضها التام والمطلق لإعادة قيادات نظام العقيد معمر القذافي المنتهي إلى الساحة من جديد «بداعي إعادة هيكلة الجيش الليبي وبنائه» بقيادة الفريق خليفة حفتر. وأكد البيان الذي تلاه محمود انقاجي مدير مكتب العقيد إدريس مادي، آمر «غرفة عمليات المنطقة الغربية»، على «مبادئ ثورة 17 فبراير والتمسك الكامل باستبعاد قيادات النظام السابق التي تريد التسلق على الثورة»، مشيراً إلى أن هذه القيادات «تلطخت أيديها بدماء الشعب الليبي وكانت تحارب ثورة 17 فبراير وثوارها».
وشددت «كتائب الزنتان» على ضرورة المحافظة على مكتسبات الثورة، وأكدت أنها «لن تخذل المبادئ التي قامت عليها ودماء الشهداء والجرحى». وحملت الحكومة المعترف بها دولياً برئاسة عبدالله الثني والبرلمان الذي يتخذ من طبرق مقراً له، «مسؤولية تسلق قيادات في النظام السابق» على الثورة. وأشار البيان الذي تلي بحضور عدد من القادة العسكريين في الزنتان، إلى أن القيادة العامة للقوات التي يقودها حفتر «لم تقم بأي زيارة» للزنتان للاطلاع على الأوضاع فيها. وطالب البيان بمنح مرتبات شهرية عالية لأسر الشهداء والجرحى في الزنتان.
ورأى مراقبون أن البيان الذي ينتقد قيادة حفتر، يأتي في ظل مصالحات في منطقة الجبل الغربي، وأيضاً نتيجة توافقات في الغرب قادها أعيان مدن عدة، في مقدمها مصراتة، إضافة إلى خلافات شديدة بين الزنتان و «جيش القبائل» في منطقة ورشفانة التابع لحفتر والذي يضم عدداً من الرموز العسكرية المحسوبة على النظام السابق.
في غضون ذلك، دعا المجلسان البلدي والعسكري في مصراتة كل «الثوار» وأفراد الكتائب المنضوية تحت رئاسة الأركان العامة التابعة لحكومة طرابلس، إلى «الاستعداد التام وإعلان حال التأهب القصوى لضبط الأمن وحفظ الاستقرار»، في مواجهة التهديدات الإرهابية لتنظيم «داعش».
كما دعا المجلسان في بيان مشترك الخميس، العلماء والخطباء والوعاظ في مصراتة إلى توضيح حقيقة «الفكر المتطرف» وتنظيم «داعش»، وأهاب بالمواطنين وأولياء الأمور، توخي الحيطة والحذر والتنبيه إلى كل من يساعد المجموعات المتطرفة لتنفيذ أعمالها الإرهابية.
وطالب المجلسان أهالي مدينة سرت وقياداتها بموقف من «داعش وإبعاد هذا التنظيم الإرهابي عن مدينتهم ورفع الغطاء الاجتماعي عن الذين يتمسكون بانتمائهم إليه». وتعرَّضت مصراتة لعدد من الهجمات والتفجيرات، عقب تهديدات من «داعش»، وكان أحدثها اغتيال العقيد الطاهر الوش، أحد أبرز مسؤولي جهاز الاستخبارات العسكرية التابعة لحكومة طرابلس، بتفجير سيارته في المدينة ليل الأربعاء، كما تسلل متشددون في سيارة الإثنين الماضي، إلى قاعدة مصراتة الجوية، وأطلقوا قذائف «آر بي جي» على المخزن الرئيس للذخيرة، ما أدى إلى اندلاع النار فيه وانفجاره، واحتراق طائرة «ميغ» داخل القاعدة.
غرق 12 مهاجراً وإنقاذ مئات قبالة السواحل الليبية
أعلن خفر السواحل الايطالي ليل الخميس - الجمعة انقاذ 823 مهاجراً غير شرعي من الغرق في المتوسط في اطار ثماني عمليات مختلفة، فيما تم انتشال 12 جثة.
وفي إطار واحدة من هذه العمليات التي نفذت الخميس، رصدت قوات خفر السواحل الايطالي «زورقاً مطاطياً، واستطاعت انقاذ 106 اشخاص على متنه وتم انتشال 12 جثة».
وأوضح ناطق باسم خفر السواحل إن السفينة «داتيللو» التابعة له، عثرت على جثث الضحايا في البحر على بعد نحو 70 كيلومتراً شمال السواحل الليبية. ولم تتضح تفاصيل في شأن جنسيات الضحايا أو الذين تم إنقاذهم.
ومنذ بداية هذا العام، وصل أكثر من 70 الف مهاجر الى السواحل الايطالية مقارنة بـ 64 الفاً في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وأعلنت كل من باريس وبرلين في لوكسمبورغ الخميس، انهما ستستوعبان نحو ثلث المهاجرين الـ60 الفاً الذين ينوي الاتحاد الاوروبي استقبالهم وذلك لتخفيف العبء عن ايطاليا واليونان.
وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس، أن اليونان تحتاج الى مساعدة عاجلة للتعامل مع ألف مهاجر يصلون يومياً، ودعت الاتحاد الأوروبي الى التدخل قبل أن تتفاقم الأزمة الانسانية.
واشارت المفوضية الى ان أكثر من 77 ألف مهاجر وصلوا الى اليونان من طريق البحر حتى الآن هذا العام وإن أكثر من ستين في المئة منهم سوريون، في حين ان البقية فارون من أفغانستان والعراق وإريتريا والصومال.
وقال وليام سبندلر الناطق باسم المفوضية خلال مؤتمر صحافي: «نتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يقوم بتحرك عاجل لأن اليونان جزء من الاتحاد الأوروبي. هذا يحدث في أوروبا وعلى أعتاب أوروبا. تحتاج اليونان الى مساعدة في شكل ملح ونتوقع من أوروبا التدخل». |