ارتكبت طائرات النظام السورية مذبحة جديدة في ريف محافظة إدلب
(شمال غربي البلاد) وقتلت قرابة 50 شخصاً بينهم أطفال في قصف طاول قرية تسيطر عليها فصائل المعارضة، في
وقت واصلت القوات الكردية تقدمها في شمال البلاد وتمكنت من طرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من
مناطق يسيطر عليها في ريف محافظة الرقة قرب الحدود مع تركيا، في مؤشر إلى أن هدفها بالفعل الوصول إلى
معبر تل أبيض الذي يديره التنظيم الإسلامي المتشدد، والذي غالباً ما يأتي عبره المقاتلون الأجانب الذين
يلتحقون بـ «دولة الخلافة» التي أعلنها التنظيم في كل من سورية والعراق.
وأفاد
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس بأن «ما لا يقل عن 14 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية
بينهم عنصر شيشاني الجنسية واثنان آخران من جنسيات خليجية، قُتلوا قبيل ليلة (أول من) أمس نتيجة قصف
لطائرات التحالف الدولي وخلال اشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي في قرية عالية الواقعة على بعد 8 -
10 كيلومترات شرق بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي». وأضاف أن «الوحدات الكردية تمكنت من السيطرة على
القرية»، مشيراً إلى معلومات عن أن جثث 12 من عناصر التنظيم موجودة لدى وحدات الحماية
الكردية.
ومعلوم أن مسؤولين في الحكومة التركية تحدثوا قبل أيام عن حركة نزوح
واسعة لعرب سوريين في اتجاه الأراضي التركية في ظل توقعات بهجوم يشنه الأكراد على معبر تل أبيض الذي
يشرف عليه تنظيم «الدولة الإسلامية». ويخوض تنظيم «الدولة» مواجهات عنيفة ضد القوات الكردية في محافظة
الحسكة الواقعة شرق محافظة الرقة، كما يخوض مواجهات مماثلة مع الأكراد في منطقة عين العرب (كوباني) في
ريف حلب الشمالي، والذي يحد الرقة من ناحية الغرب. وتتقدم القوات الكردية، مدعومة بغطاء جوي توفر طائرات
التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في اتجاه معاقل تنظيم «داعش» في الرقة من جهتي الشرق (الحسكة)
والغرب (حلب). ويبدو هدف الأكراد المقبل قطع الطريق بين منطقة سيطرة «داعش» في الرقة، وبالتحديد معبر تل
أبيض، والأراضي التركية.
في غضون ذلك، أشار المرصد في تقرير من محافظة إدلب
إلى مقتل ما لا يقل عن 49 شخصاً بينهم 6 أطفال و4 مواطنات وجرح عدد مماثل «نتيجة مجزرة نفذتها طائرات
النظام الحربية إثر استهدافها الساحة العامة بقرية الجانودية في ريف جسر الشغور، والتي نزح إليها الكثير
من أبناء مدينة جسر الشغور». وأردف أن «عدد المواطنين الذين استشهدوا مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في
حالات خطرة، ووجود معلومات عن المزيد من المفقودين»
وجاءت الغارة على
الجانودية في وقت «تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية من
جهة أخرى، قرب قرية فريكة بريف جسر الشغور، وسط قصف متبادل بين الطرفين، ووردت أنباء عن خسائر بشرية في
صفوفهما، ترافق مع انسحاب آليات عدة لقوات النظام باتجاه سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي»، وفق ما
أورد المرصد الذي أشار أيضاً إلى تنفيذ الطيران الحربي غارة على بلدة سلقين وقصف من الطيران المروحي
بالبراميل المتفجرة على بلدة سراقب. وتابع المرصد أن رجلاً قُتل و10 أصيبوا بجروح إثر تنفيذ الطيران
الحربي غارة على بلدة تفتناز بريف إدلب.
وفي حلب (شمال سورية)، قال المرصد أن
«الطيران المروحي ألقى صباح اليوم (أمس) برميلين متفجرين على مناطق في حي تل الزرازير بمدينة حلب، ما
أدى إلى أضرار مادية، بينما تأكد استشهاد 4 مواطنين بينهم طفل ومواطنتان اثنتان، نتيجة قصف الطيران
المروحي بالبراميل المتفجرة مناطقَ في بلدة تل رفعت في ريف حلب الشمالي». ولفت المرصد كذلك إلى وقوع
«اشتباكات على أطراف حي كرم الطراب بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله
اللبناني من طرف، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من
طرف آخر، بينما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في مدينة مارع، وغارة أخرى على قرية حربل قرب مدينة
مارع بريف حلب الشمالي، بينما دارت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة
وجبهة أنصار الدين من طرف، وقوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية من
طرف آخر، في محيط قرية باشكوي بريف حلب الشمالي».
وفي محافظة حمص بوسط سورية،
قال المرصد أنه «ارتفع إلى 18 بينهم طفل على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا نتيجة مجزرة نفذها الطيران
المروحي إثر استهدافه بثلاثة براميل متفجرة مناطق في بلدة الزعفرانة بريف حمص الشمالي... وعدد الشهداء
مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالة خطرة». وزاد أن «قوات النظام قصفت أماكن في منطقة عيون حسين
شرق مدينة تلبيسة، أعقبه قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين على أماكن في المنطقة». أما وكالة «مسار
برس» المعارضة فذكرت، أن تنظيم «الدولة الإسلامية» قتل 8 عناصر من قوات النظام وجرح آخرين «في مكمن محكم
نصبه لهم في قرية خنيفيس بريف تدمر في ريف حمص الشرقي». وزادت أن طيران النظام قصف الإثنين قرية خنيفيس
بـ «الصواريخ الفراغية» بعدما كان الطيران المروحي ألقى أول من أمس برميلين متفجرين على القرية ما أسفر
عن مقتل مدني ووقوع جرحى.
ولفتت «مسار برس» أيضاً إلى وقوع «اشتباكات بين
تنظيم الدولة وقوات الأسد في محيط جبل الشاعر ومنطقتي جزل وحجار شرق حمص، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر
للأخيرة، وسط قصف بقذائف الدبابات استهدف منطقة الاشتباك مصدره نقاط تمركز قوات الأسد في محيط جبل
الشاعر». أما بالنسبة إلى الوضع في ريف حمص الشمالي، فقد أشارت «مسار برس» إلى «اشتباكات متقطعة بين
الطرفين (النظام وتنظيم الدولة) في الجهتين الغربية لقرية أم شرشوح والجنوبية لقرية الهلالية، ترافق ذلك
مع قصف بقذائف الهاون والدبابات نفذته قوات الأسد على القريتين وعلى المزارع الغربية لمدينة تلبيسة، ما
أسفر عن نشوب حرائق بالمحاصيل الزراعية».
وفي ريف دمشق، قُتلت مواطنة من مدينة
دوما برصاص قناص خلال خروجها من مخيم الوافدين قرب مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وفق ما ذكر المرصد الذي
أشار أيضاً إلى تنفيذ قوات النظام حملة دهم وتفتيش للمزارع الواقعة بين بلدة مقيليبة وقرية كوكب بريف
دمشق الغربي. وتابع أن ثلاثة أطفال من مدينة دوما فارقوا الحياة «نتيجة نقص العلاج والدواء اللازم وسوء
الأوضاع المعيشية»، في حين قتل مسلحون مجهولون مقاتلاً من «الكتائب الإسلامية» على أطراف بلدة الناصرية
بالقلمون الشرقي. وأوضح المرصد، في غضون ذلك، أنه «ارتفع إلى 19 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها
الطيران المروحي على مناطق في مدينة الزبداني وجبلها الشرقي، من دون ورود معلومات إلى الآن عن إصابات».
ويأتي قصف الطيران المروحي للزبداني في وقت يقوم «حزب الله» وجنود النظام بهجوم يستهدف طرد مقاتلي
المعارضة في منطقة القلمون الغربي المحاذية للحدود اللبنانية.
وفي جنوب
البلاد، أوردت «مسار برس» معلومات عن «تجدد الاشتباكات بين كتائب الثوار ولواء شهداء اليرموك التابع
لتنظيم الدولة في بلدة عين ذكر بريف درعا الغربي، ما أسفر عن سقوط جرحى من
الطرفين».
وفي محافظة دير الزور (شرق سورية)، قال المرصد أن الطيران الحربي
أغار على حي الجبيلة بمدينة دير الزور، ما أدى إلى إصابة طفل، في حين أصيب ثلاثة مواطنين بينهم سيدة
وطفل بجروح نتيجة قصف من الطيران الحربي على بلدة الخريطة بريف دير
الزور.
القوات الأردنيّة تقتل شخصين حاولا
التسلّل عبر الحدود السوريّة
قُتل شخصان أثناء محاولتهما التسلل من
الحدود السورية باتجاه الأردن ليل الأحد - الاثنين، في حادث تكرّر مراراً خلال الشهور
الماضية.
وقال مصدر مسؤول في القوات المسلّحة الأردنية للصحافيين أمس، إن
«قوات حرس الحدود اشتبكت ليل الأحد مع شخصين حاولا التسلّل من سورية إلى الأردن»، من دون أن يحدّد
جنسيّتهما. وأضاف أنه «في تمام الساعة التاسعة وخمس وأربعين دقيقة من مساء (أول من) أمس، شاهدت
المراقبات الأمامية لقوات حرس الحدود شخصين يحاولان اجتياز الحدود من الأراضي السورية الى الأردنية،
وإثر ذلك تعاملت جماعة رد الفعل السريع في حرس الحدود مع الموقف بقوة وحزم، وطبّقت قواعد الاشتباك
المتّبعة في مثل هذه الحالات، ما أدى إلى مقتل المتسلّلين».
وأكد المصدر أن
«القوات المسلّحة لن تتهاون في التعامل بأقصى درجات القوة، مع كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن
والمواطن، مستخدمةً جميع الأسلحة والمعدات والوسائل المتاحة».
ومنذ تفجُّر
الأزمة السورية قبل أربعة أعوام، زادت عمليات التسلل والتهريب من الحدود السورية باتجاه الأردن، والتي
تمتدّ الى نحو 375 كلم. وكانت قوات حرس الحدود أكدت في وقت سابق، أن عمليات التسلل من سورية إلى الأردن
زادت العام الماضي بنسبة 250 في المئة.
دمشق تطلب المساعدة كي لا تنتج قنابل نووية
قدمت الحكومة السورية طلباً الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمساعدتها على تحويل مفاعل ذري قرب دمشق ليستخدم وقوداً نووياً منخفض النقاء يحول دون إنتاجه قنابل نووية. وأعلن المدير العام للوكالة يوكيا أمانو أمس، أن الوكالة تدرس الطلب السوري. ونقلت وكالة «رويترز» عنه، أن المفاعل يعمل الآن باستخدام اليورانيوم العالي التخصيب وأن سورية طلبت المساعدة حتى يعمل بيورانيوم منخفض التخصيب.
في هذا الوقت، بدأ مؤتمر المعارضة السورية اجتماعاته في القاهرة أمس وسط توقعات بإعلانه في بيانه الختامي «خريطة طريق» و «وثيقة للحل السياسي» تتضمن آليات لتنفيذ بنود «جنيف 1» في ما يتعلق بتشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة. وعلى رغم مقاطعة «الائتلاف الوطني السوري» المؤتمر رسمياً، إلا أن شخصيات بارزة فيه شاركت في أعماله، من بينها رئيسه السابق أحمد الجربا. وشدد المجتمعون على أن هدفهم ليس تأسيس كيان جديد للمعارضة يحل محل «الائتلاف». وتزامن انعقاد المؤتمر مع مذبحة جديدة ارتكبتها طائرات النظام في قرية بريف محافظة إدلب أدت إلى مقتل حوالى 50 شخصاً وجرح عشرات آخرين.
ويشارك في مؤتمر القاهرة نحو 170 من ممثلي قوى المعارضة الوطنية السورية وأعضاء لجنة متابعة اجتماع القاهرة الأول الذي عقد في كانون الثاني (يناير) الماضي. وإضافة إلى الجربا، يشارك رئيس «هيئة التنسيق» حسن عبدالعظيم، والفنان جمال سليمان، والمعارض هيثم مناع، والناطق السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي الذي اعلن انشقاقه عن النظام.
ميدانياً، ارتكبت طائرات النظام مذبحة جديدة في ريف محافظة إدلب وقتلت قرابة 50 شخصاً بينهم أطفال في قصف طاول قرية الجانودية في ريف جسر الشغور التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، في وقت واصلت القوات الكردية تقدمها في شمال البلاد وتمكنت من طرد مقاتلي «داعش» من مناطق كانوا يسيطرون عليها في ريف محافظة الرقة قرب الحدود مع تركيا، في مؤشر إلى أن هدفها هو الوصول إلى معبر تل أبيض الذي يديره التنظيم، والذي غالباً ما يأتي عبره المقاتلون الأجانب الذين يلتحقون بـ «الدولة الإسلامية» التي أعلنها التنظيم في كل من سورية والعراق.
وفي إطار متصل (رويترز)، قال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، إن الحكومة ستصرف مكافأة شهرية مقدارها عشرة آلاف ليرة سورية (37 دولاراً) للجنود الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية، وهي زيادة كبيرة يمكن أن تعزز الروح المعنوية بعد سلسلة الانتكاسات التي منيت بها القوات المسلحة. ويقول ديبلوماسيون يتابعون التطورات في سورية، إن الجيش يقوم بمهمات تفوق طاقته ويحتاج إلى مزيد من المجندين لخوض معارك على جبهات عدة.
وقال الحلقي في جلسة للبرلمان إنه سيتم البدء في صرف المكافآت بداية الشهر المقبل وستقدم للجنود الذين يقفون في صفوف القتال الأمامية. وتتراوح رواتب الجنود وأفراد الفصائل المسلحة المتحالفة مع الحكومة بين 14 ألفاً و30 ألف ليرة شهرياً وفقاً لتقديرات جمعتها «رويترز». ويمكن أن يحصل الضباط من ذوي الرتب العالية على 45 ألف ليرة أو أكثر، كل بحسب رتبته. ويحصل الموظفون المدنيون على راتب يتراوح بين 23 ألفاً و25 ألف ليرة.
|