لجأ النظام السوري الى صواريخ أرض - أرض في الغارات التي يشنها الجيش على الزبداني لتوفير غطاء لهجوم القوات البرية مدعومة بعناصر من «حزب الله» للسيطرة على المدينة القريبة من حدود لبنان، وعلى درعا وريفها لوقف هجوم «الجيش الحر» عليها، بالتزامن مع استمرار معارك كر وفر في حلب شمالاً واستعادة المقاتلين الأكراد مدينة إستراتيجية قرب الرقة عاصمة «داعش» شرق البلاد. وصادق الرئيس بشار الأسد على اتفاق للحصول على خط ائتمان من ايران بقيمة بليون دولار أميركي.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ان «الاشتباكات العنيفة» استمرت امس بين «حزب الله» والفرقة الرابعة (في الحرس الجمهوري السوري) من طرف والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من جهة اخرى في محيط الزبداني ما أدى الى تدمير دبابة لقوات النظام وخسائر بشرية في صفوفها، وترافقت الاشتباكات مع إلقاء الطيران المروحي حوالى 40 برميلاً متفجراً وصواريخ ارض - ارض على الزبداني ومنطقة مضايا المجاورة. وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة ان الثوار سيطروا على أبنية تتحصن فيها قوات الأسد و»حزب الله» غرب الزبداني وتمكنوا من دحر عناصر الحزب من بعض الأبنية التي يتحصنون فيها في منطقة الجمعيات غرب المدينة، واستطاعوا السيطرة على ثلاثة أبنية بعد معركة طاحنة، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوفهم.
كما سقطت صواريخ ارض- ارض على مناطق في درعا البلد في مدينة درعا «وسط قصف قوات النظام على اماكن في احياء درعا البلد»، وفق «المرصد» الذي قال ان عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام على مناطق في بلدة النعيمة والأطراف الشرقية لمدينة درعا ارتفع إلى نحو 40.
وقال «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ان «نظام الأسد لا يجد وسيلة لتأخير انهياره سوى القصف الهمجي والبراميل المتفجرة التي يلقيها على المدنيين وتركزت مؤخراً في محافظة درعا ومدينة الزبداني بريف دمشق في محاولة يائسة لإرغام الثوار على التراجع»، وحمّل «الائتلاف» الحكومة اللبنانية «مسؤولية ضبط حدودها مع سورية، ومنع عناصر ميليشيا حزب الله من تنفيذ اعتداءاتها المتكررة على الأراضي السورية ووقف انتهاكاتها بحق الشعب السوري».
في شمال البلاد، قال «المرصد» ان اشتباكات وقعت بين غرفتي «انصار الشريعة» و»فتح حلب» من طرف وقوات النظام و»حزب الله» و»قوات الدفاع الوطني» والمسلحين الموالين من طرف آخر في محيط مسجد الرسول الأعظم ومحيط القصر العدلي بحي جمعية الزهراء ووقعت خسائر بشرية في صفوف الطرفين، اضافة الى استمرار المعارك في محيط مركز البحوث العلمية.
وتمكنت «وحدات حماية الشعب الكردي» من استعادة مدينة عين عيسى الواقعة في الريف الشمالي الغربي لمدينة الرقة بعد 48 ساعة من سيطرة «داعش» عليها، وأشار «المرصد» الى العثور على جثث لعناصر «داعش» قتلوا في الاشتباكات وغارات شنتها مقاتلات التحالف لدعم تقدم الأكراد في شمال شرقي البلاد.
من جهة اخرى اعلن «المرصد السوري» عن تعرض موقعه الإلكتروني للقرصنة على ايدي عناصر يقولون انهم ينتمون الى تنظيم «داعش»، ما تسبب بتوقف الموقع عن العمل وتدمير محتوياته. ونشر القراصنة على الصفحة الرئيسية لـ «المرصد» تعليقاً حمل توقيع «جيش الخلافة الإلكتروني» مرفقاً بصورة معدلة بواسطة برنامج «فوتوشوب»، اظهرت وجه مديره رامي عبد الرحمن على جسم جاثم على ركبتيه باللباس البرتقالي وإلى جانبه عنصر من «داعش» ملثم بالأسود ويمسك بيده سكيناً، في تلميح الى الإعدامات التي ينفذها التنظيم بحق رهائنه.
في دمشق، افادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) بأن الأسد وقّع قانوناً قضى بالتصديق على اتفاقية خط تسهيل ائتماني قيمته بليون دولار من إيران، وهي أموال ستساهم في تخفيف الضغوط الاقتصادية الناجمة عن الحرب الدائرة في سورية. وكان مصرفيون قالوا إن النظام وقّع على اتفاقية خط ائتماني بقيمة 3.6 بليون دولار مع إيران في تموز (يوليو) 2013.
حرب شوارع في الزبداني... وكر وفر في حلب
اندلعت امس حرب شوارع بين القوات النظامية السورية و «حزب الله» من جهة ومقاتلي المعارضة من جهة اخرى في مدينة الزبداني شمال غربي دمشق وسط شن الطيران عشرات الغارات على المنطقة، في وقت استمرت المواجهات ومعارك كر وفر في حلب شمال البلاد. وظهر توتر بين «جبهة النصرة» وفصائل محلية في ريف ادلب في شمال غربي البلاد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس ان قوات النظام جددت قصفها لمناطق في مدينة الزبداني ومناطق اخرى على الطريق الواصل بين بلدتي مضايا وبقين «ترافق مع إلقاء الطيران المروحي ما لا يقل عن 10 براميل متفجرة وتنفيذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في المدينة، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة من طرف والفصائل الإسلامية ومسلحين محليين من طرف آخر في محيط المدينة، في وقت فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في قرية سوق وادي بردى ما ادى لإصابة رجل مسن بجروح».
وقالت شبكة «الدرر الشامية» ان «الثوار سيطروا على أبنية تتحصن بها قوات الأسد وميليشيا حزب الله غربي مدينة الزبداني بالقلمون الغربي، خلال المعارك الجارية في المنطقة وسط غارات جوية وقصف عنيف». وأفادت مصادر ميدانية بأن المعارك «تواصلت على محاورعدة في مدينة الزبداني للتصدي لمحاولة قوات الأسد وميليشيا حزب الله اقتحام المنطقة اذ تمكن الثوار من دحر عناصر حزب الله من بعض الأبنية التي تتحصن بها في منطقة الجمعيات غرب المدينة، واستطاعوا السيطرة على ثلاثة أبنية بعد معركة طاحنة، وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوفهم». وتابعت: «استهدف الثوار عناصر حزب الله بعد كمين محكم في منطقة الباقوني في محيط مدينة الزبداني، في حين لا يزال الثوار يفشلون محاولات تقدم حزب الله وقوات الأسد من محاور عدة في المدينة، حيث ما زالت المواجهات مستمرة من الجهة الغربية والشمالية الشرقية من دون أي تقدم يذكر للقوات المهاجمة». وأشارت «الدرر» الى ان الطيران ألقى «39 برميلاً متفجرًا، في حين شنَّ الطيران الحربي 15 غارة جوية، ترافقت مع سقوط عشرات الصواريخ على المدينة».
في شمال شرقي دمشق، قالت «الدرر» ان «الثوار فجروا مبنى يتحصن به عناصر قوات الأسد في حي تشرين في دمشق، ما أسفر عن مقتل مَن في داخله، أعقبته مواجهات عنيفة بين الطرفين في محاولة يائسة من قِبَل قوات الأسد للبحث عن جثث جنودها بين ركام المبنى»، مشيرة الى «اشتباكات في جبهة حي التضامن جنوب دمشق بين الثوار وقوات الأسد على محور أبنية الإسكان وشارع فلسطين بالتزامن مع استهداف الحي بقذائف الهاون من قِبَل قوات الأسد المتمركزة في ثكنة نسرين».
وفي تطوُّر آخر، اندلعت اشتباكات ليلية بين الثوار وقوات النظام في محيط بلدة زبدين على محور زبدين - بالا - حتيتة الجرش بالغوطة الشرقية، في وقت قال «المرصد» انه «اصيب ما لا يقل عن 5 مواطنين بجروح بعضهم في حالة خطرة وبينهم اطفال ونساء وأنباء عن آخرين، نتيجة قصف الطيران الحربي اماكن في منطقة المرج بالغوطة الشرقية». وأشار الى «منشور عن عقد اجتماع يوم أمس بين القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية والمجلس القضائي»، جاء فيه أنه «تم الاتفاق على استقالة القاضي العام وإحالة الأمر على اعضاء المجلس القضائي للتوافق في ما بينهم على تسمية قاض عام جديد» اضافة الى «عدم اعتقال اي شخص الا بمذكرة توقيف من القاضي المختص والطلب من المجلس القضائي اعداد مشروع مرسوم لتحديد ضوابط القضايا الأمنية بين القضاة والقيادة واستحداث مكتب مختص بالقضايا الأمنية يرأسه قضاة مختصون لتابعة شؤون القضايا الأمنية مع العسكريين».
في جنوب البلاد، قال «المرصد» ان عنصراً من قوات النظام «قتل خلال اشتباكات مع الفصائل الإسلامية في مدينة درعا، في حين سمع دوي انفجارات في بلدة اليادودة يعتقد أنها ناجمة من تفجير قوات النظام منازل واقعة بمحيط حاجز المفطرة قرب البلدة، كذلك سقطت صواريخ عدة يعتقد بأنها من نوع ارض- ارض على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا وسط قصف قوات النظام على اماكن في احياء درعا البلد». وتابع: «ارتفع إلى نحو 40 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام على مناطق في بلدة النعيمة والأطراف الشرقية لمدينة درعا، حيث ألقت طائرات النظام 22 حاوية متفجرة على البلدة ومحيطها، إضافة لتنفيذ طائرات النظام الحربية أكثر من 17 غارة استهدفت البلدة وغربها»، لافتاً الى مقتل ثلاثة نتيجة سقوط قذائف عدة على مناطق سيطرة قوات النظام في حيي الكاشف وشمال الخط بمدينة درعا، وإلى مقتل اربعة من الفصائل الإسلامية في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالية في الأطراف الشرقية لمدينة درعا.
في شمال البلاد، دارت «اشتباكات في محيط منطقة مبنى البحوث العلمية وقرب منطقة بنيامين القريبة من منطقة حلب الجديدة غرب حلب، بين لواء صقور الجبل وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحرية الإسلامي من جهة، وقوات المغاوير من حزب الله اللبناني وقوات النظام واللجان الشعبية الموالية للنظام من جهة أخرى، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، وفق «المرصد» الذي اشار الى مقتل «7 على الأقل بينهم مواطنة نتيجة قصف ببرميلين متفجرين أمس من الطيران المروحي على منطقة في حي المعادي بمدينة حلب» في وقت استمرت «اشتباكات متقطعة عند أطراف حي جمعية الزهراء بمدينة حلب، بين فصائل غرفتي عمليات فتح حلب وأنصار الشريعة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر. واستهدفت الكتائب الإسلامية بعدد من القذائف المحلية الصنع، مبنى تتمركز به في حي صلاح الدين جنوب غرب حلب، ما أدى لانهيار أجزاء كبيرة من المبنى».
في شمال غربي البلاد، قال «المرصد» ان عناصر من «جبهة النصرة» و «تنظيم جند الأقصى» اعتقلوا «12 من عناصر مخفر الشرطة في بلدة كفرنبل». وأوضح ان «عنصراً من جبهة النصرة ارتكب مخالفة قرب مخفر الشرطة ما استدعى عناصر الشرطة إلى توبيخه، ليقوم العنصر بعدها بالذهاب واستقدام مجموعة من عناصر النصرة وجند الأقصى، الذين أقدموا على اعتقال 12 عنصراً من المخفر، والاستيلاء على سيارتين ودراجات نارية عدة ومن ثم قاموا بإغلاق المخفر».
وكان «المرصد» اشار الى ان «عملية التبادل بين 26 مواطناً من ضمنهم 14 مواطنة و9 أطفال مختطفين من بلدة اشتبرق بريف جسر الشغور كانوا موجودين لدى الفصائل الإسلامية، جاءت مقابل إفراج قوات النظام عن عوائل ومواطنين من مدينة أريحا كانت اختطفتهم واستخدمتهم كدروع بشرية أثناء فرارها من مدينة أريحا التي سيطرت عليها في الـ 28 من أيار (مايو) الماضي من العام الحالي، فصائل جيش الفتح المؤلف من جبهة النصرة وتنظيم جند الأقصى وفيلق الشام وحركة احرار الشام وأجناد الشام وجيش السنة ولواء الحق».
|