الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: تموز ٦, ٢٠١٥
المصدر : جريدة النهار اللبنانية
تونس
الرئيس التونسي أعلن حال الطوارئ واقالة مسؤولين على خلفية هجوم سوسة
أعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي السبت حال الطوارىء في البلاد"، وتقرر إقالة عدد من المسؤولين، بعد ثمانية أيام من هجوم سوسة الذي أدى إلى مقتل 38 سائحاً في 26 حزيران، بينما أظهر التحقيق أن منفذ الهجوم كان عمل سابقاً في قطاع السياحة.

وقال قائد السبسي إنه نظراً الى "المخاطر المحدقة بالبلاد والوضع الاقليمي وامتداد الإرهاب الى عديد البلدان العربية الشقيقة، تقرر إعلان حال الطوارىء على كامل تراب الجمهورية لمدة 30 يوماً" اعتباراً من السبت. وأضاف أن "تونس تواجه خطراً داهماً وقواتنا في حال استنفار"، و"أننا في حال حرب من نوع خاص"، و"هذا "يتطلب تعبئة شعبية"، محذراً من أنه في حال تكرار هجوم سوسة، "فان الدولة ستنهار".

ويذكر أن التونسيين عاشوا ثلاث سنوات في ظل حال الطوارئ التي أُعلنت في كانون الثاني 2011 قبيل فرار الرئيس سابقاً زين العابدين بن علي في غمرة الثورة التي أطاحته. ومُدد هذا الاجراء من دون توقف ثم رُفع في آذار 2014. وإعلان حال الطوارىء يمنح قوات الشرطة والجيش صلاحيات استثنائية ويتيح للسلطات خصوصاً حظر الإضرابات والاجتماعات التي من شأنها التسبب بالفوضى.

وأشار الرئيس التونسي الى الاضرابات المتكررة، قائلاً انه لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع مع نوع "من العصيان المدني".

لكن اعلان حال الطوارىء بعد أكثر من أسبوع من هجوم سوسة أثار تساؤلات عن احتمال وجود هجوم جديد وعن سبل تطبيقها على الأرض. وحذر المحلل سليم خراط من أن حال الطوارىء قد تكون أداة قمع بامتياز. غير أن قائد السبسي رد على تلك المخاوف بالتشديد على أن لا تراجع عن حرية التعبير المكتسبة بعد ثورة 2011، مع دعوته إلى ممارسة الحريات مع أخذ المخاطر الإرهابية في الاعتبار "كي لا يساهم البعض في إيجاد ظروف لا تساعد على جبه التهديدات الارهابية".

وكانت السلطات الأمنية أعلنت خطة استثنائية ونشرت أعداداً إضافية من رجال الأمن المسلحين لتأمين الشواطىء والمواقع السياحية. وأقر رئيس الوزراء الحبيب الصيد الجمعة بتباطؤ الشرطة في التدخل عند حصول هجوم سوسة، وذلك في الاعتراف الرسمي الأول بوجود ثغرات أمنية. وتحدث عن انتماء المهاجم سيف الدين الرزقي إلى ناد للرقص ومعرفته الجيدة بالقطاع السياحي إذ عمل في حقل الترفيه والاستعراض. كذلك روى أحد جيران ذويه أنه "عمل في السياحة في منطقة القنطاوي" حيث حصل الهجوم. وأقر الصيد ايضاً بالحاجة إلى إصلاح جذري لقطاعي التعليم والاقتصاد، مشيراً الى دراسة لسبل إعادة تأهيل الشبان العائدين من القتال في سوريا، وإلى تعاون مع السلطات الفرنسية.

والرزقي متحدر من حي الزهور في مدينة قعفور بولاية سليانة في شمال غرب البلاد وطالب ماجستير في المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بجامعة القيروان. وصرحت والدته راضية المناعي في مقابلة مع صحيفة "الصنداي تايمس" البريطانية أمس بأن ابنها كان "ضحية" الأشخاص الذين "خدروه" وأخضعوه لعملية "غسل دماغ". وقالت: "أعتقد أن شخصاً ما مارس ضغوطاً على ابني للقيام بذلك، ابني ضحية كالآخرين. ابني كان يحب الموسيقى، البريك دانس وكرة القدم. لقد خدروه وغسلوا دماغه ليفعل هذا الشر، أريد العثور على اولئك الذين قاموا بذلك".

وأعلنت السلطات التونسية إقالة والي سوسة والعديد من المسؤولين الأمنيين في القيروان وقعفور. وقال المستشار الإعلامي للصيد، ظافر ناجي: "كما كان هناك ثغرات أمنية، هناك ثغرات سياسية".

وفي لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إقامة نصب تذكاري تكريما لـ 30 من مواطنيه قتلوا في هجوم سوسة.


 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
احتجاجات ليلية قرب العاصمة التونسية ضد انتهاكات الشرطة
البرلمان التونسي يسائل 6 وزراء من حكومة المشيشي
البرلمان التونسي يسائل الحكومة وينتقد «ضعف أدائها»
الولايات المتحدة تؤكد «دعمها القوي» لتونس وحزب معارض يدعو الحكومة إلى الاستقالة
«النهضة» تؤيد مبادرة «اتحاد الشغل» لحل الأزمة في تونس
مقالات ذات صلة
أحزاب تونسية تهدد بالنزول إلى الشارع لحل الخلافات السياسية
لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟ - حازم صاغية
محكمة المحاسبات التونسية والتمويل الأجنبي للأحزاب...
"الديموقراطية الناشئة" تحتاج نفساً جديداً... هل خرجت "ثورة" تونس عن أهدافها؟
حركة آكال... الحزب الأمازيغيّ الأوّل في تونس
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة