السبت ٢٣ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: حزيران ١, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
200 قتيل خلال يوم من القصف في سورية وإدانة دولية للقصف العشوائي
قتل 184 شخصاً خلال 24 ساعة من الغارات التي شنتها مقاتلات النظام السوري ومروحياته على مدينة حلب وريفها شمال البلاد ومناطق اخرى، ذلك في احد اعنف ايام القصف منذ بداية العام الحالي.

وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» امس انه «ارتفع إلى 184 عدد الذين استشهدوا وقضوا، خلال الـ 24 ساعة الماضية جراء قصف جوي لطائرات النظام الحربية والمروحية على عدة مناطق في محافظات سورية، موضحاً انه «وثق استشهاد 128 رجلاً، و7 أطفال و6 مواطنات، إضافة إلى إصابة عشرات آخرين بجروح مختلفة، في قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة وقصف لطائرات النظام الحربية بالصواريخ على مناطق في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي وحيي الفردوس والشعار بمدينة حلب ومدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي وقرية حطلة بريف دير الزور الشرقي، وأطراف منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية في ريف دمشق، ومناطق في حي الحجر الأسود بجنوب العاصمة، وقريتي بليون وجوزف بجبل الزاوية في ريف إدلب، وقرية الزعفرانة بريف حمص وبلدة صيدا بريف درعا».

وأفاد «المرصد» عن تجدد الغارات على أحياء واقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب، وعلى مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في ريف حلب حيث قتل ثلاثة مواطنين.

وكانت الغارات استهدفت السبت سوقاً شعبية مكتظة خلال ساعات الذروة في مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» حيث قتل 59 شخصاً. كما قتل 12 شخصاً في حي الشعار الواقع تحت سيطرة المعارضة المسلحة، بينهم ثلاثة أطفال.

ونفذ الطيران التابع للجيش النظامي السوري الاحد غارات جديدة على مدينة الباب، وأفاد «المرصد» عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 24 آخرين بجروح. واضاف: «قصف الطيران المروحي ببرميلين متفجرين آخرين مناطق في حي الفردوس بمدينة حلب، ما أدى لاستشهاد 6 مواطنين على الأقل بينهم طفلان ومواطنة، وسقوط عدد من الجرحى، فيما لا يزال نحو 11 طفلاً ورجل عالقين تحت أنقاض محل للألعاب الإلكترونية حيث يقوم فريق الدفاع المدني بمحاولة إنقاذهم وتمكن من إحداث فتحة لتسريب الهواء إلى العالقين تحت الأنقاض، كما يشهد الحي حركة نزوح لمواطنين نحو الأحياء المجاورة، تخوفاً من قصف جديد لقوات النظام وطائراته المروحية على الحي».

في المقابل، استهدف مقاتلو المعارضة الاحياء الغربية في مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام بقذائف صاروخية. وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن «ارتقاء ثمانية شهداء واصابة عدد اخر بجروح جراء اعتداء ارهابي بقذائف صاروخية أطلقها ارهابيون على حي الاعظمية»، فيما قال «المرصد» انه «استشهد 4 مواطنين على الأقل، واصيب 13 آخرون على الأقل بجروح، بينهم اطفال اثر سقوط قذائف اطلقتها الكتائب المقاتلة على مناطق في محيط القصر البلدي الخاضع لسيطرة قوات النظام».

ومنذ كانون الاول (ديسمبر) 2012، تتعرض حلب وريفها لغارات جوية في شكل منتظم من طائرات النظام الحربية والمروحية تسببت بمقتل الآلاف.

و «البراميل المتفجرة» عبارة عن براميل بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية تلقى من طائرات مروحية ولا يمكن التحكم بدقة باهدافها كونها غير مزودة بصواعق تفجير، وتتسبب باصابات عشوائية.

وترد المعارضة منذ اشهر على هذا القصف بقصف بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية على الاحياء الغربية من مدينة حلب، ما تسبب بمقتل المئات من المدنيين.

وتندد منظمات دولية وغير حكومية بالقصف الجوي والصاروخي المتبادل.

وكان «المرصد السوري» قال ان «65 شخصاً على الأقل استشهدوا وقضوا يوم أمس في مدينة الشدادي، جراء قصف للطيران الحربي بأربعة صواريخ على المدينة، استهدف أحدها سوق المدينة، بينما استهدفت الثلاثة الباقية الشارع الواقع خلف السوق»، موضحاً ان «الشهداء هم 22 مدنياً سورياً بينهم طفل على الأقل، والبقية عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية»، وعائلاتهم قضوا ولقوا مصرعهم، في القصف ذاته».

على جبهة تنظيم «الدولة الاسلامية» والمعارضة المسلحة، سيطر تنظيم «داعش» على بلدة صوران وقريتي البل والحصية في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة بدأت منذ يومين واستمرت حتى فجر اليوم، بحسب ما ذكر «المرصد السوري».

وتبعد صوران عن مدينة اعزاز ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا نحو عشرة كيلومترات. وتخلل المعارك تفجير سيارة مفخخة وقصف متبادل.

وقتل ما لا يقل عن 31 مقاتلاً من الفصائل المعارضة في القصف والتفجير والمعارك منذ الجمعة، بالاضافة الى 22 عنصراً من «داعش».

على جبهة القوات النظامية وتنظيم «الدولة الاسلامية» في وسط سورية، سيطر التنظيم امس على بلدة البصيرة جنوب مدينة تدمر التي تقع على مفترق طرق يؤدي الى دمشق جنوباً والى حمص غرباً.

وكان التنظيم سيطر على تدمر في 21 أيار (مايو)، وواصل تقدمه في ريف حمص الشرقي حيث سيطر على مناطق عدة.

كما تمكن التنظيم من احراز تقدم امس في محيط مدينة الحسكة (شمال شرق)، اذ استولى على حواجز عدة على بعد اربعة كيلومترات من مدخل المدينة التي يشن هجوماً عليها منذ امس. وافاد «المرصد» عن استمرار المعارك بينه وبين قوات النظام.

إدانة دولية للقصف العشوائي

دان المبعوث الدولي الى سورية ستيفان دي ميستورا الغارات الدموية الجديدة التي قام بها النظام السوري على محافظة حلب وأدت الى مقتل 71 مدنياً على الأقل، بحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان».

وقال دي ميستورا في بيان مكتوب ان «القصف الجوي من قبل المروحيات السورية على سوق شعبية في حي الشعار في حلب، يستحق أشد إدانة دولية». وأضاف انه «من غير المقبول بتاتاً ان تهاجم القوات الجوية السورية اراضيها في شكل عشوائي، وتقتل مواطنيها»، مشدداً على انه «يجب وقف البراميل المتفجرة».

قتل 71 مدنياً في قصف جوي بـ «البراميل المتفجرة» السبت على مدينة حلب وريفها في شمال سورية، وهي حصيلة بين الأضخم خلال الأشهر الماضية في المنطقة التي تشهد معارك متواصلة على جبهات عدة.

وسقط العدد الأكبر من الضحايا في مدينة الباب في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، إذ بلغ عدد القتلى 59، وهو مرشح للارتفاع، بينما قتل 12 شخصاً في حي الشعار في شرق حلب الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

واستهدفت الغارات سوقاً شعبية في ساعة الذروة، وفقاً لـ «المرصد السوري» الذي تحدث عن «مجزرة».

وغالباً ما تتعرض المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في حلب لقصف بـ «البراميل المتفجرة» ندد به العديد من المنظمات الدولية وغير الحكومية.

وبدأ النظام في عام 2013 بقصف حلب بـ «البراميل المتفجرة»، وهي عبارة عن براميل بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية ولا يمكن التحكم بدقة بأهدافها كونها غير مزودة بصواعق تفجير، وبالتالي تصيب العديد من المدنيين.

وأطلق دي ميستورا في الخامس من ايار (مايو) الماضي محادثات واسعة في جنيف مع عدد من الاطراف الاقليميين والمحليين في النزاع السوري بينهم ايران، في محاولة لاستئناف المفاوضات المتوقفة.

وقال في اليوم الاول من المحادثات «بحلول نهاية حزيران (يونيو) سيكون بمقدورنا ان نقيم ما اذا كانت هناك مرحلة مقبلة».

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هموند «هالني الاعتداء العنيف الأخير الذي قام به نظام الأسد»، مجدداً موقف بلاده لجهة رفض أي دور للرئيس السوري بشار الأسد في «مستقبل سورية».

و في طهران، قال علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي إن «أي عدوان على سورية كدولة عربية وإسلامية مناضلة يعتبر عدواناً على سيادتها الوطنية، لذا فإنها ستصمد وتتصدى لهذا العدوان»، مستبعداً أن تقوم تركيا بفرض منطقة حظر جوي شمال سورية. وأضاف أن «شعبية بشار الأسد ازدادت كثيراً لدى الشعب السوري الذي رأى ما تفعله الجماعات المسلحة والتكفيريون من ممارسات وأعمال إجرامية». وأضاف أن «أمن سورية ولبنان من أمن إيران، ونحن كما ندافع عن مصالحنا ندافع أيضاً عن مصالح العالم الإسلامي».



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة