سيطر "جيش الفتح" الذي يضم جماعات سورية معارضة ابرزها "جبهة
النصرة" التابعة لتنظيم "القاعدة" على اريحا آخر مدينة كان ينتشر فيها الجيش السوري، فيما أفاد مسؤول
أميركي إن الجيش الأميركي بدأ تدريب مقاتلين من المعارضة السورية في تركيا لمحاربة تنظيم "الدولة
الاسلامية". وقال "جيش الفتح" إنه استهدف بالقذائف والمدفعية مواقع لقوات
النظام في اريحا، مما أسفر عن تدمير دبابة وقتل عدد من الافراد، بينما بثت قناة "الجزيرة" الفضائية
القطرية أن دبابات النظام السوري انسحبت من مناطق تمركزها في أريحا إلى منطقة أورم
الجوز. وأفاد ناشطون أن "جيش الفتح" سيطر أيضا على بلدة كفرنجد غرب أريحا، تزامنا مع اشتباكات
عنيفة في محيطها وسط غارات جوية على جبل الأربعين.
وقال مدير "المرصد السوري
لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: "سيطر جيش الفتح بشكل كامل على مدينة اريحا
بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه من حزب الله عبر الجهة الغربية
للمدينة". واضاف:"كان الهجوم خاطفا، ولم يستغرق الا بضع ساعات. ان سقوط المدينة بهذه السرعة
امر مفاجىء ومستغرب. فقد تجمعت فيها كل القوات التي انسحبت خلال الاسابيع الاخيرة من مدينتي ادلب وجسر
الشغور ومعسكري القرميد والمسطومة". وأوضح انه "كان في المدينة ايضا عناصر من حزب الله، لذلك
كان المتوقع ان تكون المعركة قاسية"، وان "عشرات الاليات المحملة بالعناصر شوهدت تنسحب من المدينة في
اتجاه بلدة محمبل الواقعة الى جنوب غرب اريحا".
وقال الناشط ابرهيم الادلبي في
وقت سابق ان "جيش الفتح" هاجم المدينة من ثلاث جهات، الشرقية والجنوبية والشمالية. وتستند المدينة من
الجهة الغربية الى منطقة جبلية تشكل امتدادا لريف محافظة حماه وتسيطر عليها قوات
النظام.
وكان "جيش الفتح" المؤلف من "جبهة النصرة" و"جند الاقصى" و"فيلق
الشام" و"حركة احرار الشام" و"اجناد الشام" و"جيش السنة" و"لواء الحق"، اعلن في وقت سابق أمس "بدء
الزحف" نحو اريحا.
وبذلك، يكون النظام خسر اهم معاقله في محافظة ادلب شمال غرب
البلاد ولا يزال يحتفظ بمطار ابو الضهور العسكري القائم على مسافة اكثر من 20 كيلومترا جنوب غرب اريحا،
وقريتي الفوعة وكفرية الشيعيتين، الى بعض البلدات الصغيرة والحواجز
العسكرية. تدريب
اميركي في غضون ذلك، وسّعت واشنطن برنامجاً انطلق بداية في الأردن قبل أسابيع، مع
اعلان مسؤول أميركي بدء تدريب مقاتلين من المعارضة السورية في تركيا. ولم يدل بتفاصيل عن حجم
المجموعة الأولى من المقاتلين الذين يخضعون للتدريب في تركيا أو متى بدأ تدريبها. وتقول إدارة
الرئيس الأميركي باراك أوباما إن البرنامج يرمي فقط إلى استهداف مقاتلي "الدولة الاسلامية" لا قوات
الرئيس السوري بشار الأسد. لكن منتقدين، بينهم أعضاء في الكونغرس، يقولون إن الحدود النظرية من الصعب أن
تصمد أمام الواقع الفوضوي للحرب الأهلية في سوريا.
وتأمل الولايات المتحدة في
أن يوفر البرنامج الذي طال انتظاره التدريب لأكثر من 5000 مقاتل سوري سنوياً، وهو ما سيؤمن للجيش
الأميركي شركاء على الأرض في قتال "الدولة الاسلامية" (داعش).
على صعيد آخر،
نشر "داعش" صورا على الانترنت قال إنها التقطت في مدينة تدمر الأثرية وبدت فيها الآثار
سليمة. ونفى ناشطون على اتصال بأشخاص داخل المدينة أيضا أن تكون أضرار قد لحقت بالمدينة، وهي
من مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو" منذ سيطرة
التنظيم المتشدد عليها. وبدا في الصور علم "الدولة الإسلامية" يرفرف فوق المدرج المسرحي.
وكانت هناك صور أيضا لأعمدة وأقواس أثرية.
ونشرت في تقرير مصور منفصل صور ذكر
أنها لسجن المدينة الذي تسيطر عليه "الدولة الإسلامية". وشمل التقرير صوراً لمدخل وأبواب زنزانات
وزنزانة فردية خاوية وغرف احتجاز جماعي. وكانت هناك ضمن التقرير صورة للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد
معلقة على جدار مكتب خاو داخل السجن. عقوبات اوروبية وفي بروكسيل، أضاف الاتحاد الاوروبي مسؤولا عسكريا سوريا رفيع
المستوى إلى قائمة العقوبات الخاصة به، مع تمديده الاجراءات ضد مؤيدي الأسد سنة أخرى. وبدأ
الاتحاد الأوروبي فرض تجميد للأصول وحظر على السفر على الاسد ومؤيديه عام 2011 احتجاجاً على قمع الحكومة
المعارضين. ومع دخول الحرب الأهلية في سوريا سنتها الخامسة، زادت قائمة العقوبات لتشمل أكثر من 200 شخص
و70 هيئة.
وقررت حكومات الاتحاد الأوروبي مد العقوبات سنة أخرى، وإضافة شخص
إلى القائمة هو مسؤول عسكري رفيع يتهمه الاتحاد بأنه "مسؤول عن القمع والعنف ضد السكان المدنيين في دمشق
وريف دمشق". لافروف وبعد
سلسلة من الاتصالات الرفيعة المستوى بين موسكو وواشنطن هذا الشهر ، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي
لافروف أمس بأن مواقف الجانبين في شأن سوريا تتقارب. وقال في مؤتمر صحافي: "في الحقيقة أعتقد
أن مواقفنا مع الولايات المتحدة تتقارب... أولا وقبل كل شيء في ما يتعلق بالتصريحات بأنه لا يمكن أن
يكون هناك بديل من الحل السياسي في سوريا". وانتقد واشنطن لدعمها بعض جماعات المعارضة المسلحة التي
تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد وقال إن روسيا تعتبر هذا النهج "يتسم بقصر
النظر". إيران ترفض إقامة حظر جوي فوق سوريا
رفض نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، على هامش اجتماع لمنظمة التعاون الاسلامي في الكويت، فكرة فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، وهو ما تطلبه تركيا، قائلاً ان اقامة هذه المنطقة سيكون "خطأ" وسيفشل في اعادة الامن في المنطقة. وقال ان "المناقشات في شأن انشاء منطقة حظر جوي هي تكرار لاخطاء سابقة ولا يساعد على الامن والاستقرار الاقليميين". ونقل عنه الموقع الالكتروني للتلفزيون الايراني الرسمي انه للتوصل الى حل سياسي للصراع، يجب على البلدان المجاورة لسوريا ان تسيطر على حدودها وتمنع مرور مقاتلين للمعارضة.
|