صنعاء - أبو بكر
عبدالله دمرت طائرات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية أمس مواقع
استراتيجية للجيش اليمني في صنعاء بالتزامن مع تكثيفها الغارات الهجومية والاسنادية وتعزيزها المقاومة
الشعبية بالقاء كميات كبيرة من السلاح والذخائر الى مسلحيها في محافظات
عدة. أفادت قيادة الجيش اليمني أن طائرات التحالف شنت فجر الأربعاء 10 غارات
على مجمع 22 مايو للتصنيع الحربي شمال العاصمة وخمس غارات على معسكر النقل الخفيف، ثم عاودت قصف
المعسكرين وكذلك معسكري الصيانة والإذاعة شمال العاصمة وحديقة 21 آذار (الفرقة الأولى المدرعة سابقاً)،
مما أدى إلى تدمير الكثير من منشآتها وتضرر عشرات المنازل والمرافق والسيارات، إلى نزوح جماعي لمئات
المدنيين.
وأعلنت وزارة الصحة العامة أن الغارات التي استهدفت مجمع التصنيع
الحربي أسفرت عن مقتل جندي وإصابة آخرين، فيما تسببت الغارات على معسكر الإذاعة باصابة 32
مدنياً. واستهدفت الغارات كذلك مواقع عسكرية في جبل عيبان وثلاثة منازل في منطقة همدان
فدمرتها وقتلت ستة مدنيين، إلى استهدافها مقر مؤسسة الاتصالات في منطقة وادي
ظهر.
وكثفت طائرات التحالف غاراتها على مواقع الجيش والحوثيين في محافظة صعدة
الحدودية . وقال مسؤولون إنها استهدفت مواقع متفرقة في مديريات سحار ومنطقتي بني معاذ
ومذاب. وفي محافظة حجة الحدودية، دمرت مراكز للاتصالات في مدينة عبس، كما دمرت منزل القيادي
في حزب المؤتمر الشيخ عبد الحميد الشاهري في منطقة النجد الأحمر بمحافظة
إب. غارات الاسناد شنت
طائرات التحالف سلسلة غارات على مواقع الجيش والحوثيين في محافظة تعز لمساندة مسلحي جماعة "الاخوان
المسلمين" وقوات الجيش الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والتي تخوض مواجهات عنيفة مع قوات الجيش
تساندها اللجان الشعبية التابعة للحوثيين في احياء المدينة. وتزامنت الغارات مع احتدام
المواجهات بين الجانبين في احياء عدة من المدينة بعد انزال طائرات التحالف كميات من الأسلحة المتوسطة
والخفيفة والذخائر إلى مقاتلي المقاومة.
وشنت طائرات التحالف سلسلة غارات في
محافظة عدن مستهدفة مواقع الجيش والحوثيين شمال شرق مدينة عدن وفي منطقة العريش، مما أدى إلى سقوط قتلى
وجرحى من الجنود وتدمير آليات عسكرية ثقيلة. واستهدفت في محافظة مأرب تجمعات للجيش والحوثيين في مناطق
كوفل والزور والجفينة والدشوش بعد سيطرتهم على منطقة الجدعان وأحياء في مدينة
مأرب.
وفي محافظة الضالع، أكدت قيادة الجيش أن غارات التحالف استهدفت مقار
المجمع الحكومي في الضالع والملعب الرياضي وإدارة الأمن ومعسكر قوات الأمن الخاص بمديرية قعطبة ومواقع
عسكرية بمدينة الضالع في مسعى لاسناد مسلحي المقاومة الجنوبية الموالية للرئيس
هادي. الحرب
الداخلية وجاء ذلك فيما استمرت المواجهات التي يقودها الجيش اليمني تسانده اللجان
الشعبية التابعة للحوثيين مع مسلحي لجان المقاومة الجنوبية في محافظتي عدن والضالع، كما استمرت على
وتيرتها مع مسلحي جماعة "الاخوان المسلمين" ومسلحي تنظيم " القاعدة" في محافظتي مأرب
وتعز.
وأفادت وزارة الدفاع اليمنية أن قواتها تساندها اللجان الشعبية استعادت
السيطرة على مواقع جديدة في مدينة الضالع وتأمين مناطق أخرى بعد مواجهات عنيفة في مناطق عدة، كما أعلنت
احراز قواتها تقدماً في جبهات القتال في مدينة مأرب وفي بعض أحياء مدينة تعز. وأعلنت قيادة
الجيش سيطرة قواتها تساندها اللجان الشعبية على منطقة اليتمة في محافظة الجوف بعد معارك ضارية مع مسلحي
"الاخوان المسلمين" ومسلحي "القاعدة".
وفي محافظة عدن دارت مواجهات عنيفة بين
الجانبين بعد محاولة الجيش والحوثيين اقتحام منطقة بير فضل شمال غرب المدينة حيث يتمركز مسلحو المقاومة
الجنوبية، مما أدى إلى سقوط ضحايا من الجانبين، مع استمرار طائرات النقل العسكرية السعودية في القاء
كميات من الأسلحة والعتاد وأجهزة الاتصالات إلى مسلحي المقاومة الموالية للرئيس هادي في محافظات
عدة. الجبهة
الحدودية واستمرت المواجهات البرية في الكثير من مناطق الشريط الحدودي . وأعلنت قيادة
الجيش اليمني أن قواتها تساندها اللجان اللجان الشعبية التابعة للحوثيين قصفت بخمسة صواريخ قاعدة للدفاع
الجوي السعودي قرب مطار نجران، وعشرات الصواريخ موقع المجازيف وموقع الجحفا في منطقة علب بظهران الجنوب
وثلاثة معسكرات في منطقة الخوبة جيزان وكذلك مواقع شبكة الاتصالات في
جيزان.
وقال وجهاء إن قوات الجيش السعودي قصفت بالصواريخ والدبابات مناطق
متفرقة للجيش والحوثيين في محافظة صعدة مما أدى إلى مقتل ستة مدنيين في منطقة المنزالة، وأعلن الحوثيون
فتح جبهة جديدة مع قوات الجيش السعودي في مناطق الشريط الحدودي المحاذية لمحافظة
الجوف.
محادثات السلام اليمنية في جنيف مرجّحة في 14 حزيران
نيويورك - علي بردى توقع ديبلوماسيون كبار في مجلس الأمن أن يعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون بين ساعة وأخرى موعداً جديداً لانطلاق مشاورات جنيف سعياً الى إحلال السلام في اليمن، مرجحين أن يكون الموعد 14 حزيران الجاري. بينما طالب مجلس الأمن جميع الأطراف بالمشاركة في المحادثات "من دون شروط مسبقة وبحسن نية". وقال ديبلوماسي إن الأمين العام "يضع اللمسات الأخيرة على البيان، وهو يريد التحقق من أن كل الأفرقاء يوافقون على الذهاب الى جنيف"، موضحاً أن "تريث الأمين العام له ما يبرره"، آملاً في عدم تكرار التجربة التي أدت الى ارجاء المشاورات التي كانت مقررة في 28 أيار، والتي تأجلت بسبب اعتراضات من الرئيس عبد ربه منصور هادي والمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف ضد الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وتوقع أن تمثل حكومة هادي سبع شخصيات في مقابل سبع شخصيات من الحوثيين وأنصار علي صالح. وأضاف الديبلوماسي أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد أنجز مهمته في السعودية، وهو يستعد لإعلان العودة الى العملية السياسية.
وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة مغلقة بطلب من روسيا استمع فيها الى إحاطة من ولد الشيخ أحمد عن أحدث التطورات في اليمن. ونقل ديبلوماسي عن المبعوث الخاص أن "ثمة اتفاقاً على الذهاب الى جنيف والشروع في عملية سياسية انتقالية جامعة يمنية - يمنية، على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمها القرار 2216". وكشف أن الحوثيين "لم يعطوا بعد موافقة نهائية غير مشروطة على المشاركة".
وعشية الجلسة، أصدر أعضاء مجلس الأمن بياناً أبدوا فيه "قلقهم العميق من الوضع الخطير" في اليمن، وعبروا عن "خيبة أملهم الشديدة" لأن المشاورات التي كانت مقررة في 28 أيار الماضي في جنيف لم تعقد، وحضوا الأطراف المعنيين على "المشاركة في مشاورات سياسية شاملة بوساطة الأمم المتحدة في أقرب وقت ممكن"، مشددين على "الحاجة الى عملية انتقال سلمي منظم وشامل بقيادة يمنية". وجددوا المطالبة بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وخصوصاً القرار 2216.
|