سقطت طائرة هليكوبتر تابعة للنظام السوري في محيط مطار كويرس العسكري في حلب وقتل طاقمها، فيما دخل مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" متحف مدينة تدمر الاثرية في وسط سوريا ودمروا عددا من المجسمات الحديثة فيه، ثم وضعوا حراساً على أبوابه.
أفاد "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له وحسابات جهادية ان تنظيم "الدولة الاسلامية" اسقط طائرة هليكوبتر للنظام، فيما تحدث الاعلام الرسمي عن "خلل فني طارئ وراء سقوطها". وقال المرصد: "أسقط تنظيم الدولة الاسلامية بعد منتصف ليل السبت - الأحد طائرة مروحية في محيط مطار كويرس العسكري جراء استهدافها".
ونشرت حسابات جهادية قريبة من التنظيم في موقع "تويتر" بيانا جاء فيه: "اسقط جنود الخلافة المرابطون حول مطار كويرس فجراً طائرة مروحية بالمضادات الارضية، مما أدى الى هلاك كل من كان على متنها". وأوردت اسماء عقيدين ورقيب في الجيش السوري، قالت إنهم كانوا على متن الطائرة. كذلك، نشرت صورة تظهر طائرة هليكوبتر تحترق في السماء، من غير ان يتسنى التحقق من صحتها. ويحاصر التنظيم مطار كويرس الواقع في ريف حلب الشرقي منذ آذار 2014 ويخوض اشتباكات عنيفة في محيطه ضد قوات النظام.
في المقابل، نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" عن مصدر عسكري اشارته الى "سقوط مروحية أثناء اقلاعها من مطار كويرس في ريف حلب بسبب خلل فني طارئ"، مؤكداً "استشهاد طاقمها" من دون تحديد عدد افراده.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنه لم يتضح بعد عدد افراد طاقم الهليكوبتر، التي غالباً ما تتسع وفقاً لوظيفتها لعدد يراوح بين ثلاثة و15 شخصاً. وتستخدم قوات النظام طائرات الهليكوبتر في عمليات نقل عناصرها وفي قصف المناطق الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة بالبراميل المتفجرة التي أوقعت مئات القتلى منذ بدء النزاع قبل أربع سنوات.
وهذه ليست المرة الاولى تسقط طائرة للنظام على ايدي جهاديين أو فصائل معارضة. وغالبا ما يقتل قائدها أو يؤسر اذا بقي حياً. وفي 29 كانون الثاني الماضي، أسقط التنظيم طائرة حربية تابعة لقوات النظام بعد استهدافها بنيران مضادات أرضية في منطقة بئر قصب بريف دمشق، مما أدى الى مقتل قائدها.
الى ذلك، سجل المرصد ارتفاعاً في حصيلة القتلى المدنيين جراء غارات جوية للنظام استهدفت حي الحميدية في مدينة دير الزور. وقال إن "16 مدنياً، بينهم ستة أطفال من عائلة واحدة واربعة مواطنين من عائلة أخرى"، قتلوا "جراء قصف من الطيران المروحي لمناطق في حي الحميدية"، الخاضع لسيطرة "الدولة الاسلامية". وسيطر التنظيم على كل محافظة دير الزور الصيف الماضي، فيما تحتفظ قوات النظام بمواقع لها في مدينة دير الزور، الى جانب بعض المواقع الاخرى.
وأورد المرصد حصيلة جديدة لخسائر قوات النظام في معاركها ضد مقاتلي "جبهة النصرة" والكتائب الاسلامية المعارضة التي حاصرت قرابة شهر المشفى الوطني في مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في شمال غرب سوريا. وقال عبد الرحمن إن المعارك أوقعت 75 قتيلاً في صفوف قوات النظام، سقط بعضهم داخل المشفى وآخرون لدى محاولتهم الفرار منه. واضاف: "تمكن 91 عنصراً من قوات النظام من الوصول الى مناطق آمنة في اليومين الاخيرين، فيما تمكنت جبهة النصرة من اسر 73 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها على الاقل".
وسيطرت "النصرة" وحلفاؤها تماماً الجمعة الماضي على مشفى جسر الشغور، حيث كان يتحصن أكثر من 150 جندياً ومسلحاً موالياً للنظام مع مدنيين من افراد عائلاتهم، لكن الاعلام السوري الرسمي قال إن قوات النظام نجحت في "فك الطوق" عن المشفى. وتسببت المعارك التي شهدتها المدينة منذ 22 نيسان الماضي وفقا للمرصد، بمقتل أكثر من 261 ضابطا وجنديا وعنصرا من قوات الدفاع الوطني، بينهم 90 ضابطاً على الأقل.
تدمر في غضون ذلك، صرح محافظ حمص طلال البرازي بأن الجيش السوري ينشر قوات في المناطق القريبة من تدمر، في ما يبدو استعدادات لهجوم مضاد لاستعادة المدينة. وكان المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم صرح السبت في مؤتمر صحافي بدمشق: "تلقينا ليلاً معلومات من تدمر قبل انقطاع الاتصالات بأنهم فتحوا ابواب المتحف الخميس ودخلوه، وكان هناك تكسير لبعض المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم اغلقوا ابوابه ووضعوا حراساً على مداخله".
وسيطر التنظيم فجر الخميس على مدينة تدمر الواقعة في محافظة حمص، مما اثار مخاوف جدية على آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي. وأكد عبد الكريم رفع الجهاديين رايتهم على القلعة الاسلامية التي يعود تاريخ بنائها الى القرن الثالث عشر والتي تطلّ على آثار المدينة القديمة. وشدد على "ضرورة البحث عن استراتيجيات جديدة للتعامل مع الوضع القائم في تدمر"، داعيا "المجتمع الدولي الى تقديم دعم مختلف لانقاذ ما يمكن انقاذه". |