كما بعد صلاة الجمعة الأسبوع الماضي حين قُتل 21 شخصاً في مسجد في بلدة القديح بالقطيف في المنطقة الشرقية، استهدف انتحاري مسجداً شيعياً في مدينة الدمام السعودية بهجوم تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية"، "داعش" سابقاً. ويبدو أن الاشتباه في الانتحاري دفعه إلى تفجير نفسه قبل الأوان فحدّ ذلك دون الخسائر في الارواح.
تسببب الهجوم في اشتعال سيارات وارتفاع سحب من الدخان الأسود في سماء. واستهدف مسجد العنود، الوحيد للشيعة في الدمام. وصرح الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية منصور التركي بأن "الجهات الأمنية تمكنت، بفضل الله وتوفيقه، من إحباط محاولة تنفيذ جريمة إرهابية لاستهداف المصلين بجامع العنود بمدينة الدمام وذلك أثناء أدائهم صلاة الجمعة. ورجال الأمن اشتبهوا في سيارة عند توجهها الى مواقف السيارات المجاورة للمسجد، وعند توجههم إليها وقع انفجار في السيارة". وأضاف أن "الجهات الأمنية باشرت استكمال إجراءات الضبط الجنائي والتحقيق فيه". وقد أدى التفجير إلى مقتل المهاجم وثلاثة أشخاص وإصابة أربعة. وعُرف من الضحايا عبد الجليل طاهر الأربش الذي عاد أخيراً من الدراسة في الولايات المتحدة.
وروى شهود وناشطون أن الانتحاري لم يكن في سيارة، وأنه تنكر بزي نسائي وفجر نفسه بحزام ناسف عند بوابة المسجد لدى توجه رجال الأمن للتحقق من هويته بعد الاشتباه فيه.
وأفاد ناشطون أن شباناً يجرون عمليات تفتيش في المسجد اشتبهوا في شخص كان يحاول دخوله ويرتدي زياً نسائياً، لكنه تحرك بعيداً وفجر نفسه بين السيارات. وقال الشاهد محمد ادريس أن هؤلاء الشبان طاردوا الانتحاري فاتجه إلى قسم النساء عند المدخل الجنوبي. وقال آخر طلب عدم ذكر اسمه إن الإجراءات الأمنية مشددة في محيط المساجد منذ هجوم الجمعة الماضي، وإن النساء أُبلغن عدم القدوم إلى المساجد لعدم وجود مفتشات لتفتيشهن كما الرجال، ولعدم تمكين انتحاريين من التسلل إلى المسجد من الجناح المخصص لهن. وناشد ناشط يُدعى محمد السعيدي السلطات التعاون مع السكان في المناطق ذات الغالبية الشيعية للحؤول دون هجمات اخرى.
ويذكر أن علميات التفتيش عند مداخل المساجد بدأت منذ هجوم الجمعة الماضي. وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز توعد بأن "ينال كل من شارك أو خطط أو تعاون في ذلك الهجوم الانتحاري عقابه المستحق".
وقبيل حصول هجوم أمس، تطرق إمام وخطيب المسجد المكي أسامة بن عبدالله خياط إلى تفجير مسجد القديح الجمعة الماضي باعتباره "ضرباً من ضروب الفساد في الأرض الذي يستحق مقترفوه العقوبة الرادعة والنكال". وقال المفتي العام للسعودية الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ في مسجد الإمام تركي بن عبدالله في الرياض إن "ما حدث من انتهاك لحرمات الله والمساجد في منطقة الشرقية، إنما هو انتهاك لحرمات عظيمة، وانتهاك لحرمة النفس المعصومة وانتهاك لحرمة الدين، كذلك انتهاك لحرمة الأمن وانتهاك لحرمة المال، فهذا عمل إجرامي لا يقره دين ولا خلق ولا عرف".
بيان التبني وفي المقابل، تبنى بيان نُشر في موقعي "فايسبوك" و"تويتر" باسم "ولاية نجد" التابعة لـ"الدولة الإسلامية" الهجوم الذي نفذه "جندي الخلافة الأخ الغيور أبو جندل الجزراوي"، وقد نفذه "في جمع خبيث لهؤلاء الأنجاس... وقد يسر الله له الوصول إلى الهدف رغم تشديد الحماية". وحض البيان مناصري التنظيم على أن "يطهروا ارض الحرمين من رجس الرافضة المشركين وحماتهم المرتدين".
|