أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا امس أنها تتوقع توقيع اتفاق قريبا في شأن هدنة إنسانية تمتد حتى عطلة عيد الفطر، فيما تسببت غارات جوية لطائرات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية بمقتل 30 شخصا على الأقل. قالت الحكومة اليمنية التي تتخذ الرياض مقراً لها إن المحادثات تتركز على تنفيذ قرار للأمم المتحدة صدر في نيسان يدعو جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران للانسحاب من المدن التي سيطرت عليها منذ أيلول ولإرسال إمدادات الإغاثة إلى المدنيين المنكوبين في البلاد.
وصرح الناطق باسم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي راجح بادي بأن الحكومة تجري مشاورات للحصول على ضمانات لنجاح الهدنة. وأضاف أن الآلية التي طرحتها الحكومة لتنفيذ القرار الرقم 2216 تطالب بضمانات حقيقية أن المساعدات ستصل الى من يحتاجون اليها، مشيراً إلى أن المحادثات جارية لرفع الحصار عن عدن وتعز ولحج والضالع. وتضررت مدن كبرى في وسط اليمن وجنوبه بسبب المعارك العنيفة بين الحوثيين وائتلاف يضم الجيش والقوات الإقليمية والقبلية المتحالفة مع هادي. وأوضح بادي أن الهدنة الإنسانية ستستمر حتى نهاية عيد الفطر المقرر أن يبدأ في 17 تموز. وأبدى الحوثيون استعدادهم لاحترام الهدنة.
وقال الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام الأسبوع الماضي في تدوينة بموقع "فايسبوك " للتواصل الاجتماعي، إنه ناقش الأمر مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في العاصمة العمانية مسقط الجمعة. ووصل ولد الشيخ أحمد الى صنعاء الاحد لإجراء محادثات مع الحوثيين.
وصنفت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي الحرب في اليمن أزمة إنسانية من المستوى الثالث وهو أشد مستوياتها وأيدت الولايات المتحدة والاتحاد وأبلغت الأمم المتحدة منظمات الإغاثة بان الهدنة قد تبدأ قريباً ونصحتها بأن تكون على أهبة الاستعداد لبدء شحن المساعدات. وتوسطت الأمم المتحدة في هدنة إنسانية مدتها خمسة أيام في أيار لكن منظمات الإغاثة قالت إنها لم تكن كافية لتلبية كل حاجات اليمن.
وفي صنعاء، أغار طيران التحالف على المقر العام لحزب المؤتمر الشعبي للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح حليف الحوثيين. وشنت الغارة وقت التقى قادة المؤتمر الشعبي العام في مكان آخر من المدينة المبعوث الخاص للامم المتحدة كما افادت مساعدة الامين العام للحزب فائقة السيد التي قالت في الموقع الالكتروني للحزب ان " العدوان السعودي محاولة لاحباط جهود المبعوث الاممي" للتوصل الى هدنة انسانية وتحريك عملية السلام في اليمن.
وفي جنوب اليمن، روى سكان أن غارة شنتها طائرات حربية تسببت بمقتل 30 شخصا على الأقل في سوق ببلدة الفيوش على الطريق بين ميناء عدن ومحافظة لحج. واشاروا الى أن عشرة من القتلى كانوا حوثيين بينما كان الآلاف من المدنيين الذين كانوا يتسوقون في سوق شعبية مجاورة.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي يسيطر عليها الحوثيون إن 42 شخصا في المجمل لاقوا حتفهم في غارات جوية تقودها السعودية في أنحاء البلاد امس.
وتحدث سكان عن مقتل خمسة مدنيين على الأقل الأحد عندما سقطت قذائف أطلقتها قوات الحوثيين المتمركزين شمال عدن فوق دار حضانة في حي المنصورة الذي يستخدم لإيواء اليمنيين المشردين من عدن. وأكد مقاتلون محليون أنهم قتلوا أمس نحو 30 مقاتلا حوثيا في منطقة معروفة باسم البساتين شمال عدن.
|