هدد زعماء مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى موسكو بمزيد من العقوبات بسبب "عدوانها" في اوكرانيا، وتعهدوا التحرك لمكافحة التغيير المناخي، وذلك في ختام قمتهم التي استمرت يومين قرب غارميش بارتنكيرشن في منطقة بافاريا بجنوب المانيا والتي استأثرت تهديدات التطرف الاسلامي للامن القومي والاخطار التي تمثلها اليونان على اقتصاد العالم بحيّز مهم من اجتماعاتها. وللمرة الثالثة، استبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القمة بسبب ما وصفه الرئيس باراك أوباما بـ"العدوان في اوكرانيا"، فيما اتخذت القوى الكبرى في المجموعة موقفا موحدا ضد موسكو. وجاء في البيان الختامي المشترك للقمة: "نذكر بأن مدة العقوبات ترتبط ارتباطا صريحا بالتطبيق الكامل لاتفاقات مينسك وباحترام روسيا لسيادة أوكرانيا. ويمكن رفع هذه العقوبات عند احترام روسيا التزاماتها"، الا "أننا مستعدون أيضاً لتشديد التدابير لزيادة الاعباء على روسيا اذا اقتضت تصرفاتها ذلك".
وفي مؤتمر صحافي بعد القمة، رمى أوباما الكرة في ملعب بوتين، بقوله: "في النهاية ستكون هذه القضية في يد السيد بوتين وعليه ان يقرر... هل يريد ان يواصل تدمير اقتصاد بلاده واستمرار عزلة روسيا سعيا وراء رغبة خاطئة في احياء امجاد الامبراطورية السوفياتية، ام هل يدرك ان عظمة روسيا لا تعتمد على انتهاك" اراضي دول اخرى؟ وفي اشارة الى "الدولة الاسلامية"، قال الزعماء في بيانهم الختامي: "نؤكد مجدداً التزامنا هزيمة هذه الجماعة الارهابية ومكافحة انتشار ايدلوجيتها الكريهة". سوريا وفي الموضوع السوري، قال مسؤولون مطلعون على المحادثات في قمة مجموعة السبع إن الزعماء أعربوا عن اعتقادهم ان ثمة فرصة قد تتيح عقد صفقة سياسية في سوريا وتؤدي في النهاية إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة والإفساح في المجال لتأليف حكومة ائتلافية غير أن المسؤولين نبهوا إلى أن تحقيق أي انفراج في هذا المجال ليس وشيكاً، كما سيتعين على روسيا المشاركة في هذه العملية. وأشاروا إلى أن الأسد يبدو في حال دفاع على نحو متزايد بعد الانتكاسات التي لحقت بجيشه.
وقال أحد المصادر: "قد تكون هذه فرصة التوصل إلى صفقة سياسية. ونحتاج إلى روسيا في هذا الأمر"، مضيفاً أن الطريقة الوحيدة لتحقيق انتقال سياسي للسلطة هي مغادرة الأسد البلاد.
وأفاد مصدر آخر إنه كان ثمة شعور خلال الاجتماعات بأن الوضع في سوريا قد يكون على وشك التغير من غير أن يخوض في التفاصيل. وقال: "قد يكون هناك المزيد مما يمكننا أن نفعله مع النظام للعمل على الانتقال إلى قيادة جديدة في سوريا... (علينا) أن نعمل من أجل كسر هذا الجمود السياسي". ولم تقل المصادر متى وكيف ستدفع هذه الدول بمثل هذا التغيير إلى الواجهة من دون وجود بديل واضح من الأسد في النظام.
كما يتعارض هذا الرأي أيضا مع تقويم مصادر قريبة من دمشق ترى أن المعركة لا تزال طويلة وأن الأزمة مرتبطة بقضايا أوسع منها التطورات في العراق ونتيجة الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى.
مكافآت مالية شهرية في سوريا للجنود الذين يُقاتلون على الجبهات
أعلن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أمام جلسة لمجلس الشعب السوري نقلها التلفزيون السوري الرسمي مباشرة، أن الحكومة ستصرف مكافأة شهرية مقدارها عشرة الاف ليرة سورية للجنود الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية، وهي مبادرة يمكن ان تعزز الروح المعنوية بعد سلسلة الانتكاسات التي منيت بها القوات المسلحة. وقال انه سيبدأ صرف المكافآت مطلع الشهر المقبل. وهذا المبلغ يساوي 37 دولاراً بالسعر الرسمي للعملة ويقل بضعة دولارات عن السعر في السوق السوداء.
ورأى "أن على السوريين الاتحاد أكثر من أي وقت مضى في دعم الجيش وتلبية نداء الواجب"، مضيفاً أن الجيش هو الضمانة الحقيقية لوحدة أراضي البلاد. وذكر بأنه "يجب على الشبان السوريين من ذوي التعليم الجامعي أن يقضوا 18 شهراً في الجيش، عادة بعد التخرج، بينما أولئك الحاصلين على الشهادة الثانوية يخدمون لمدة سنتين بداية من سن 18 سنة".
وتراوح رواتب الجنود وافراد الفصائل المسلحة المتحالفة مع الحكومة بين 14,000 و30,000 ليرة شهرياً وفقاً لتقديرات جمعتها "رويترز". ويمكن ان يحصل الضباط من ذوي الرتب العالية على 45,000 ليرة أو أكثر كل بحسب رتبته. ويحصل الموظفون المدنيون على راتب يراوح بين 23,000 و25,000 ليرة.
وأكد الحلقي أن السوريين يدركون ان الحرب ليست "خسارة معركة هنا وهناك" وان العبرة في النتائج. ووصف القوات المسلحة بأنها قوية وتنتشر في أنحاء البلاد. وبث التلفزيون طوال ساعات لقطات للجيش تخللتها موسيقى حماسية أمس. وظهر في اللقطات جنود يطلقون نيران أسلحتهم ويتدربون في معسكرات ويعانقهم مدنيون.
|