في تصعيد للحرب الدائرة منذ شهرين بين التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية والحوثيين والجيش اليمني الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، تبادلت القوات السعودية والمقاتلين الحوثيين إطلاق نيران المدفعية الثقيلة مما أدى إلى تدمير جزء من المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين.
أفاد شهود ان معبر حرض الحدودي، وهو أكبر معبر للركاب والبضائع بين السعودية واليمن، قد أخلي وسط قصف دمر صالة السفر وإدارة الجوازات فيه. وغادر سكان قرى يمنية عدة في المنطقة منازلهم وفروا من الحدود التي تحولت خط مواجهة بين السعودية والمقاتلين الحوثيين.
ودمرت الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف قواعد عسكرية ومخازن أسلحة في العاصمة صنعاء. وقال مسؤولون محليون إن قيادياً في قوات الحوثي يدعى أبو بسام الكبسي قتل في غارة جوية بمحافظة ريمة.
وتحدث مقاتلون محليون عن غارات جوية بقيادة السعودية على قاعدة جوية رئيسية يسيطر عليها الحوثيون في محافظة لحج. وقالوا إن ثمانية مقاتلين حوثيين قتلوا في مكمن بمحافظة الضالع. وروى سكان في مدينة تعز الواقعة في وسط اليمن أن المقاتلين الحوثيين والمقاتلين الموالين لهادي تبادلوا نيران الدبابات والمدفعية في أنحاء المدينة ليلاً وقتل خمسة مدنيين. وقال شهود إن الحوثيين سيطروا على قاعدة عسكرية على قمة جبلية استراتيجية.
حوار جنيف في غضون ذلك، لا تزال ثمة شكوك في عقد مؤتمر للسلام في رعاية الأمم المتحدة في جنيف في 28 ايار الجاري. ففي رسالة بعث بها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون السبت، جدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي شروط حكومته للمشاركة في الحوار في شأن الازمة اليمنية.
ومع تأكيده انفتاحه على الحوار المقترح، شدد هادي على ان تمارس الامم المتحدة ضغوطاً على الحوثيين كي ينسحبوا من المناطق التي استولوا عليها في اليمن. وطلب تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 2216 الذي يدعو خصوصاً الحوثيين الى التخلي عن الاراضي التي سيطروا عليها واعادة الاسلحة التي استولوا عليها من الجيش واجهزة الدولة. وأبرز ضرورة اجراء الحوار المقترح على أساس هذا القرار وقرارات الحوار الوطني في اليمن ولا سيما منها اقامة دولة اتحادية وكذلك على اساس قرارات المؤتمر الذي انعقد الاثنين والثلثاء في الرياض في غياب الحوثيين والذي أعرب خلاله عدد كبير من الشخصيات اليمنية عن تصميمها على "استعادة الدولة والسلطة الشرعية". كما طلب مشاركة ممثل لمجلس التعاون الخليجي في أي حوار.
وتوقع وزير الخارجية اليمني رياض ياسين تأجيل مؤتمر جنيف. وصرح لقناة "العربية الحدث" السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها بأن الحكومة لا ترفض مطلقا التوجه إلى جنيف وإلى ما هو أبعد من جنيف إذا كان ذلك سيؤدي إلى السلام، لكن الواقع على الأرض مختلف تماما. وأضاف: "نحن نرغب في تطبيق قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار الأخير القاضي بوقف العمليات العسكرية المنتشرة في أرجاء اليمن والتي تقودها ميليشيات الحوثي وصالح وإعادة السلام إلى اليمن".
المساعدات الانسانية ووصلت شحنة ثانية من المساعدات الانسانية الغذائية والطبية التي ارسلتها دولة الامارات العربية المتحدة ووزنها 460 طناً، الى ميناء مدينة عدن في جنوب اليمن. وكان الهلال الاحمر الاماراتي أوصل شحنة مكونة من 1200 طن من الادوية والمستلزمات الطبية الاسبوع الماضي الى عدن. وقال منسق المساعدات اليمني علي البكري إن شحنة من الديزل قدمتها الامارات ووزنها 400 طن، وصلت الجمعة الى عدن. وأضاف ان "عدن والمحافظات الجنوبية الاخرى لم تحصل على اي مساعدات الا من الامارات" منذ ان بدأت الاوضاع الامنية بالتدهور في المدينة في آذار.
من جهة أخرى، قال مسؤولون في الامم المتحدة إنهم تسلموا حمولة المساعدات التي نقلتها السفينة الايرانية "ام في شاهد" في مرفأ جيبوتي قبل نقلها الى اليمن. وتحمل السفينة 2500 طن من المساعدات بينها الدقيق والارز والاغذية المعلبة والمعدات الطبية وزجاجات المياه، وكلها تعتبر حاجات طارئة للشعب اليمني.
وصرحت الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي عبير عطيفة بأن "الحمولة سلمت الى برنامج الغذاء العالمي في جيبوتي وحاليا يجري افراغها". وأعلنت السلطات في جيبوتي ان السفينة الايرانية وصلت الجمعة. وقال رئيس سلطات ميناء جيبوتي أبو بكر هادي إن "السفينة ستفرغ تماماً لتنقل الحمولة الى سفن أخرى، كل شيء يحصل بشفافية". وكانت الولايات المتحدة دعت الى ان تتوجه السفينة الى جيبوتي بدل ميناء الحديدة في اليمن. |