الثلثاء ٢٦ - ١١ - ٢٠٢٤
 
التاريخ: أيار ٢٤, ٢٠١٥
المصدر : جريدة الحياة
سوريا
«داعش» يرفع رايته فوق قلعة تدمر وانهيار قوات النظام في إدلب ومعارضون لتشكيل هيئة تفاوض النظام
تستضيف القاهرة يومي 8 و9 الشهر المقبل مؤتمراً موسعاً للمعارضة السورية يتوقع أن تنبثق منه هيئة سياسية تدعو الى «التفاوض» مع النظام لـ «نقل كل السلطات العسكرية والمدنية من دون استثناء الى حكومة انتقالية»، في وقت دخل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الى متحف تدمر التاريخي بعد يوم من رفع التنظيم رايته فوق القلعة الأثرية وسط سورية.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، إن القاهرة ستستضيف المؤتمر الموسع للمعارضة والقوى الوطنية السورية الذي قرر اجتماع القاهرة اﻷول في كانون الثاني (يناير) الماضي عقده، في حين أوضح أحد منظمي المؤتمر المعارض هيثم مناع، أن أكثر من مئتي شخصية من المعارضة السياسية والعسكرية «من عرب وأكراد ومن الطوائف كافة، سيشاركون في الاجتماع على أن ينتخبوا هيئة سياسية ويتبنوا خريطة طريق وميثاقاً وطنياً».

ومن المقرر أن يطلق التجمع الجديد على نفسه تسمية «المعارضة الوطنية السورية»، مضيفاً: «نحن مستعدون للتفاوض مع وفد من الحكومة السورية على أساس بيان جنيف، أي على أساس نقل كل السلطات العسكرية والمدنية من دون استثناء الى حكومة انتقالية».

ووفق مناع، فإن هذا التجمع «مختلف كلياً» عن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، الذي يلقى دعماً غربياً وعربياً واعترف به أكثر من مئة دولة ممثلاً للشعب السوري. وقال هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في «الائتلاف» لـ»الحياة»، إن هناك قراراً سابقاً في «الائتلاف» بعدم المشاركة في المؤتمر، مشيراً إلى «اعتراضات الحكومة المصرية على أشخاص في «الائتلاف» لن تسمح لهم بالدخول، وبالتالي لا يمكننا المشاركة مع وجود «فيتو» على بعض المكونات، وليس رفضاً للمؤتمر في حد ذاته».

ميدانياً، أعلن المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم في دمشق أمس: «تلقينا ليل (أول من أمس) معلومات من تدمر قبل انقطاع الاتصالات، بأنهم فتحوا أبواب المتحف الخميس ودخلوا إليه، وكان هناك تحطيم لبعض المجسمات الحديثة التي تمثل عصور ما قبل التاريخ وتستخدم لأهداف تربوية، ثم أغلقوا أبوابه ووضعوا حراساً على مداخله».

وأظهرت صور نشرها أنصار «داعش» على الإنترنت، أن عناصره رفعوا أعلام التنظيم فوق القلعة التاريخية في مدينة تدمر الأثرية التي سيطر عليها التنظيم قبل أيام، وحملت إحدى الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جملة «قلعة تدمر تحت سلطان الخلافة». وفي صورة أخرى ظهر عنصر وهو يبتسم ويحمل العلم الأسود ويقف على أحد جدران القلعة.

«داعش» يرفع رايته فوق قلعة تدمر ... وانهيار قوات النظام في إدلب

رفع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) رايته على قلعة تدمر أحد المواقع الأثرية السورية في وسط البلاد، في وقت أفيد بتسليم عناصر من قوات النظام في ريف إدلب أنفسهم لمقاتلي المعارضة بعد سيطرة «جيش الفتح» على مستشفى جسر الشغور وبثه صور وجثث عناصر النظام. وقتل 15 بغارة شنتها مقاتلات النظام على دير الزور في شمال شرقي البلاد.

وأظهرت صور نشرها أنصار تنظيم «داعش» على الإنترنت، أن عناصره رفعوا أعلام التنظيم فوق قلعة تاريخية في مدينة تدمر الأثرية التي سيطر عليها «داعش» الأربعاء، وحملت إحدى الصور التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جملة «قلعة تدمر تحت سلطان الخلافة». وفي صورة أخرى ظهر عنصر وهو يبتسم ويحمل العلم الأسود ويقف على إحدى جدران القلعة. ولم يتسن التحقق من صحة الصور.

وأعلن التنظيم المتشدد «الخلافة» على الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسورية في حزيران (يونيو) الماضي. ودمر التنظيم آثاراً ومعالم تاريخية يعتبرها وثنية في مدن أخرى، وهناك مخاوف من أنه قد يعمد الآن إلى تدمير تدمر، التي تضم بعضاً من أهم الأطلال الرومانية، بما في ذلك معابد محفوظة بعناية وأعمدة ومسرح.

ونشر أنصار التنظيم أيضا مقاطع فيديو يقولون إنها تظهر عناصر «داعش» يجوبون غرف مبان حكومية في تدمر بحثاً عن جنود الحكومة وينزعون صور الرئيس السوري بشار الأسد ووالده.

وقال بعض النشطاء إن أكثر من 200 جندي سوري قتلوا في المعركة من أجل المدينة.

وفتحت سيطرة التنظيم على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص (وسط)، طريقه نحو البادية وصولاً الى الحدود العراقية حيث معبر تنف. وتمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة. وقال «المرصد» في بريد إلكتروني الجمعة إن «تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على محطة (ت 3) الواقعة في ريف تدمر، عقب انسحاب قوات النظام والمسلحين الموالين لها منها».

ويستخدم فوج من حرس الحدود هذه المحطة المخصصة أساساً لضخ النفط على خط كركوك في شمال العراق إلى بانياس غرب سورية، كمقر عسكري، وفق «المرصد» الذي أفاد بسيطرة التنظيم على حقل جزل للغاز بالقرب من حقل شاعر في ريف حمص الشرقي، ذلك بعد اشتباكات استمرت ثلاثة أيام وتسببت بمقتل 48 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين.

ويشكل حقل جزل امتداداً لحقل شاعر الخاضع لسيطرة قوات النظام. وبات التنظيم يسيطر على الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سوريا، فيما تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على حقول رميلان في ريف الحسكة.

وأكدت الحكومة الموقتة المعارضة أن النظام «لم يعد يسيطر إلا على مساحة لا تتعدى ربع مساحة الأراضي الحيوية في سورية». ووفق مدير مركز «آي إتش أس جاينز» للبحوث حول الإرهاب وحركات التمرد ماثيو هنمان، يمكن «داعش» أن يستخدم مدينة تدمر «لشن هجمات باتجاه حمص ودمشق» اللتين تعدان من أبرز معاقل النظام في عمق سورية.

في شمال غربي البلاد، قال نشطاء معارضون إن 15 عنصراً من قوات النظام سلموا أنفسهم لمقاتلي المعارضة في حاجز القيسات بين جسر الشغور وأريحا الخاضعة لسيطرة النظام، وذلك بعد يوم على سيطرة المعارضة على مستشفى جسر الشغور. وبث مقاتلو المعارضة صوراً لجثث وأسرى من الجيش النظامي كانوا محاصرين في مستشفى جسر الشغور. وقال «المرصد» إن «العشرات من المحاصرين تمكنوا من الفرار، بينما قتل عدد من عناصر قوات النظام داخل المستشفى وخارجه، وتم أسر غيرهم، ولم يعرف مصير الآخرين».

ونقل التلفزيون السوري من جهته عن مصدر عسكري قوله إن جنوده تمكنوا من «فك الطوق» عن المستشفى. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) مساء الجمعة، أن الرئيس السوري بشار الأسد أجرى اتصالاً بـ «قائد أبطال مشفى جسر الشغور»، ونقلت قوله: «صمدتم وقاومتم لأنكم لا تعرفون الهزيمة ولا الاستسلام». وأضاف: «ثقتكم بالله وبرفاقكم في الجيش العربي السوري بأنهم قادمون لفك الحصار عنكم تدل على ماهية هذا الجيش وعقيدته».

وفي الساحل غرب جسر الشغور، قال «المرصد» إن «قوات النظام شنت حملة دهم لمنازل مواطنين في مدينة بانياس وقرية البيضا وبساتينهما، حيث أسفرت المداهمات عن اعتقال نحو 100 مواطن، لتقوم بعدها بالإفراج عن غالبيتهم»، فيما أكدت مصادر أن «قوات النظام أبقت على المطلوبين لخدمة الاحتياط في صفوفها، وعلى النازحين من محافظة إدلب».

في شمال البلاد، قال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين قوات النظام مدعمة بكتائب البعث من جهة، والكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من جهة أخرى في محيط حي بني زيد شمال حلب وفي محيط مسجد الرسول الأعظم وبمحيط مبنى المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب حلب، في حين استشهد ناشط إعلامي متأثراً بجراح أصيب بها جراء قصف جوي على مناطق في حي الشعار بمدينة حلب منذ عدة أيام، واستشهدت سيدة أيضاً متأثرة بجروح أصيبت بها جراء قصف من قبل الطيران المروحي ببرميلين متفجرين على مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي».

في شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، وتنظيم «الدولة الإسلامية» من طرف آخر، في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه)، وسط تحليق لطائرات التحالف العربي- الدولي، وتنفيذها عدة ضربات استهدفت تمركزات التنظيم بالريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين و «انباء عن خسائر بشرية في صفوف التنظيم»، وفق «المرصد» الذي أشار الى مقتل «25 عنصراً من داعش غالبيتهم من جنسيات أجنبية، نتيجةَ قصف طائرات التحالف العربي– الدولي واشتباكات مع وحدات حماية الشعب الكردي في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة عين العرب (كوباني)» شمال سورية.

وفي دير الزور شرق البلاد، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 15 على الأقل بينهم 4 مواطنين من عائلة واحدة و6 أطفال من عائلة أخرى، عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي لمناطق في حي الحميدية بمدينة دير الزور، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة».

وقال «المرصد» إن «اشتباكات دارت بين مقاتلي الفصائل الإسلامية وجبهة النصرة من جهة وعناصر حزب الله اللبناني مدعمين بقوات النظام وقوات الدفاع الوطني من جهة ثانية في جرود القلمون، وسط معلومات أولية عن تقدم الأخير».

مجلس الأمن قلق على سكان تدمر

أعرب مجلس الامن الدولي عن «قلقه العميق» ازاء مصير آلاف السكان الذين بقوا في تدمر وسط سورية، وكذلك على مصير اولئك الذين فروا من هذه المدينة الأثرية السورية التي سيطر عليها تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش).

وقال المجلس في بيان رئاسي أعدته فرنسا وصدر بإجماع أعضائه الـ 15 انه قلق خصوصاً على مصير النساء والاطفال في تدمر «نظراً الى الممارسات المعهودة عن تنظيم الدولة الاسلامية من خطف النساء والاطفال واستغلالهم والاعتداء عليهم بما في ذلك الاغتصاب والاعتداء الجنسي والزواج القسري والتجنيد القسري للأطفال».

وطالب المجلس كل المتحاربين بفتح «ممر آمن» للمدنيين الراغبين بالفرار من أعمال العنف، مذكراً بأن «المسؤولية تقع بالدرجة الاولى على عاتق الحكومة السورية لحماية مواطنيها».

واذ جدد اعضاء المجلس ادانتهم لتدمير معالم التراث الثقافي في كل من سورية والعراق والذي ارتكبه «خصوصاً تنظيم الدولة الاسلامية»، اعربوا عن «قلقهم العميق» ازاء مصير آثار تدمر المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.

وعزز تنظيم «الدولة الاسلامية» قبضته على مساحة واسعة من الاراضي الممتدة على جانبي الحدود العراقية والسورية بعد سيطرته على آخر معبر حدودي بين البلدين غداة الاستيلاء على مدينة تدمر التاريخية الاثرية في وسط سورية.

وفتحت سيطرة التنظيم المتطرف الخميس على مدينة تدمر الاثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص (وسط) له الطريق نحو البادية وصولا ًالى الحدود العراقية حيث معبر التنف، وتمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.

وخسرت قوات النظام آخر المعابر مع العراق بعد سيطرة «داعش» مساء الجمعة على معبر الوليد الحدودي المعروف بمعبر التنف في البادية السورية. وباتت كل المعابر الحدودية مع العراق خارج سلطة النظام اذ يخضع معبر البوكمال في ريف دير الزور (شرق) لسيطرة التنظيم ايضا، فيما يخضع معبر اليعربية (تل كوجر) في الحسكة (شمال شرق) لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.

من جهة اخرى، اعلنت الجمعية الكاثوليكية الفرنسية لمساعدة مسيحيي الشرق الجمعة ان ثلاثة مسلحين مقنعين خطفوا الخميس الاب جاك مراد، وهو رئيس دير في بلدة القريتين قرب تدمر، وأحد معاونيه.

وقال الأب كميل سمعان، من مطرانية السريان الكاثوليك في بيروت: «لا نعرف اذا كان داعش او جبهة النصرة او الجيش الحر او النظام او عصابة اختطفته».

وتعرض عدد من الكهنة للخطف منذ اندلاع النزاع عام 2011، ابرزهم الكاهن الايطالي باولو دالوليو الذي خطف عام 2013 في الرقة ولم يعرف مصيره بعد. وقتل مسلحون في نيسان (ابريل) 2014 راهباً هولندياً يدعى فرانز فان در لوغت كان يعيش في حمص منذ عقود.



 
تعليقات القراء (0)
اضف تعليقك

اطبع الكود:

 لا تستطيع ان تقرأه؟ جرب واحدا آخر
 
أخبار ذات صلة
تقرير لوزارة الخارجية الأميركية يؤكد حصول «تغييرات طائفية وعرقية» في سوريا
انقسام طلابي بعد قرار جامعة إدلب منع «اختلاط الجنسين»
نصف مليون قتيل خلال أكثر من 10 سنوات في الحرب السورية
واشنطن تسعى مع موسكو لتفاهم جديد شرق الفرات
دمشق تنفي صدور رخصة جديدة للهاتف الجوال
مقالات ذات صلة
سوريا ما بعد الانتخابات - فايز سارة
آل الأسد: صراع الإخوة - فايز سارة
نعوات على الجدران العربية - حسام عيتاني
الوطنية السورية في ذكرى الجلاء! - اكرم البني
الثورة السورية وسؤال الهزيمة! - اكرم البني
حقوق النشر ٢٠٢٤ . جميع الحقوق محفوظة