تحدثت مصادر أمنية ورسمية عراقية أمس، عن سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) على منفذ الوليد الحدودي العراقي مع سوريا بعد ثلاثة أيام من سيطرته على منفذ التنف في الجانب السوري، اثر انسحاب القوات الحكومية من الموقع.
وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة الانبار إن "مسلحي داعش سيطروا تماماً على منفذ الوليد الحدودي". واضاف ان المسلحين "سيطروا في ساعة مبكرة من صباح اليوم (الاحد) على المنفذ اثر انسحاب قوات الجيش وحرس الحدود". وأكدت رئيسة لجنة المنافذ الحدودية في محافظة الانبار سعاد جاسم "سيطرة التنظيم على منفذ الوليد اثر انسحاب القوات الامنية". واشار ضابط الشرطة الى ان تنظيم "داعش" بات يسيطر على المنفذين الحدوديين، القائم والوليد، اللذين يربطان العراق وسوريا عبر محافظة الانبار.
الى ذلك، أعلن ضابط برتبة رائد في الشرطة ومقاتل قبلي سني مؤيد للحكومة في الانبار استعادة بلدة الحصيبة الشرقية التي تبعد نحو عشرة كيلومترات شرق الرمادي. من جهة أخرى، اعدم "داعش" 16 مدنياً عراقياً مساء السبت، بعد أيام من خطفهم لدى نقلهم مواد غذائية من بلدة بيجي الى مدينة حديثة التي يفرض التنظيم حصاراً عليها منذ أشهر.
واشنطن في غضون ذلك، صرح وزير الدفاع الاميركي أشتون كارتر في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الاميركية للتلفزيون: "ما حصل (في الرمادي) على ما يبدو ان القوات العراقية لم تبد ارادة للقتال... لدينا مشكلة مع ارادة العراقيين قتال تنظيم الدولة الاسلامية والدفاع عن أنفسهم". وأوضح ان الجنود العراقيين "لم يعانوا نقصاً في العديد، بل كانوا اكثر عددا بكثير من القوات المقابلة، الا انهم انسحبوا من المنطقة". وأضاف: "نستطيع ان نقدم لهم التدريب والتجهيزات، الا اننا بالتأكيد لا نستطيع ان نقدم لهم ارادة القتال... "اما وقد قدمنا لهم التدريب والتجهيزات والمساعدات، آمل في ان يبدوا ارادة للقتال، لانهم لن يتمكنوا من هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية ما لم يقاتلوه". واعتبر ان الغارات الجوية التي تشنها قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة "فعالة، لكنها لا يمكن ان تحل محل ارادة القوات العراقية للقتال".
مجلس التعاون وفي الدوحة، نفت دول مجلس التعاون الخليجي ان تكون الحملة العسكرية الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي على "داعش" قد فشلت، بعد التقدم الذي أحرزه التنظيم المتطرف في سوريا والعراق. وأقر وزير الخارجية القطري خالد العطية عقب اجتماع في الدوحة لوزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي، بان العمل العسكري وحده لا يكفي. وقال إن من الخطوات المطلوبة "تعزيز الحوار والتعجيل فيه في العراق وسوريا وايجاد مخرج لانقاذ السوريين لانهم عالقون بين طغيان النظام ووحشية الارهابيين".
بغداد نفت وجود قوات إيرانية في العراق و"الحشد" يحذّر من عودة "داعش" إلى ديالى
بغداد - فاضل النشمي تحدثت مصادر أمنية في محافظة ديالى، على مسافة 50 كيلومتراً شمال شرق بغداد، عن حصول ثلاثة انفجارات في مدينة بعقوبة أمس، لسيارة مفخخة وعبوتين ناسفتين، فيما ابطلت القوات الأمنية مفعول سبع عبوات أخرى في احياء مختلفة من المدينة. وقالت إن حصيلة التفجيرات بلغت نحو عشرة أشخاص بين قتيل وجريح، الى جانب حرق وتدمير نحو 10 سيارات مدنية، وأضرار لحقت في بعض الأبنية المجاورة. واستهدفت التفجيرات مقر فرقة المشاة الخامسة ومجسرات داخل المدينة .
في غضون ذلك، أبلغت مصادر قيادية في قوات "الحشد الشعبي" الشيعية "النهار" ان ثمة مخاوف جدية من عودة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) الى السيطرة على أجزاء من محافظة ديالى، وحذّرت من عودة التنظيم الى ديالى اذا لم تتخذ الاجهزة الامنية الاجراءات المناسبة لمنع ذلك، كما حصل في مدينة الرمادي أخيراً". وقالت إن "داعش" يتبع "اساليب شيطانية في الكر والفر، ولا يستبعد ان يقوم بالهجوم على مناطق في ديالى مجدداً، مستغلاً الامتداد الجغرافي الذي يربط محافظتي ديالى وصلاح الدين".
وتزامنت احداث ديالى الأخيرة مع أخبار عن دخول قوات ايرانية الى مسافة 40 كليومترا في عمق الاراضي العراقية، لكن مصدراً مقرباً من رئاسة الوزراء العراقية نفى أنباء توغل قوات ايرانية من جهة محافظة ديالى. وقال المصدر لـ"النهار": "لم تدخل أي قوات عسكرية ايرانية الى العراق، وهذه الأخبار غالبا ما تخرج من وسائل إعلام خليجية. نعم لدينا نحو 100 مستشار ايراني، مثلما هو الحال مع مستشارين من دول مختلفة، كالولايات المتحدة وغيرها".
ويشار الى أن محافظة ديالى، ومركزها مدينة بعقوبة، شهدت سيطرة "داعش" على بعض مناطقها، بعد سيطرته على مدينتي الموصل وتكريت، في حزيران 2014، لكن القوات الأمنية و"الحشد الشعبي" تمكنت من تحرير غالبية مناطقها في كانون الثاني الماضي. |